من حديث: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه..)
وعَنْ سَلْمَانَ، ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ رواهُ مسلمٌ.
8/1292- وعَنْ فضَالةَ بن عُبيد، ، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَملِهِ إلاَّ المُرابِطَ فِي سَبيلِ اللَّهِ، فَإنَّهُ يُنَمَّي لهُ عَمَلُهُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ، ويُؤمَّنُ من فِتْنةِ القَبرِ رواه أَبُو داودَ والترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
9/1293- وَعنْ عُثْمَانَ، ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ يقُولُ: رباطُ يَوْمٍ فِي سبيلِ اللَّه خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سواهُ مِنَ المَنازلِ. رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسن صَحيحٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالرباط في سبيل الله جل وعلا، والله يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200] فالمرابطة في سبيل الله يعني الحراسة في الثغور، لزوم الثغور التي في أطراف البلاد يقال لها رباط، إذا قام في الثغور في أطراف البلاد لحمايتها من العدو وصد العدو لو أقدم هذا هو الرباط وهو نوع من الجهاد في سبيل الله ، ولهذا في حديث سلمان يقول ﷺ: رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن المرابط يجري عليه عمله، ويجري عليه رزقه، ويأمن الفتان، وهذا فضل عظيم، فالمرابط يجرى له عمله -ثواب عمله- ويجرى له رزقه، ويأمن فتان القبر، هذه من النعم العظيمة ومن الجزاء العظيم.
وفي الحديث الآخر: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم مما سواه هذا أيضًا فضل كبير وعظيم في حديث عثمان، وفي هذا الترغيب والتحريض على المرابطة في سبيل الله، وأن لزوم الثغور التي يحمى بها ظهر المسلمين وتحمى بها بلادهم فيه هذا الفضل العظيم لأن العدو قد ينتهز الفرصة فيلج على المسلمين من بعض الأطراف الخالية، وربما أخذ بعض ما في أيديهم، وربما قتل منهم من يقتل، فالرباط في الثغور حماية لها من العدو وإنذار المسلمين، لو هجم العدو علم به المسلمون وقابلوه وقاتلوه، فالمرابط يحمي ظهر المسلمين وينذر لو هجم العدو ويدافع حسب طاقته، فهو على خير عظيم وفضل كبير، ومن المرابطة الاستقامة على طاعة الله والمحافظة على الصلاة في جماعة والعناية بها وألا تفوته الصلاة في جماعة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء في المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط يعني أن الاستقامة في العبادة والصبر عليها والثبات عليها نوع من الرباط لأنه رباط في سبيل الله، في طاعة الله واتباع مرضاته، وصد العدو -وهو الشيطان- ومراقبته فهو مرابط بلزومه للصلاة والعبادة وحذره مما يبطلها أو ينقصها، وهو نوع من الرباط في سبيل الله ضد العدو –الشيطان- الذي يريد أن يخذلك عن طاعة الله أو يريد أن يضعف عملك وينقص عملك، فأنت بالمجاهدة بصد عدوان الشيطان والحرص على إقامة العبادة من صلاة وغيرها كما شرع الله تكون بهذا مرابطا يعني مجاهدا.
وفق الله الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق