القرآن تدبر وعمل سورة محمد صفحة رقم 509
الوقفات التدبرية
١
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا۟ أَرْحَامَكُمْ ﴿٢٢﴾
أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰٓ أَبْصَٰرَهُمْ }
وقد علم من هذا أن من أمر بالمعروف، وجاهد أهل المنكر أمن
الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم، ومن تركه وقع فيهم.
البقاعي:7/169.
السؤال:
ما عاقبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الجهاد
في سبيل الله على المجتمع المسلم؟
٢
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا۟ أَرْحَامَكُمْ }
الرحم على وجهين: عامة وخاصة؛ فالعامة رحم الدين،
ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله، ونصرتهم،
والنصيحة، وترك مضارتهم، والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم،
والقيام بحقوقهم الواجبة؛ كتمريض المرضى، وحقوق الموتى من:
غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم.
وأما الرحم الخاصة -وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه-
فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة؛ كالنفقة، وتفقد أحوالهم،
وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم،
وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق
بدئ بالأقرب فالأقرب.
القرطبي:19/277.
السؤال:
ما المراد بالرحم؟ وما حقوقهم؟
٣
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا۟ أَرْحَامَكُمْ ﴿٢٢﴾
أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰٓ أَبْصَٰرَهُمْ }
قوله: (أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ): يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين يفعلون
هذا؛ يعني الذين يفسدون ويقطعون الأرحام الذين لعنهم الله، فأبعدهم
من رحمته.
(فَأَصَمَّهُمْ ): يقول: فسلبهم فَهمَ ما يسمعون بآذانهم من
مواعظ الله في تنزيله.
(وَأَعْمَىٰٓ أَبْصَٰرَهُمْ ): يقول: وسلبهم عقولهم، فلا يتبينون حجج الله،
ولا يتذكرون ما يرون من عبره وأدلته. .
الطبري:22/ 178
السؤال:
من الذين لعنهم في هذه الآية؟
وما نتيجة العمى الذي أصاب أبصارهم؟
٤
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ }
وكأن القلبَ بمنْزلة الباب الْمُرتَج، الذي قد ضُرِبَ عليه قفل؛ فإنه
ما لم يُفْتَح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراء،
وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن.
ابن القيم:2/454.
السؤال:
بيّنت الآية الطريق لفتح قلب الانسان ودخول الإيمان فيه,
وضح ذلك.
٥
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ }
والمعنى: أفلا يتفهمونه، فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ
الزاجرة والحجج الظاهرة والبراهين القاطعة، التي تكفي من له فهم
وعقل وتزجره عن الكفر بالله والإشراك به والعمل بمعاصيه؟!
الشوكاني:5/38.
السؤال:
ما علامة حصول التدبر من القارئ للقرآن الكريم؟
٦
{ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ ﴿٢٧﴾
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُوا۟ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُوا۟ رِضْوَٰنَهُۥ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }
الجمع بين الإخبار عنهم باتباعهم ما أسخط الله وكراهتهم رضوانه ،
مع إمكان الاجتزاء بأحدهما عن الآخر للإيماء إلى أن ضرب الملائكة
وجوه هؤلاء مناسب لإقبالهم على ما أسخط الله، وأن ضربهم
أدبارهم مناسب لكراهتهم رضوانه؛ لأن الكراهة تستلزم الإعراض والإدبار.
ابن عاشور:26/119.
السؤال:
ما مناسبة الجمع بين الإخبار عن المشركين باتباعهم ما
أسخط الله وكرههم رضوانه من جهة، وضرب الملائكة وجوههم
وأدبارهم من جهة أخرى؟
٧
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّوا۟ عَلَىٰٓ أَدْبَٰرِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ۙ ٱلشَّيْطَٰنُ
سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ }
يخبر تعالى عن حالة المرتدين عن الهدى والإيمان على أعقابهم
إلى الضلال والكفران؛ ذلك لا عن دليل دلهم ولا برهان، وإنما هو
تسويل من عدوهم الشيطان وتزيين لهم، وإملاء منه لهم.
السعدي:789.
السؤال:
ما سبب ارتداد بعض المنتسبين للإسلام إلى الكفر؟
التوجيهات
1- كن من الصادقين مع الله، ﴿ ۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا۟ ٱللَّهَ
لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾
2- خطورة قطيعة الأرحام، ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا۟
فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا۟ أَرْحَامَكُمْ ﴾
3- ما أسر عبد سريرة إلا الله قادر على إظهارها سبحانه، ﴿ أَمْ حَسِبَ
ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَٰنَهُمْ ﴾
العمل بالآيات
1- زُر أحد أقاربك أو اتصل به حتى تحافظ على صلة الرحم،
﴿ ۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا۟ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾
2- اقرأ هذا الوجه من القرآن بتدبر ثم استخرج منه ثلاث فوائد غير
ما ذكر، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ﴾
3- ادع الله أن يجـعل قلبك سليماً ويطـهره من النفـاق والرياء والعجـب،
﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَٰنَهُمْ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
مَرَضٌ شَكٌّ، وَنِفَاقٌ.
الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ المُغْمَى عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الخَوْفِ.
عَزَمَ الأَمْرُ وَجَبَ القِتَالُ.
فَهَلْ عَسَيْتُمْ لَعَلَّكُمْ.
تَوَلَّيْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الإِيمَانِ.
أَمْ بَلْ.
أَقْفَالُهَا مُغْلَقَةٌ؛ فَلاَ تَفْهَمُ القُرْآنَ.
ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ رَجَعُوا كُفَّارًا.
سَوَّلَ لَهُمْ زَيَّنَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ.
وَأَمْلَى لَهُمْ مَدَّ لَهُمْ في الأَمَلِ.
لِلَّذِينَ كَرِهُوا هُمُ اليَهُودُ.
إِسْرَارَهُمْ مَا يُخْفُونَهُ، وَيُسِرُّونَهُ.
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَبْطَلَ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ.
أَمْ حَسِبَ بَلْ ظَنَّ.
مَرَضٌ نِفَاقٌ، وَشَكٌّ.
أَضْغَانَهُمْ أَحْقَادَهُمْ.
تمت الصفحة ( 509 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق