الرجل الذي عرف ربه - منتديات غزل وحنين

الرجل الذي عرف ربه - منتديات غزل وحنين

 

الرجل الذي عرف ربه

























الرجل الذي عرف ربه





قال الرجل : إني أقول لا إله إلا الله كل لحظة



قال الصالح : تقولها بلسانك ولا تقولها بقلبك ولا تقولها بموقفك وعملك . قال الرجل : كيف ؟

قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم وكأنك إله مثله



تقول له استغفرت فلم تغفر لي ... سجدت فلم ترحمني ... بكيت فلم تشفق علي ... صليت وصمت وحججت إليك فما سامحتني ... أين عدلك ؟

وربت الرجل الصالح على كتفيه قائلا - يا أخي ليس هذا توحيدا .

التوحيد أن تكون إرادة الله هي عين

ما تهوى وفعله عين ما تحب وكأن يدك أصبحت يده لسانك لسانه ...
التوحيد هو أن تقول نعم . وتصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل
لماذا ... لأنه لا إله





إلا
الله ... لا عادل ولا رحمن ولا رحيم ولا حق سواه ... هو الوجود وأنت
العدم ... فكيف يناقش العدم الوجود ... إنما يتلقى العدم المدد من الوجود
ساجدا حامدا شاكرا ... لأنه لا وجود غيره ... هو الإيجاب وما عداه سلب ...
هو الحق وما عداه باطل .





فبكى الرجل وقد أدرك أنه ما عاش



قط وما عبد ربه قط .



قال الصالح : الآن عرفت فالزم ...



وقل لا إله إلا الله ... ثم استقم ...



قلها مرة واحدة من أحشائك .



فقال الرجل : لا إله إلا الله .



فتضوع الياسمين وانتشر العطر وملأ العبير الأجواء وكأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .



وتلفت الناس ... وقالوا ... من هناك من ذلك الملاك الذي تلفه سحابة عطر .



قال الرجل الصــالح : بل هو رجل عرف ربه





د. مصطفى محمود



من قصة - الرجل الذي عرف ربه

من كتاب - نقطة الغليان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق