الأدب النبوي عند تناول الطعام

صورة ذات صلة

فإن هنالك آداباً للأكل ينبغي تعليمها لمن يستطيع إدراكها وتطبيقها من أولادنا، ومنها:
1- غسل اليدين قبل الطعام، ليتفادى ما قد يكون عليهما من الأوساخ، ولأنه أنفى للفقر، لما رواه الترمذي وأبو داود من حديثسلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده”. 

2- الدعاء بالبركة، لحديث: “إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ: اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ، وَإذَا سُقِيَ لَبَنَاً فَلْيَقُلْ اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مِنَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ إلاّ اللّبَن”. رواه أبو داود من حديث ابن عباس. 

3- التسمية قبل الأكل، والمراد أن يقول: بسم الله، لحديث: “إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره” رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمدمن حديث عائشة رضي الله عنها.

4- الأكل باليد اليمنى، لحديث: “لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها”. رواه مسلممن حيث عبد الله بن عمر ، ولحديث: “يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”. رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن أبي سلمة. 

5- أن يأكل مما يليه، للحديث السابق، ولحديث: “البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه”. رواهالترمذي من حديث ابن عباس وصححه.

6- الأكل بثلاث أصابع، لحديث كعب بن مالك السلمي في مسلمقال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها”. 

7- أكل اللقمة الساقطة، لحديث: “إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة”. رواه مسلم من حيثأنس. 

8- أن لا يأكل متكئاً، لحديث: “أما أنا فلا آكل متكئاً”. رواه البخاري والترمذي من حيث أبي جحيفة. واختلف في صفة الاتكاء. قالالحافظ ابن حجر: فقيل: أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان. وقيل: أن يميل على أحد شقيه. وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض. قال الخطابي: تحسب العامة أن المتكئ هو الآكل على أحد شقيه، وليس كذلك، بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته. 

9- إكرام الخبز والطعام، وعدم إهانته بالبصاق أو المخاط إلا لضرورة، لحديث: “أكرموا الخبز” أخرجه الحاكم في (المستدرك)، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في (الشعب) عن عائشة،وصححه السيوطي. قال المناوي في (فيض القدير): أكرموا الخبز بسائر أنواعه، لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق، وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة. 

10- أن لا يعيب الطعام كأن يقول: هذا مالح أو حامض أو غليظ أو رقيق، لحديث مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله، وإن كرهه تركه”. 

11- أن يحمد الله تعالى بعد طعامه، لحديث: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين”. رواه الترمذي من حديث أبي سعيد. 

فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الآداب، وأن ينشئ أولاده عليها من صغرهم، حتى يتعودوا عليها، ولكن بما أن الولد المذكور ما زال في السنة الثانية من عمره، فالغالب أن مثله لا يمكن له أن يأكل استقلالاً.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق