قصه وعبره الاعجاب بالذات - منتديات غزل القلوب

قصه وعبره الاعجاب بالذات - منتديات غزل القلوب

قصه وعبره الاعجاب بالذات






روت الأساطير القديمة أن شاباً اسمه “نارسيس“؛ يسكن غابة بالقرب من بحيرة, وكان لهذه البحيرة حوريات جميلات يحمن حولها.. لكن نارسيس كان قد انشغل عنهن بالنظر في انعكاس صورة وجهه على الماء والتأمل في جماله الذي أُعجِب به ـ حتى ظنّ أن هذا الوجه هو لـ امرأة فاتنة فـ أحبّها كثيراً- … أحب الصورة حتى بلغ من حبه وهيامه أن حاول يوماً أن يمسّها بيده فتعكّرت صفحة الماء وتلاشت صورته.. مما جعله يموت هماً وحزناً عليها -وقيل في رواية أخرى للأسطورة أنه سقط في النهر- لتنبت مكانه زهرة النرجس..

عندما مات نارسيس جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..
– فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟
– ردت البحيرة: أبكي على نارسيس..
– عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة, فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. ونحسدك لأنك كنت الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب..
– فسألتهن البحيرة: هل كان نارسيس جميلاً؟!
– فردت الحوريات في دهشة:من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرارسيس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً..
– فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرارسيس، غير أني لم أنتبه قط إلى أنه كان جميلاً.. أنا أبكي على نارسيس لأنه في كل مرة كان ينحني فوق ضفتي -كما تقولون أنتم أنه كان يتمتع هو بجماله- كنت أنا أرى في عينيه طيف جمالي..

هذه هي الخطيئة التي قتلت نارسيس, إعجابه بذاته حتى مات ولم تلحظ البحيرة يوماً أنه كان جميلاً.. حسدتها الحوريات لأنها الأقرب وظنن أنها الأكثر حظاً بالتمتع بجماله…

فهل أنت معجب بذاتك كما نارسيس, منشغل بها… حتى أصبح المقربون منك لا يلمحون جمال ذاتك هذه.. أم أنك تقدرها وتكرمها فقط

إن بين الإعجاب بالذات وتقديرها خيط رفيع*.. إذا ما تجاوزناه.. التف حول رقابنا فشنقنا

إذا ما تجاوزناه سقطنا في النهر وغرقنا!

تقديرك لذاتك هو نابع من تقييمك لنفسك على حسن التصرف, وإحساسك بالثقة في نفسك ..في قدرتك على تخطي الصعاب والنجاح .. وانك قادر على مواجهة الهزيمة والانتصار عليها ..في تقديرك لنجاحاتك لكن دون أن يمنعك ذلك من الاعتراف بأخطائك وقصورك ونقاط ضعفك التي ستحاول إيجاد الحلول لها, وتطوير ذاتك.. تقدير الذات يدفعك للعمل لا للحديث عن نفسك فيحترمك الناس ويقدرونك لما تقدمه لهذه الأرض التي استخلفت عليها –تكليفا لا تشريفا-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق