محادثة الطفل لنفسه مشكلة تؤرق الأمهات
ينتاب الكثير من الأمهات والآباء الخوف، في الوقت الذي يرون فيه أن أطفالهم يتحدثون بمفردهم ويتخيلون أشخاصا إلى جانبهم، وفي بعض الأحيان، ينتظرون وصولهم لأنهم ذهبوا لقضاء بعض الأغراض.
ولأن الذين يعانون الهلوسة، وهي أحد الأمراض النفسية، التي تصيب نسبة مهمة من الأشخاص، تتشابه ما يعيشه هؤلاء الأطفال، وهم أيضا يتخيلون أشخاصا ويتحدثون إليهم ويناقشون مواضيع معهم، تزيد من مخاوف الأمهات والآباء، ويرى الإختصاصيون أن بعض الأمهات يعتقدن أن تحدث أطفالهن إلى شخصيات خيالية يشير إلى خلل عقلي أو إضطراب نفسي، ولكن على العكس، فإن وجود صديق خيالي للطفل قد يدل على “ذكائه” وخصوبة خياله.
يؤكد الباحثون أنه من الطبيعي أن يظهر للطفل صديق خيالي في سن بين 3 إلى 5 سنوات، سيما الطفل الوحيد، ويختفي هذا الصديق الخيالي دون سابق إنذار قبل سن 7 سنوات.
والأكثر من ذلك، فإن تحدث الطفل مع شخصية متخيلة، يساعد الأم على التعرف على مايدور في خيال طفلها ومايشعر به عن طريق ملاحظة سلوكه، إذ أن ذلك يعكس الواقع الذي يعيشه الطفل ولايستطيع التعبير عنه.
متى يجب أن أقلق؟
يؤكد الإختصاصيون أن تخيل الطفل أن أشخاصا حوله، يظل طبيعيا، سيما أنه في إطار اللعب، لكن قد يكون ذلك ناقوسا للخطر، إذا كان الأمر يمنعه من تكوين صداقات مع أطفال حقيقيين، أو أنه يفضل الإنعزال عن العالم. وفي هذه الحالة، على الأباء التدخل بحكمة وبهدوء، حتى لايتفاقم المشكل، ويستمر الطفل في الهروب إلى عالمه.
تصرف على طبيعتك
وبالنسبة إلى طرق تعامل الأم عند اكتشاف وجود صديق وهمي لطفلهما، يشدد الإختصاصيون على ضرورة عدم السخرية منه أو اتهامه بالكذب عند سرده قصصا غير حقيقية عن صديقه الخيالي، والحرص على سؤال الطفل عن صديقه باهتمام عند تحدثه عنه، ومشاركته في أنشطة مسلية، وعدم تركه بمفرده لوقت طويل.
تشجيع لقاءات مع أطفال حقيقيين
ومن المهم أيضا مساعدة الطفل على الخروج من عالمه الخيالي إلى العالم الواقعي، عن طريق تعريفه على أطفال في عمره، وتهيئة الأجواء لتشجيعه على الإنسجام معهم. من جهة الأخرى، قد يعاني الطفل الهلوسة، لكن في حالة إصابته بالحمى، فإذا كان الطفل مريضا وتجاوزت درجة حرارة جسمه 37.5 درجة مئوية، واشتبه الأهل بأنه يهلوس، فيجب حينها إستشارة الطبيب، مع القيام ببعض الإسعافات الأولية لتخفيض الحرارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق