نسمة قصة قصيرة من مجموعة هاله محمود القصصية زفرات ملوثة - منتديات غزل وحنين
نسمة قصة قصيرة من مجموعة هاله محمود القصصية زفرات ملوثة
نسمة
فتنني ..
شَغَبَني برائحة عطره العَبِق ، أغرتني نظرات ذلك الوسيم بإحتوائي ،
إقتربت .. لامست وجهه ببعض مني ، قررت أن أغرق في محيط عطره أتنفسه فتوناً
، تابعت أنفاسه المتلاحقة ، ما كدت أتشممها، إذا به يشهقني .. يجذبني
كُلي داخله ، أسرى بي في دهليز ، تأتيه إضاءة خافتة من بعيد ، يكاد يكون
مظلم ، شعرت أن هنا مبتداي ونهايتي ، حاولت التملص والعودة ، لم أستطع ،
أسمع صوت من بعيد ... هنيني بضمة ... بدونك أنا لا شيء ، وأجيب ... بمن
أنت ؟ وماذا تريد مني ؟ ما هذه الرائحة العفنة ؟ ... كلما تعمقت بهذا
الدهليز تزداد تلك الرائحة ويزداد الظلام ، لمحت على جانبي الدهليز جثث
تتحرك بلا روح ، هذه تتأوة ألما ، وتلك مستسلمة ، وأخرى تداعب خيالات
ماضيها ، خالجني صوت دقات متسارعة .. خافتة .. سرعان ما أصبحت قوية وتزداد
قوة ، أسمعها قريبة من ذلك المكان المظلم ظلاما حالكاً ، أكاد أفقد وعيي ،
إمتدت أيادي ملوثة تنتزع جزء من تكويني ، قاومت صار بيننا شد وجذب ، لم
أقو على المقاومة ، فأنا وحيدة وهم كُثر ، سلبوني بعض من تكويني ، تبدل
حالي فأصبحت أنا لست أنا ، أنا تكوين آخر لا أعرفه .. لم أتعوده ، هذه
ليست خواصي .. ليست شيمي ، فجأة ... وجدتني أعرج مسرعة ، أتخبط في الجدران
، أتخبط في تلك الجثث المتحركة ، لكن ... للخروج للعودة ، و..... زفرني ،
شهقني صافية .. وزفرني ملوثة ، سرعان ما لملمت شتات نفسي واندمجت بباقي
نسائم الهواء ، عوضت تكويني ما سٌلِبَ منه ، وها أنا ذا نسمة صافية ،
أطلقت لنفسي العنان للإبتعاد عن ذلك الوسيم ، ما كدت أفعل ، فمن جديدٍ
شهقني .
نسمة قصة قصيرة من مجموعة هاله محمود القصصية زفرات ملوثة
نسمة
فتنني ..
شَغَبَني برائحة عطره العَبِق ، أغرتني نظرات ذلك الوسيم بإحتوائي ،
إقتربت .. لامست وجهه ببعض مني ، قررت أن أغرق في محيط عطره أتنفسه فتوناً
، تابعت أنفاسه المتلاحقة ، ما كدت أتشممها، إذا به يشهقني .. يجذبني
كُلي داخله ، أسرى بي في دهليز ، تأتيه إضاءة خافتة من بعيد ، يكاد يكون
مظلم ، شعرت أن هنا مبتداي ونهايتي ، حاولت التملص والعودة ، لم أستطع ،
أسمع صوت من بعيد ... هنيني بضمة ... بدونك أنا لا شيء ، وأجيب ... بمن
أنت ؟ وماذا تريد مني ؟ ما هذه الرائحة العفنة ؟ ... كلما تعمقت بهذا
الدهليز تزداد تلك الرائحة ويزداد الظلام ، لمحت على جانبي الدهليز جثث
تتحرك بلا روح ، هذه تتأوة ألما ، وتلك مستسلمة ، وأخرى تداعب خيالات
ماضيها ، خالجني صوت دقات متسارعة .. خافتة .. سرعان ما أصبحت قوية وتزداد
قوة ، أسمعها قريبة من ذلك المكان المظلم ظلاما حالكاً ، أكاد أفقد وعيي ،
إمتدت أيادي ملوثة تنتزع جزء من تكويني ، قاومت صار بيننا شد وجذب ، لم
أقو على المقاومة ، فأنا وحيدة وهم كُثر ، سلبوني بعض من تكويني ، تبدل
حالي فأصبحت أنا لست أنا ، أنا تكوين آخر لا أعرفه .. لم أتعوده ، هذه
ليست خواصي .. ليست شيمي ، فجأة ... وجدتني أعرج مسرعة ، أتخبط في الجدران
، أتخبط في تلك الجثث المتحركة ، لكن ... للخروج للعودة ، و..... زفرني ،
شهقني صافية .. وزفرني ملوثة ، سرعان ما لملمت شتات نفسي واندمجت بباقي
نسائم الهواء ، عوضت تكويني ما سٌلِبَ منه ، وها أنا ذا نسمة صافية ،
أطلقت لنفسي العنان للإبتعاد عن ذلك الوسيم ، ما كدت أفعل ، فمن جديدٍ
شهقني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق