القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 437 سورة فاطر
القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 437 سورة فاطرالوقفات التدبرية
١
{ وَمَا يَسْتَوِى ٱلْأَحْيَآءُ وَلَا ٱلْأَمْوَٰتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ۖ وَمَآ
أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ }
تمثيل لمن آمن؛ فهو كالحي، ومن لم يؤمن فهو كالميت.
(إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ۖ ): عبارة عن هداية الله لمن يشاء.
(وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ): عبارة عن عدم سماع الكفار
للبراهين والمواعظ، فشبههم بالموتى في عدم إحساسهم.
ابن جزي:2/215.
السؤال:
في هذه الآية تمثيل بليغ بين الكفار والموتى, بين أوجه الشبه في ذلك.
٢
{ وَمَا يَسْتَوِى ٱلْأَحْيَآءُ وَلَا ٱلْأَمْوَٰتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ۖ
وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ}
أعظم حرمان نشأ عن الكفر هو حرمان الانتفاع بأبلغ كلام وأصدقه،
وهو القرآن.
ابن عاشور:22/295.
السؤال:
ما أعظم حرمان حُرمه الكافر في الدنيا؟
٣
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَٰنُهَا ۚ
وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌۢ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴿٢٧﴾
وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلْأَنْعَٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَ }
يذكر تعالى خلقه للأشياء المتضادات التي أصلها واحد، ومادتها واحدة،
وفيها من التفاوت والفرق ما هو مشاهد معروف؛ ليدل العباد على كمال
قدرته وبديع حكمته… فتفاوتها دليل عقلي على مشيئة الله تعالى التي
خصصت ما خصصت منها بلونه، ووصفه، وقدرة الله تعالى حيث
أوجدها كذلك، وحكمته ورحمته.
السعدي:688.
السؤال:
ما الصفة الإلهية المستفادة من تعدد الخلق وتشكله وتلونه؟
٤
{ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓؤُا۟ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}
قال الربيع بن أنس: (من لم يخش الله تعالى فليس بعالم)،
وعن ابن مسعود: (كفى بخشية الله تعالى علماً، وبالاغترار به جهلاً)،
وعن مجاهد قال: (إنما الفقيه من يخاف الله عز وجل).
القرطبي:17/375-376.
السؤال:
ما الصفة البارزة التي تميز طالب العلم الصادق؟
٥
{ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓؤُا۟ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }
والمراد بالعلماء: العلماء بالله وبالشريعة.
وعلى حسب مقدار العلم
في ذلك تقْوَى الخشية؛ فأما العلماء بعلوم لا تتعلق بمعرفة الله وثوابه
وعقابه معرفة على وجهها؛ فليست علومهم بمقربة لهم من خشية الله.
ابن عاشور:22/304.
السؤال:
من العالم حقاً؟
٦
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ }
في الآية ما يشمل ثواب قُرَّاء القرآن؛ فإنهم يصدق عنهم أنهم من الذين
يتلون كتاب الله، ويقيمون الصلاة، ولو لم يصاحبهم التدبر في القرآن؛
فإن للتلاوة حظها من الثواب والتنوّر بأنوار كلام الله.
ابن عاشور:22/297.
السؤال:
هل لتالي القرآن أجرٌ ولو لم يصاحبه تدبر؟
٧
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ }
وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد
السيئة والنيات الفاسدة شيئاً.
السعدي:689.
السؤال:
ما المستفاد من قوله تعالى (يرجون تجارة لن تبور)؟
التوجيهات
1- حقق خشية الله تعالى في حياتك تكن من أهل العلم حقيقة،
﴿ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓؤُا۟ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾
2- أكثر من تلاوة القرآن معتبراًً متفكراً، ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ
وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ ﴾
3- تذكر دائما أن التجارة التي لا تبور هي التجارة مع الله تعالى،
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ ﴾
العمل بالآيات
1- ابتداء من اليوم خصص لك مقداراً من القرآن ولو قصيراً تقرأه كل يوم،
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ ﴾
2- أدِّ الصلاة جماعة مع إدراك التكبيرة الأولى، ﴿ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾
3- تصدق من مالك بصدقة لا يعلم عنها أحد إلا الله، وتصدق بصدقة
أخرى علانية لعله يقتدي بك غيرك، ﴿ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا
وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
الْحَرُورُ الرِّيحُ الحَارَّةُ.
وَبِالزُّبُرِ الكُتُبِ المَجْمُوعِ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ الأَحْكَامِ.
نَكِيرِ إِنْكَارِي عَلَيْهِمْ، وَعُقُوبَتِي لَهُمْ.
جُدَدٌ ذَاتُ طَرَائِقَ وَخُطُوطٍ مُخْتَلِفَةِ الأَلْوَانِ.
وَغَرَابِيبُ سُودٌ شَدِيدَةُ السَّوَادِ؛ كَالأَغْرِبَةِ.
لَنْ تَبُورَ لَنْ تَكْسُدَ، وَتَهْلِكَ.
تمت الصفحة ( 437 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق