القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 139سورة الأنعام

حفظ سورة الأنعام – صفحة 139 – نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى }

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي:
ما عرفوه حق معرفته في اللطف بعباده والرحمة لهم؛
إذ أنكروا بعثه للرسل، وإنزاله للكتب.
والقائلون هم اليهود؛ بدليل ما بعده،
وإنما قالوا ذلك مبالغة في إنكار نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
ابن جزي:1/278.

السؤال :
ما علامة تقدير الله -عز وجل- حق قدره؟

( 2 )

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }

قال ابن عباس في رواية الوالبي عنه :

[ هذه في الكفار،
فأما من آمن أن الله على كل شيء قدير
فقد قدر الله حق قدره ]

ابن تيمية:3/53.

السؤال :
من الذي يقدر الله حق قدره ؟

( 3 )

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ }

ومن هذا النمط من أعرض عن الفقه والسنن
وما كان عليه السلف من السنن؛

فيقول : وقع في خاطري كذا، أو أخبرني قلبي بكذا،
فيحكمون بما يقع في قلوبهم ويغلب عليهم من خواطرهم
فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات،

ويقولون : هذه الأحكام الشرعية العامة إنما يحكم بها
على الأغبياء والعامة،
وأما الأولياء وأهل الخصوص فلا يحتاجون لتلك النصوص.
القرطبي:8/458.

السؤال :
هل يدخل في الكذب على الله تعالى اعتبار الخواطر القلبية
والرؤى المنامية مصدرا من مصادر التشريع ؟

( 4 )

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ
وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ }

إنما كان هذا أظلم الخلق لأن فيه من الكذب،
وتغيير الأديان -أصولها وفروعها- ونسبة ذلك إلى الله،
ما هو من أكبر المفاسد.
السعدي:265.

السؤال :
لماذا كان المفتري على الله كذباً من أظلم الخلق ؟

( 5 )

{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ
وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ
وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }

{ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } :
بالعذاب والضرب؛ يضربون وجوههم وأدبارهم،

وقيل : بقبض الأرواح.

{ أخرجوا } أي : يقولون: أخرجوا{ أنفسكم } أي:
أرواحكم كرها؛ لأن نفس المؤمن تنشط للقاء ربه،
ونفس الكافر تكره ذلك.

والجواب محذوف؛
يعني: لو تراهم في هذه الحال لرأيت عجبا.
البغوي:2/47.

السؤال :
ما الفرق بين
خروج روح المؤمن وخروج روح الكافر عند الموت؟

( 6 )

{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ }

والمعنى : جئتمونا واحدا واحدا؛
كل واحد منكم منفردا بلا أهل، ولا مال، ولا ولد،
ولا ناصر ممن كان يصاحبكم في الغي
القرطبي:8/461.

السؤال :
لماذا اعتبرت أموال الإنسان وأولاده ومناصبه
من زينة الدنيا الفانية ؟

( 7 )

{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ
وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ
الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ }

الجميع عبيد لله، والله مالكهم والمستحق لعبادتهم،
فشركهم في العبادة وصرفها لبعض العبيد تنزيل لهم
منزلة الخالق المالك، فيوبخون يوم القيامة.
السعدي:265.

السؤال :

من خلال الآية:
بين حسرة من يعبدون الصالحين يوم القيامة وندامتهم ؟

التوجيهات

1- تأمل في حلم الله تعالى على عباده؛
حيث يسمع الأذى منهم، وتكذيب رسله وأوليائه،
ومع هذا لا يعاجلهم بعقوبته؛ لعلهم يؤمنوا ويرجعوا،

{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ }

2- أقبل على كتاب الله تعالى متدبراً متعظاً بما فيه،
حتى تنال من بركته وخيره،

{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }

3- كل ما تجمعه في هذه الدنيا سيفنى ويذهب،
ثم تذهب أنت فرداً بين يدي الله تعالى،

{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ }

العمل بالآيات

1- تذكر ثلاث بركات للقرآن الكريم عليك أو على الأمة،

{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }

2- اذهب اليوم إلى الصلوات في أول وقتها،
وأدها بأركانها وشروطها، كما أمرك الله تعالى،

{ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

3- اجلس مع نفسك جلسة محاسبة ومعاتبة؛
تقارن فيها بين حسناتك الكبيرة
وسيئاتك الكبيرة فيما مضى من عمرك،
وتتذكر فيها يوم العرض على الله،

{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ }

معاني الكلمات

حَقَّ قَدْرِهِ : حَقَّ تَعْظِيمِهِ

خَوْضِهِمْ : حَدِيثِهِمُ الْبَاطِلِ

غَمَرَاتِ : أَهْوَالِ

خَوَّلْنَاكُمْ : مَلَّكْنَاكُمْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا

تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ : زَالَ تَوَاصُلُكُمْ

▪ تمت ص 139

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق