التفسير الميسر لسورة القلم - منتديات غزل وحنين

التفسير الميسر لسورة القلم - منتديات غزل وحنين









خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)

منكسرة أبصارهم
لا يرفعونها، تغشاهم ذلة شديدة مِن عذاب الله, وقد كانوا في الدنيا
يُدْعَون إلى الصلاة لله وعبادته, وهم أصحَّاء قادرون عليها فلا
يسجدون; تعظُّمًا واستكبارًا.


فَذَرْنِي
وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ
حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)


فذرني -أيها
الرسول- ومَن يكذِّب بهذا القرآن, فإن عليَّ جزاءهم والانتقام منهم,
سنمدهم بالأموال والأولاد والنعم؛ استدراجًا لهم من حيث لا يشعرون أنه
سبب لإهلاكهم, وأُمهلهم وأُطيل أعمارهم; ليزدادوا إثمًا. إن كيدي بأهل
الكفر قويٌّ شديد.


أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمْ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)

أم تسأل -أيها
الرسول- هؤلاء المشركين أجرا دنيويا على تبليغ الرسالة فهم مِن
غرامة ذلك مكلَّفون حِمْلا ثقيلا؟ بل أعندهم علم الغيب, فهم يكتبون عنه ما
يحكمون به لأنفسهم مِن أنهم أفضل منزلة عند الله مِن أهل الإيمان
به؟


فَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى
وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ
لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ
فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50)


فاصبر -أيها
الرسول- لما حكم به ربك وقضاه, ومن ذلك إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم,
ولا تكن كصاحب الحوت, وهو يونس -عليه السلام- في غضبه وعدم صبره على
قومه, حين نادى ربه, وهو مملوء غمًّا طالبًا تعجيل العذاب لهم, لولا أن
تداركه نعمة مِن ربه بتوفيقه للتوبة وقَبولها لَطُرِح مِن بطن الحوت
بالأرض الفضاء المهلكة, وهو آتٍ بما يلام عليه, فاصطفاه ربه
لرسالته, فجعله من الصالحين الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم.


وَإِنْ
يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا
سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)


وإن يكاد الكفار
حين سمعوا القرآن ليصيبونك -أيها الرسول- بالعين؛ لبغضهم إياك، لولا
وقاية الله وحمايته لك، ويقولون: -حسب أهوائهم- إنه لمجنون.


وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)

وما القرآن إلا موعظة وتذكير للعالمين من الإنس والجن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق