القرآن تدبر وعمل سورة محمد صفحة رقم 507

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ وَلَوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَا۟ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ }

فإنه تعالى على كل شيء قدير، وقادر على أن لا ينتصر الكفار في

موضع واحد أبداً، حتى يبيد المسلمون خضراءهم.

(وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَا۟ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ) ليقوم سوق الجهاد، ويتبين بذلك

أحوال العباد: الصادق من الكاذب، وليؤمن من آمن إيماناً صحيحاً

عن بصيرة، لا إيماناً مبنياً على متابعة أهل الغلبة؛ فإنه إيمان ضعيف

جداً لا يستمر لصاحبه عند المحن والبلايا.

السعدي:785.

السؤال:

ما الابتلاء الذي ينبني على انتصار المشركين على المسلمين

في بعض المواقع؟

٢

{ ۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَٰلَهُمْ ﴿٤﴾ سَيَهْدِيهِمْ

وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ }

(وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ) أي: موضع فِكرهم؛ فيجعله مهيأ لكل خير، بعيداً

عن كل شر، آمناً من المخاوف، مطمئناً بالإيمان بما فيه من السكينة،

فإذا قتل أحد في سبيله تولى سبحانه وتعالى ورثته بأحسن من تولي

المقتول لو كان حياً.

البقاعي:7/153.

السؤال:

مامعنى (وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ )؟

٣

{ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }

أي بَيَّن لهم منازلهم في الجنة حتى يهتدوا إلى مساكنهم لا يخطؤون

ولا يستدلون عليها أحدًا؛ كأنهم سكانها منذ خلقوا، فيكون المؤمن

أهدى إلى درجته وزوجته وخدمه منه إلى منزله وأهله في الدنيا،

هذا قول أكثر المفسرين.

البغوي:4/154.

السؤال:

كيف عرَّف الله تعالى الجنة لأهلها؟

٤

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }

فالذين يرتكبون جميع المعاصي ممن يتسمون باسم المسلمين،

ثم يقولون: إن الله سينصرنا مغررون ; لأنهم ليسوا من حزب

الله الموعودين بنصره كما لا يخفى.

ومعنى نصر المؤمنين لله: نصرهم لدينه ولكتابه، وسعيهم وجهادهم

في أن تكون كلمته هي العليا، وأن تقام حدوده في أرضه،

وتمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه.

الشنقيطي:7/252.

السؤال:

ما معنى نصر المؤمنين لله تعالى؟ وهل الذين يرتكبون المعاصي

جديرون بنصرة الله لهم؟

٥

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾

وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَٰلَهُمْ ﴿٨﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا۟ مَآ

أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }

وهذا وعيد للأمة بأنها إن تخلت عن نصر الله والجهاد في سبيله،

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وَكَلَها سبحانه إلى نفسها، وتخلَّى

عن نصرها، وسلَّطَ عليها عدوها. ولقد وجد بعض ذلك من تسلط

الفسقة لما وجد التهاون في بعض ذلك والتواكل فيه.

البقاعي:7/155.

السؤال:

ما عقوبة الإعراض عن أوامر الله تعالى, وكراهيتها؟

٦

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُوا۟ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ

دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ }

كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض، سواء كان السير

الحسي على الأقدام والدواب، أو السير المعنوي بالتفكير والاعتبار،

أو كان اللفظ يعمهما ... فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحل

بالمخاطبين ما حل بأولئك.

ابن القيم:2/454.

السؤال:

ما الحكمة من أمر الله عباده أن يسيروا في الأرض؟

٧

{ وَأَنَّ ٱلْكَٰفِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ }

(لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ): يهديهم إلى سبل السلام، ولا ينجيهم من عذاب الله

وعقابه، بل أولياؤهم الطاغوت؛ يخرجونهم من النور إلى الظلمات.

السعدي:786.

السؤال:

إذا كان الكفار أولياؤهم الطاغوت فما المقصود بأنه لا مولى لهم؟

التوجيهات

1- الإيمان والعمل الصالح يثمران تكفير السيئات وصلاح القلوب،

﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُوا۟ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ

ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾

2- التمسك بالدين في وقت الفتن وغلبة الشهوات والشبهات والدفاع

عنه من وسائل نصرة الله ورسوله، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟

ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

3- نصرة الإسلام تقتضي العمل بأوامر الشرع واجتناب نواهيه،

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

العمل بالآيات

1- سَل الله تعالى أن يصلح لك عملك وأن يتقبله منك،

﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُوا۟ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ

كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾

2- اقرأ قصة غزوة بدر الكبرى وتأمل كيف ضحى الصحابة لنصرة

دين الله، وكيف أيدهم الله، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ

يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

3- انصر الله في موطنٍ من المواطن، بأن تدافع عن شخصٍ يغتابه آخر،

أو تُذَكِّر مذنباً بالله عز وجل﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ

يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ أَحْبَطَهَا، وَأَبْطَلَهَا.

كَفَّرَ أَزَالَ، وَمَحَا.

بَالَهُمْ حَالَهُمْ وَشَأْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.

الْبَاطِلَ الشَّيْطَانَ.

فَضَرْبَ الرِّقَابِ اضْرِبُوا مِنْهُمُ الأَعْنَاقَ.

أَثْخَنْتُمُوهُمْ أَضْعَفْتُمُوهُمْ بِكَثْرَةِ القِتَالِ، وَكَسَرْتُمْ شَوْكَتَهُمْ.

فَشُدُّوا الْوَثَاقَ أَحْكِمُوا قَيْدَ الأَسْرَى.

مَنًّا تَمُنُّونَ عَلَيْهِمْ بِإِطْلاَقِ الأَسْرَى مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ.

فِدَاءً تَطْلُبُونَ مِنْهُمْ فِدْيَةً تُخَلِّصُهُمْ مِنَ الأَسْرِ.

حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا أَثْقَالَها؛ وَالمُرَادُ: حَتَّى تَنْتَهِيَ الحَرْبُ.

لِيَبْلُوَ لِيَخْتَبِرَ.

يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ يُبْطِلَ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ.

بَالَهُمْ شَأْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

عَرَّفَهَا لَهُمْ بَيَّنَهَا لَهُمْ؛ فَيَهْتَدُونَ إِلَى مَسَاكِنِهِمْ فِيهَا مِنْ غَيْرِ اسْتِدْلاَلٍ.

وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ يُثَبِّتْكُمْ عِنْدَ القِتَالِ، وَيُقَوِّ قُلُوبَكُمْ.

فَتَعْسًا هَلاَكًا، وَخَيْبَةً.

وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ أَذْهَبَ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ.

فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَبْطَلَ أَعْمَالَهُمْ.

تمت الصفحة ( 507 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق