تاريخ بلاد النوبة
تاريخ بلاد النوبة
كلمة " نوبة " تستخدم كمصطلح حضاري، ينطبق على منطقة من وادي النيل يتكلم سكانها مجموعة اللغات النوبية. وأختلف العلماء في أصل " أسم النوبة " كما اختلفوا في تاريخ ونشأة لغات سكانها، والأصل القديم للكلمة مشتقة من لفظ " نوب" ومعناها باللغة المصرية القديمة " الذهب" أي انها بلاد الذهب، حيث اشتهرت هذه المنطقة بالعديد من المناجم لهذا المعدن النفيس، مما إدى إلى كثير من الهجرات والرحلات التجارية والغزوات التي تعرضت لها بلاد النوبة منذ فجر التاريخ.
وتمثل منطقة النوبة بوجه عام جزء من وادي النيل، فهي تقع في الجزء الممتد من الشلال الأول حتى الشلال الرابع، وتنقسم النوبة إلى النوبة السفلى والنوبة العليا، وتمتد النوبة السفلى ـ النوبة المصرية ـ حوالي 320 كم جنوب اسوان على جانبي النيل حتى الشلال الثاني عند وادي حلفا. أما النوبة العليا فتقع داخل حدود جمهورية السودان. ونتيجة لبناء خزان أسوان ومراحل تعليته والسد العالي تكونت بحيرة ناصر فوق منطقة النوبة القديمة مما أدى إلى الحملات المتتابعة من هيئات اليونسكو وما يماثلها لانقاذ المعابد والآثار ومنها معبد أبو سمبل ومعبد فيله.
اما عن تاريخ بلاد النوبة :تاريخ بلاد النوبــــــه
هي منطقة بحنوب مصر و شمال السودان. كان وادى الخوىّ، جنوب الشلال الثالث عبارة عن حوض قديم للنيل طوله حوالى 123 كم الى الشرق من مجرى النيل الحالى. فمنذ الألفية الرابعة ق.م. كان حوضاً زراعياً غنياً ادي لظهور التجمعات النيوليتية. أكتشف به جبانات كانت تجسيداً على الأرض للتنظيم الاجتماعي لمجتمعاتها إبان الألفية الثالثة ق.م كان قدماء المصريين يطلقون علي بلاد النوبة بلاد كوش Kush التي تقع في أسوان وهي حيث يعيش شعب النوبة , وحيث قامت ممالك إمتد نفوذها علي وادي النيل بمصر حتي البحر الأبيض المتوسط شمالا . ويرجع تاريخ النوبة للعصر الحجري في عصر ماقبل التاريخ. ففي منطقة أسوان وجدت آثار حجرية ترجع للنوبة .وفي منطقة الشخيناب شمال السودان وجدت آثار ترجع للعصر الحجري الحديث من بينها الفخاروالخزف .وكان النوبيون يستأنسون الحيوانات
وفي شمال وادي حلفا بمنطقة خور موسي وجدت آثار تدل علي أن الإنسان في هذه الفترة كان يعيش علي القنص وجمع الثمار وصيد الأسماك .وكانت الصحراء هناك سافانا أصابها الجفاف في فترة لاحقة . حيث كان النوبيون يمارسون الزراعة .(أنظر :نباتا. دوائر الحجر). وقد قامت حضارة منذ 10 آلاف سنة في منطقة خور بهان شرقي مدينة أسوان بمصر (الصحراء الآن)، وكان مركزها في مناطق وادي العلاقي حيث كان الأفراد يعتمدون في حياتهم على تربية الماشية إلا أن بعض المجموعات نزحت ولأسباب غير معروفة جنوبا وتمركزت في المناطق المجاورة حيث اكتسب أفرادها بعض المهارات الزراعية البسيطة نتيجة لاستغلالهم الجروف الطينية والقنوات الموسمية الجافة المتخلفة عن الفيضان في استنبات بعض المحاصيل الأساسية ، مما أسهم في نمو ثرواتهم هناك و قيام مجتمعات زراعية غنية على مستوى عال من التنظيم . وهذا يتضح من التقاليد في المناطق الشمالية من النوبة . وكانت متبعة في دفن الموتى وثراء موجودات المدافن مما يدعو إلى الاعتقاد بوجود ممالك قوية لبس ملوكها التاج الأبيض واتخذوا صقر حورس الشهير رمزا لهم قبل ملوك الفراعنة في مصر العليا لأن التاج الأبيض وشعار حورس اتخذا فيما بعد رمزا للممالك المصرية التي نشأت في مصر لاحقا ، مما أدى إلى الاعتقاد بان هذا التقليد منشؤه ممالك مصر الفرعونية . ولكن في الواقع فإن وادي النيل الأعلى لم يكن قد عرف بعد الكيانات البشرية المتطورة في تلك الحقبة البعيدة من التاريخ عندما نشأت حضارة المجموعة الأولى كما يبدو من آثارها المنتشرة في المنطقة عندما إحتلت جزءا من وادي النيل امتد من جبل السلسلة ( في مصر العليا ) شمالا وحتى بطن الحجر عند الشلال الثاني في الجنوب . وكان قدماء المصريون يسمون النوبة آنذاك تا سيتي أي ارض الأقواس نسبة لمهارتهم في الرماية وخاصة الشماليين ، و كانت بينهم نزاعات حدودية انتهت باسترجاع النوبة للأجزاء الجنوبية من مصر العليا مرة أخري. وساعد انتقال الخبرات النوبية إلى مصر على استقرار المجتمعات البشرية في شمال الوادي وتطورها مما كان له الفضل في قيام الممالك المصرية القديمة لاحقا .و أهم ما يميز المجموعة الحضارية الأولى أنواع الفخار المميز ذو اللون الوردي والأواني المزركشة بالنقوش ، وقد عثر على بعض الأنواع المشابهة لهذا الفخار في مناطق متفرقة . كما تميزت هذه الحقبة بطريقتها المميزة في دفن الموتى حيث كان الميت يدفن في حفرة بيضاوية الشكل على جانبه الأيمن متخذا شكل الجنين ومتجها جهة الغرب .
الفن النوبي دلالاته ورموزه :
يعكس الفن النوبي الخصوصيات الثقافية النوبية، ويتضمن رموزا تعكس دلالاتها معتقدات شعبية وسحرية. ويظهر ذلك في الوشم والرسوم الجدارية التي تزين واجهات المنازل ومداخلها، وكذلك مشغولات الخرز وزخارف مشغولات السعف والخوص من سلال وأطباق وحصير وغيره. وكثيرا ما تحمل العناصر الزخرفية دلالات معنوية وسحرية، فالسيف يرمز للبطولة والشجاعة، ويوحي الهلال والنجمة - وهما رمزان إسلاميان - بالتفاؤل، وكذلك توحي القطة السوداء بالتفاؤل، أما الغراب والبومة فهما رمزا شؤم وخراب، في حين ترمز الزهور والورود للصداقة والمحبة أما الإبريق وسجادة الصلاة فيرمزان للطهارة والنقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق