القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 441 سورة يس

القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 441 سورة يس

الوقفات التدبرية
١

{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَٰبَ ٱلْقَرْيَةِ }

تعيين تلك القرية لو كان فيه فائدة لَعَيَّنَهَا الله … ما تعرف به أن طريق

العلم الصحيح الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه،

وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا
دليل عليها، ولا حجة عليها، ولا يحصل منها من

الفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها.

السعدي:693.

السؤال:

ما الطريقة المثلى للتعامل مع المبهمات في القرآن؟ ولماذا؟

٢

{ قَالُوا۟ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ }

وقولهم عليهم السلام:

(طائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) معناه: حظكم وما صار إليه من خير وشر معكم؛

أي: من أفعالكم ومن تكسباتكم، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا،

بل ببغيكم وكفركم، وبهذا فسر الناس.

وسمي الحظ والنصيب طائرا استعارة؛ أي: هو مما تحصل عن

النظر في الطائر.

ابن عطية:4/450.

السؤال:

في الآية رد على من يرى التطير بشيء والتشاؤم منه، وضح ذلك.

٣

{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ }

ووصفُ الرجل بالسعي يفيد أنه جاء مسرعاً، وأنه بلغه همُّ أهل المدينة

برجم الرسل أو تعذيبهم، فأراد أن ينصحهم خشيةً عليهم وعلى الرسل،

وهذا ثناء على هذا الرجل يفيد أنه ممن يُقتدَى به في الإِسراع إلى

تغيير المنكر.

ابن عاشور:22/366.

السؤال:

ما فائدة الوصف بالجملة الفعلية: (يَسْعَىٰ ) في الآية الكريمة؟

٤

{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ }

وبهذا يظهر وجه تقديم (مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ ) على (رَجُلٌ ) للاهتمام

بالثناء على أهل أقصى المدينة، وأنه قد يوجد الخير في الأطراف

ما لا يوجد في الوسط، وأن الإِيمان يسبق إليه الضعفاء؛ لأنهم لا

يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة؛ إذ المعتاد

أنهم يسكنون وسط المدينة.

ابن عاشور:22/365.

السؤال:

لماذا قُدِّم لفظ (مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ ) على ( رَجُلٌ )؟

٥

{ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ }

أي: هؤلاء المرسلون لا يسألونكم أجرة على الإيمان، فلا تخسرون

معهم شيئاً من دنياكم، وتربحون معهم الاهتداء في دينكم.

ابن جزي:2/222.

السؤال:

ذكرت الآية عاملَيْن من عوامل صدق الداعي, فما هما؟

٦

{ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ }

(ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا ) أي: اتبعوا من نصحكم نصحاً يعود

إليكم بالخير، وليس يريد منكم أموالكم، ولا أجراً على نصحه لكم

وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه. بقي أن يقال:

فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا

الاحتراز بقوله: (وَهُم مُّهْتَدُونَ )؛ لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد

العقل

الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه.

السعدي:694.

السؤال:

لماذا ختمت الآية بقوله سبحانه: (وَهُم مُّهْتَدُونَ )؟

٧

{ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِى

رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ }

وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحلم عن

أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي،
والتشمر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتة

به والدعاء عليه، ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته والباغين له الغوائل،

وهم كفرة عبدة أصنام.

القرطبي:17/433.

السؤال:

ما الخلق العظيم الذي يتعلمه المؤمن من هذه الآية؟

التوجيهات

1- اتبع الرسل، واقتف أثرهم، ﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾

2- لا تسأل أجراً على دعوتك؛ فهذا من أسباب القبول، ﴿ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا

يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾

3- كن محباً لهداية الناس لا لعذابهم، فذلك من أعظم ما يتخلق به

الداعية الرباني، ﴿ قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾

بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ﴾

العمل بالآيات

1- اذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وانصحهم بأدائها،

﴿ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾

2- انصر أحد الصالحين أو الدعاة وبين فضله وسيرته، وانشرها برسالة

أو بأي وسيلة أخرى، ﴿ ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾

3- أعذر إلى الله بإبلاغ حق، أو بإنكار منكر،

﴿ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾

معاني الكلمات
الكلمة معناها

فَعَزَّزْنَا أَيَّدْنَا، وَقَوَّيْنَا.

تَطَيَّرْنَا بِكُمْ تَشَاءَمْنَا بِكُمْ.

طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ شُؤْمُكُمْ، وَأَعْمَالُكُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَالشَّرِّ مَعَكُمْ،

وَمَرْدُودَةٌ عَلَيْكُمْ.

أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ أَإِنْ وُعِظْتُمْ تَشَاءَمْتُمْ؟!

يَسْعَى يُسْرِعُ فِي مَشْيِهِ.

فَطَرَنِي خَلَقَنِي.

تمت الصفحة ( 441 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق