التفسير الميسر لسورة الزخرف - منتديات غزل وحنين
وَلِبُيُوتِهِمْ
أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفاً
وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)
وجعلنا لبيوتهم
أبوابًا من فضة, وجعلنا لهم سررًا عليها يتكئون, وجعلنا لهم ذهبًا,
وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا, وهو متاع قليل زائل, ونعيم الآخرة
مدَّخر عند ربك للمتقين ليس لغيرهم.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
ومن يُعْرِض عن
ذكر الرحمن, وهو القرآن, فلم يَخَفْ عقابه, ولم يهتد بهدايته, نجعل
له شيطانًا في الدنيا يغويه; جزاء له على إعراضه عن ذكر الله, فهو له
ملازم ومصاحب يمنعه الحلال, ويبعثه على الحرام.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)
وإن الشياطين
ليصدون عن سبيل الحق هؤلاء الذين يعرضون عن ذكر الله, فيزيِّنون لهم
الضلالة, ويكرِّهون لهم الإيمان بالله والعمل بطاعته, ويظن هؤلاء
المعرضون بتحسين الشياطين لهم ما هم عليه من الضلال أنهم على الحق والهدى.
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)
حتى إذا جاءنا
الذي أعرض عن ذكر الرحمن وقرينُه من الشياطين للحساب والجزاء, قال
المعرض عن ذكر الله لقرينه: وددت أن بيني وبينك بُعْدَ ما بين المشرق
والمغرب, فبئس القرين لي حيث أغويتني.
وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)
ولن ينفعكم
اليوم- أيها المعرضون- عن ذكر الله إذ أشركتم في الدنيا أنكم في
العذاب مشتركون أنتم وقرناؤكم, فلكل واحد نصيبه الأوفر من العذاب, كما
اشتركتم في الكفر.
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40)
أفأنت -أيها
الرسول- تُسمع مَن أصمَّه الله عن سماع الحق, أو تهدي إلى طريق
الهدى مَن أعمى قلبه عن إبصاره, أو تهدي مَن كان في ضلال عن الحق بيِّن
واضح؟ ليس ذلك إليك, إنما عليك البلاغ, وليس عليك هداهم, ولكن الله
يهدي مَن يشاء, ويضلُّ مَن يشاء.
فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ
نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)
فإن توفيناك
-أيها الرسول- قبل نصرك على المكذبين من قومك, فإنَّا منهم منتقمون
في الآخرة, أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب النازل بهم كيوم "بدر",
فإنا عليهم مقتدرون نُظهِرك عليهم, ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك.
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)
فاستمسك -أيها
الرسول- بما يأمرك به الله في هذا القرآن الذي أوحاه إليك؛ إنك على
صراط مستقيم, وذلك هو دين الله الذي أمر به, وهو الإسلام. وفي هذا تثبيت
للرسول صلى الله عليه وسلم، وثناء عليه.
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)
وإن هذا القرآن
لَشرف لك ولقومك من قريش؛ حيث أُنزل بلغتهم, فهم أفهم الناس له,
فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به, وأعملهم بمقتضاه, وسوف تُسألون أنت ومَن
معك عن الشكر لله عليه والعمل به.
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)
واسأل -أيها
الرسول- أتباع مَن أرسلنا مِن قبلك من رسلنا وحملة شرائعهم: أجاءت
رسلهم بعبادة غير الله؟ فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع; فإن جميع الرسل
دَعَوْا إلى ما دعوتَ الناس إليه من عبادة الله وحده, لا شريك له,
ونهَوْا عن عبادة ما سوى الله.
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47)
ولقد أرسلنا موسى
بحججنا إلى فرعون وأشراف قومه, كما أرسلناك -أيها الرسول- إلى
هؤلاء المشركين من قومك, فقال لهم موسى: إني رسول رب العالمين, فلما
جاءهم بالبينات الواضحات الدالة على صدقه في دعوته, إذا فرعون وملؤه مما
جاءهم به موسى من الآيات والعبر يضحكون.
وَلِبُيُوتِهِمْ
أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفاً
وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)
وجعلنا لبيوتهم
أبوابًا من فضة, وجعلنا لهم سررًا عليها يتكئون, وجعلنا لهم ذهبًا,
وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا, وهو متاع قليل زائل, ونعيم الآخرة
مدَّخر عند ربك للمتقين ليس لغيرهم.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
ومن يُعْرِض عن
ذكر الرحمن, وهو القرآن, فلم يَخَفْ عقابه, ولم يهتد بهدايته, نجعل
له شيطانًا في الدنيا يغويه; جزاء له على إعراضه عن ذكر الله, فهو له
ملازم ومصاحب يمنعه الحلال, ويبعثه على الحرام.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)
وإن الشياطين
ليصدون عن سبيل الحق هؤلاء الذين يعرضون عن ذكر الله, فيزيِّنون لهم
الضلالة, ويكرِّهون لهم الإيمان بالله والعمل بطاعته, ويظن هؤلاء
المعرضون بتحسين الشياطين لهم ما هم عليه من الضلال أنهم على الحق والهدى.
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)
حتى إذا جاءنا
الذي أعرض عن ذكر الرحمن وقرينُه من الشياطين للحساب والجزاء, قال
المعرض عن ذكر الله لقرينه: وددت أن بيني وبينك بُعْدَ ما بين المشرق
والمغرب, فبئس القرين لي حيث أغويتني.
وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)
ولن ينفعكم
اليوم- أيها المعرضون- عن ذكر الله إذ أشركتم في الدنيا أنكم في
العذاب مشتركون أنتم وقرناؤكم, فلكل واحد نصيبه الأوفر من العذاب, كما
اشتركتم في الكفر.
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40)
أفأنت -أيها
الرسول- تُسمع مَن أصمَّه الله عن سماع الحق, أو تهدي إلى طريق
الهدى مَن أعمى قلبه عن إبصاره, أو تهدي مَن كان في ضلال عن الحق بيِّن
واضح؟ ليس ذلك إليك, إنما عليك البلاغ, وليس عليك هداهم, ولكن الله
يهدي مَن يشاء, ويضلُّ مَن يشاء.
فَإِمَّا
نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ
نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)
فإن توفيناك
-أيها الرسول- قبل نصرك على المكذبين من قومك, فإنَّا منهم منتقمون
في الآخرة, أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب النازل بهم كيوم "بدر",
فإنا عليهم مقتدرون نُظهِرك عليهم, ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك.
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)
فاستمسك -أيها
الرسول- بما يأمرك به الله في هذا القرآن الذي أوحاه إليك؛ إنك على
صراط مستقيم, وذلك هو دين الله الذي أمر به, وهو الإسلام. وفي هذا تثبيت
للرسول صلى الله عليه وسلم، وثناء عليه.
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)
وإن هذا القرآن
لَشرف لك ولقومك من قريش؛ حيث أُنزل بلغتهم, فهم أفهم الناس له,
فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به, وأعملهم بمقتضاه, وسوف تُسألون أنت ومَن
معك عن الشكر لله عليه والعمل به.
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)
واسأل -أيها
الرسول- أتباع مَن أرسلنا مِن قبلك من رسلنا وحملة شرائعهم: أجاءت
رسلهم بعبادة غير الله؟ فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع; فإن جميع الرسل
دَعَوْا إلى ما دعوتَ الناس إليه من عبادة الله وحده, لا شريك له,
ونهَوْا عن عبادة ما سوى الله.
وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ
فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47)
ولقد أرسلنا موسى
بحججنا إلى فرعون وأشراف قومه, كما أرسلناك -أيها الرسول- إلى
هؤلاء المشركين من قومك, فقال لهم موسى: إني رسول رب العالمين, فلما
جاءهم بالبينات الواضحات الدالة على صدقه في دعوته, إذا فرعون وملؤه مما
جاءهم به موسى من الآيات والعبر يضحكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق