سبب عقاب الله لصاحب الجنتين - منتديات غزل قلوب مصريةسبب عقاب الله لصاحب الجنتين
بسبب كفره بنعم الله عليه .
جاءت قصة صاحب الجنتين لنا لتروي صراعًا بين الإيمان والكفر، بين شخص سلم أمره إلى الله الرازق وشخصٌ آخر كل همه الدنيا وليس خالقها، وأن الرزق يأتي من عند الله وحده وليس بالجهد فقط، حيث تحكي قصة رجل كفر بقضاء الله وما أنزل عليه ولم يتوكل على الله في أمره، حيث قامت آيات القرآن الكريم بتصوير لنا هذه القصة في بضعِ آياتٍ، حيث قال الله تعالى: في كتابه الكريم: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا).
حدث هذا الجدال بين أخين حول أرزاقهم، لكن لقد نسى أحدهم أم الأرزاق ليست بيد أحدٍ منهما بل هي بيد الله الذي يمسك ويعطي من يريد، وكأن أحد الأخوين يمتلك جنتين من أعناب وقد أحيطت بأشجار النخيل، وكانت هاتين الجنتين يحتويان على العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى والكثير من الخير الذي لا يعد ولا يحصى، كما أنه كان يوجد بين هاتين الجنتين نهر لقوله تعالى: (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا) وأن الماء الموجود من هذا النهر هو سبب الحياة في هذه الأرض الواسعة لقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
جاء المراد من هذا الوصف هو توضيح كامل ومتكامل لمدى كرم وعطاء الله سبحانه وتعالى على عباده فقد جاء الوصف لأرضين زراعيتين يتوسطهم نهر ويحاوطهم أشجار النخيل، ووصفت بالجنتين لشدة مثالية هذا المكان، وعلى الرغم من هذه النعم الكثيرة التي كانت لصاحب الجنتين إلا أن علوه واستكباره قد حرماه من هذه النعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليه.[1]
من هو صاحب الجنتين
هو رجل غني كان يمتلك بستانين من الزرع والأعناب وحولهم النخيل الذي يظل أرضه، وتوسط جنتيه نهر به الكثير من الخير، كما كان عنده من الأهل والأولاد ما لم يكن متلكه غيره وكل هذا هو رزق وعطاء من عند الله سبحانه وتعالى الذي يعطي ويأخذ متى يريد. [2]
أين وقعت قصة صاحب الجنتين
ورد أنها كانت في منطقة القدس “في اللد”.
جاء وصف هاتين الجنتين مشابهًا لمزارع الرياض والمدينة المنورة والقصيم التي تكون محاطة بالنخيل ويتوسطها الماء، مع وجود العديد والعديد من المزروعات مثل البرسيم والخضروات التي جاءت في المنتصف مع أشجار العناب، ويعتبر هذا النمط من المزارع يتواجد في المناطق الحارة فقط والتي تكون بحاجة إلى وجدو ظلال على الأراضي الزراعية لذلك تم زراعة النخيل من حولها حتى تنمو بقية المحاصيل بخير، والتي تشبه في وصفها القدس. [1]
قصة مختصرة لصاحب الجنتين وأصحاب الجنة سورة القلم
كان صاحب الجنتين رجلًا يمتلك من النعم الكثير فقد كانت هاتين الجنتين تردان عليه العطاء ودخلًا كبيرًا استطاع بسببه أن يعيش في حالة من الرخاء، لكن لم يكن هذا الرجل ليشكر ربه على هذه النعم الكثيرة بل كل ما فعله هو أنه نكبر على صاحبه الفقير فقال الله تعالى في سورة الكهف: (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)، وكان صاحبه الفقير هذا ليس فقير المال فحسب بل فقير المال والأولاد على عكس صاحب الجنتين الذي يمتلك من المال والأولاد والجاه ما حمله على التكبر على صاحبه،الذي كان يريه ما يمتلك في هاتين الجنتين من خير وفير والتي يظن أنها لن تبيد أبدًا، لكن على عكسه كان صاحبه الفقير يمتلك إيمانًا قويًا على الرغم من فقره وعدم امتلاكه مثل ما يملك صاحبه لكنه كان يمتلك إيمانًا صادقًا.
وقف صاحب الجنتين على باب الكفر بسبب ما فعله وغروره بما يمتلك والذي ظن أنها أبدية، لكن زاد في الكفر أكثر حيث كفر بالساعة ويوم الحساب وقال ما جاء في سورة الكهف: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً)، وقال أيضًا لصاحبه باستهزاء ما ورد في سورة الكهف: (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)، ولقد أخذه غروره ليظن أنه سيمتلك هذا الخير الوفير في الآخرة -إن حدثت- أيضًا لأنه شخص منعم في جميع الأحوال وأن صاحبه هذا فقير وبائس على الدوام وأن هذا الحال سيرافقه، ألم يقُلِ العاص بن وائل السهمي: إنه إن رُدَّ إلى ربه فسيؤتيه المال والولد: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا، كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا)
ورُوي أن رجالًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبونه بدَين، فقال: ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبًا وفضة وحريرًا ومن كل الثمرات؟ قالوا: بلى، قال: فإن موعدكم الآخرة، فوالله لأوتين مالًا وولدًا، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به، وهذا مثل لمنكري البعث قوله تعالى: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)، ومن هنا بدأ صاحبه المؤمن بنصحه ورده عما يقول وأن هذا سيهوي به إلى الكفر بالله خالق هذا الكون ورازقه، لكن لم يقابله منه سوى الاستخفاف بما يقول وأن هذا اليوم لن يأتي أصلًا مشككًا في يوم القيامة.
جاء الحوار بين هذين الشخصين في سورة الكهف حيث قال الله تعالى: (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (39) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (43) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)).
ليحل عليه عذاب ربه وهلك أرضه لتصبح غير صالحة لأي شيء حتى المشي عليها، ووقعت عروشها عليها أي ما يحيط بها، ليعيش هذا الكافر في عذاب وحسرة وندم بقية عمره بعدما أخذه غروره وتكبر على الله رازقه بما أعطاه، وأصبح يضرب كفه ويقول يا ليتني لم أشرك بربي، ولم يجد في عونه أي أحد من أولاده أو عشيرته الذي كان يتفاخر بهم على صاحبه الفقير، لتصبح نهاية لصاحب الجنتين يتعظ منها أي شخص يؤمن بعطاء الله. [1] [2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق