الحكيم والصبي -

الحكيم والصبي - منتديات غزل وحنين


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم... مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏ ... وفيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه ‏... وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس ‏... انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره‏ ... انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏ الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين‏ ... وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏ امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت ... أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه علي الملعقة ... ثم رجعلمقابلة الحكيم الذي سأله‏ ... هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ ... هل رأيت الحديقة الجميلة؟ ... وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏ ... ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ... فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ... فقال الحكيم‏ ارجع وتعرف علي معالم القصر‏ ... فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ... عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏ ... شاهد الحديقة والزهور الجميلة‏ ... وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي ... فسأله الحكيم‏‏ ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏ ... نظرالفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا ... فقال له الحكيم‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك ... سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏ ...

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء ... وقطرتا الزيت هما الستر والصحة‏ ..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق