د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...تنقية السنة بين عمق العلماء المجتهدين وسطحية وعواء المتمجدين ..

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...تنقية السنة بين عمق العلماء المجتهدين وسطحية وعواء المتمجدين ..

 د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...تنقية السنة بين عمق العلماء المجتهدين وسطحية وعواء المتمجدين ..























د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...تنقية السنة بين عمق العلماء المجتهدين وسطحية وعواء المتمجدين ..



هل
القضية تجديد وتنقية للسنة النبوية الشريفة من المكذوب والمغلوط وسوء
الفهم وتحري الصدق فيما نقل عن رسول الله صل الله عليه وسلم أم قضية هدم
للدين بداية من هدم التراث ثم السنة فالطعن فالقرآن ؟



أعجب من الأزهر وممثليه عندما يغفلون عن درة في جبين الأزهر وهو كتاب السنة
النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث للعلامة الرباني الشيخ محمد الغزالي
رحمه الله .



عندما طالعت درة الغزالي رحمه الله وجدت التجديد وفق الأصول ، والنقد وفق
العلم ، ووجدته يصف حال ألئك الذين يمارسون العواء بكل دقة فيقول :
{فغايتي تنقية السنة مما قد يشوبها! وغايتي كذلك حماية الثقافة الإسلامية
من ناس قيل فيهم: إنهم يطلبون العلم يوم السبت، ويدرسونه يوم الأحد،
ويعملون أساتذة له يوم الاثنين.



أما يوم الثلاثاء فيطاولون الأئمة الكبار ويقولون: نحن رجال وهم رجال!!.
وهكذا بين عشية وضحاها يقع زمام المسلمين الثقافي بين أدعياء ينظر اليهم
أولو الألباب باستنكار ودهشة.



وإذا كان هؤلاء لم يرزقوا شيوخا يربونهم، أو أساتذة يثقفونهم فسوف تربيهم
الايام والليالي وما أحفلها بالعجائب..!!} لله درك يا غزالي وكأنك تعيش
بيننا ويرى الغزالي رحمه الله أن تراجع الأزهر علميا ومنهجيا في العقود
الأخيرة هو من سمح لهؤلاء بالتواجد فيقول : {وقد كان علماء الأزهر
القدامى أقدر الناس على علاج هذه الفتن، فهم يدرسون الإسلام دراسة تستوعب
فكر السلف والخلف والأئمة الأربعة كما يدرسون ألوان التفسير والحديث وما
تتضمن من أقوال وآراء.. لكن الأزهر من ثلاثين عاما أو تزيد ينحدر من
الناحية العلمية والتوجيهية.



ولذلك خلا الطريق لكل ناعق، وشرع أنصاف وأعشار المتعلمين يتصدرون القافلة
ويثيرون الفتن بدل إطفائها. وانتشر الفقه البدوي، والتصور الطفولي للعقائد
والشرائع. }



ويدعوا الشيخ الجليل لتنقية السنة النبوية المطهرة وتنقية كتب التراث و
يؤطر للتجديد المطلوب وفق قاعدتين أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن
الكريم.



وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة.



عانى الغزالي كثيرا من سهام الجمود والمتسلفة وأنصاف المتعلمين كما كان
أسدا في وجه الشيوعية والمستشرقين بعلمه وعقله وبصيرته وهاجم التلسف وفقه
البداوة وعدم إدراك حقيقة الدين وتسطيح فهم الدين في قصر ثوب أو لحية فقال
نصا : {إن الحضارة التي تحكم العالم مشحونة بالأخطاء والخطايا، بيد أنها
ستبقى حاكمة مادام لا يوجد بديل أفضل!. هل البديل الأفضل جلباب قصير
ولحية كثة؟ أم عقل أذكى وقلب أنقى، وخلق أزكى وفطرة أسلم وسيرة أحكم؟. }
شخص الغزالي الداء والذي يراه في الإنحراف عن الأصول والإنشغال بالفروع
وتسطيح المفاهيم وأن مشكلة المنهج الإسلامي في غياب الحقائق الرئيسية وعدم
إحتلالها المساحة العقلية وخاصة في القرون الأخيرة ، وإن عدم سيطرة
الحقائق الكبرى على الوعي الإسلامي وشيوع شاذ القول والضعيف وإستحواذ
القضايا الفرعية على الوعي الجمعي للأمة هو سبب إنحطاطها .



من المستفيد من تصدير التوافه وطمس حقيقة معالم الإسلام ؟ هل الإسلام كدين
نزل به الوحي من أجل ملبس أو مظهر؟ وهل حقيقة الإسلام في الصراعات التي
صارت حول رؤية الله وإمكانيتها أو نقض ملامسة المرأة للوضوء؟ ينبه
الغزالي لخطأ شائع وهو أن البعض يجعل علم الحديث وخاصة المتن حكرا على
علماء الحديث ، فيرى أن للفقهاء وعلماء التفسير والكلام والأصول دور كبير
في ملاحظة متون الأحاديث خاصة وإستبعاد الشاذ والمعلول ، وأن المتن يجب أن
لا يكون شاذا بمعنى أن لا يخالف الراوي الثقة من هو أوثق منه وأن لا تكون
به علة قادحة ، أي عيب يراه المحققون في الحديث فيردونه .



ويرى الغزالي رحمه الله أن الحكم على المتن يحتاج لعلم بالقرآن وإحاطة
بدلالاته القريبة والبعيدة وعلم بشتى المرويات المنقولة للتمكن من الموازنة
والترجيح .



هنا الغزالي يتجرأ جرأة العالم الملم بالأصول ويدعوا لمراجعة المتون
وأهميتها وإمكانية نقدها وإن صح السند إما لشذوذ أو علة قادحة ، ويدعوا
لعرض المتن على القرآن نصا وفهما وعلى عرضه ومقارنته بغيره من المرويات كل
ذلك لهدف واحد وهو التثبت من قول أو فعل أو إقرار النبي صل الله عليه وسلم
والوقوف على الفهم الصحيح للنص وفق الأصول والقواعد فهو يهب للدفاع عن
رسول الله وسنته من خلال تنقيتها ويقر أن من السنة متواتر له حكم القرآن
ومنها صحيح مشهور يفسر العموم والمطلق في القرآن وهناك حشد كبير من أحكام
الفروع إتفق أئمة المذاهب على أنها المصدر الثاني للتشريع فنجد هنا
تجديدا من ملم بالأصول ونقدا للتراث ونزعا للقداسة عن الأشخاص والموروث مع
إعطاء كل ذي حق حقه دون تهجم ولا طعن وإحتراما للنقل و للعقل وللبصيرة .



إن التجديد والتنقية وبحث أمور الإختلاف وفهم المدلولات وفق الأصول له رجال
أهل فكر وعلم وأصحاب قضية ، الحقيقة سبيلهم والفكر سلاحهم وعفة اللسان
وسلامة المنطق سماتهم ، فلكل المهتمين بأصول التجديد وتعرية عواء وسطحية
المتمجدين أنصحه بمراجعة كتاب العلامة الشيخ محمد الغزالي لسنة النبوية بين
أهل الفقه وأهل الحديث ففيه دواء شافي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق