* فوائد الحجِّ والعمرة … الدينية والدنيوية *
======================
– يقول تعالي : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ .. } [ الحج:27- 28 ]
والمنافع فى الآية مُنكَّرَة ، للإفادة بعموم المنفعة …. ففيها المنافع الدينية والدنيوية … المنافع المادية والمعنوية الروحية … وبذا يجمع بين خيرى الدنيا والآخرة .
* ومن المنافع الدنيوية :
1) تلاقى المسلمين من أقطار الأرض فى هذه البقعة المقدسة الطاهرة ، فيقع التعارف والتآلف بينهم ، ثم يحصل التعاون والتناصر .
2) تنشيط التبادل التجارى والتعاون الاقتصادى وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى الخبرات العلمية والصناعية وكافة العلوم النافعة .
3) تحقيق المساواة بشكل عملى تطبيقى … فلا امتياز للرؤساء ولا للأغنياء ولا للعلماء ! فالكلُّ سواسية : الملبس واحد ، والموقف واحد … الكلُّ فى ذلٍّ وانكسار وخشوع لله عز وجل فى نظام واحد ، فالمناسك الواجب أداؤها واحدة .. فيذكر الإنسان أننا كلنا لآدم ، وآدم من تراب …. فلا كبر ولا تعالى .
4) ما يناله فقراء المسلمين فى تلك البلاد والمجاورة لها فى موسم الحج من الرزق الذى يغنيهم فترات طويلة : من الأكل من لحوم الهدى – ومن البيع والشراء والتجارة – ومن العمل أثناء موسم الحج ، وهذا من قوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ۚ ..(198) [ البقرة] .
5) التدريب العملى على مكارم الأخلاق فى هذه الأيام – ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ … ( 197 ) [ البقرة] … الرَّفث : قالوا هو الجماع ومقدماته أو تلميحًا ، وقالوا الرَّفث هو الفُحش من القول ، والفُسُوقَ يعنى جميع المعاصى ، ومنه التنابذ بالألقاب والسُّباب – والجدَالَ فى الحجِّ أي لا جدال فى وقته ولا بالسؤال لم كان فى هذا الوقت أو فى هذه الأماكن ، ولا فى مناسكه كلٌّ يدعى أنه على صواب ؛ أو أن تجادل مُسلمًا بالباطل حتى تغضبه فينتهى إلى السُّباب .
** ومن المنافع الدينية :
1) الانقطاع إلى العبادة بأنواعها : من صلاة و دُعاء وذكر وقراءة قرآن وصدقات – وفى هذا تمرين على المداومة على العبادة فى أوقاتها والإخلاص فيها ، وملازمة ذكر الله طوال العام .
2) التجرُد عن الوطن والأهل والمال والأصحاب والعزوة و وغيره من أعراض الدنيا ، فهو تمرين على سهولة فراق ذلك كله عند الموت ؛ فلا يصعب عليه ذلك ؛ وذلك كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ .. (94) [ الأنعام] … اتركها وأنت تعمل صالحا
3) الإنفاق فى سبيل الله بسخاوة نفس ممَّا زاد عن حاجته ، فالحج فيه كُلفة عالية ، وخاصة فى الأزمنة المعاصرة ، وهو يُنفقها بطيب نفس وحُبٍّ ؛ وهو قد أجهد نفسه وأنفق ماله فى طاعة الله ، فليستمر فى التضحية والبذل شكرًا لله أن وفقه إلى أداء هذه العبادة …. ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ ( 197 ) [ البقرة ]
4) تمرين على الزُّهد فى الدنيا ، وألاَّ يأخذ منها إلآ بقدر زاد الرَّاكب ، فهو مثله فى رحلة الحياة مغادرٌ مغادر ، { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ (197)} [ البقرة] ، ويكفيه من الزاد تقوى الله ، فهو زاده لرحلة الآخرة
5) كذلك يذكر المسلم الموقف فى اليوم الآخر حيث يحشر الناس جميعا للحساب والجزاء ؛ فالحج مشهدٌ مُصغر أو أصغر لهذا اليوم العظيم : ملايين مُمَلينة مجتمعة فى مكانٍ واحدٍ ضاحين ؛ مُرتدين ثياب الإحرام البيضاء كالأكفان ، والكلُّ فيه سواء ، وهناك كثير من أوجه الشبه بين الموقفين فتهتز أعماقه ، ويتذكر الموت وما بعده ، فيستيقظ من غفلته ، ويعمل لهذا اليوم .
6) وصل الحاضر بالماضى ، واسترجاع التاريخ للمكان والأشخاص والأحداث : أول بناء للبيت – علاقة إبراهيم وإسماعيل وهاجر بمكة منذ جاءوها أول مرة – تفجر زمزم – رفع القواعد من البيت – قصة الذبيح والتضحية والطاعة المطلقة لله – مقاومة الشيطان ورمى الجمرات – استحضار حياة الرسول (ص) فى مكة منذ ولادته إلى هجرته – حياته فى المدينة – عُمُراته إلى البيت – حجة الوداع – ثم عودته للوفاة بالمدينة المنورة بشرف وجوده تحت ترابها . وكلها قصص للتضحية بُذلت لتكون هذه الأمة الإسلامية عزيزة أبية .
7) النظر إلى الكعبة ، قبلة المسلمين – التى نستقبلها فى اليوم والليلة خمس (5) مرات لأداء فريضة الصلاة .. وما زاد من التنفل … والنظر إليها عبادة ، نثابُ عليها كما قال النبي (ص) : ( يُنَزِّلُ اللهُ كلَّ يومٍ على حُجَاج بيته الحرام عشرين ومائة رحمة ( 120) : ستين (60) للطائفين ، وأربعين (40) للمُصلين ، وعشرين(20) للناظرين إلى البيت ) ..
8) مضاعفة الحسنات بالصلاة فى المسجد الحرام ، وفى مسجد الرسول بالمدينة – فقد جاء فى الحديث الصحيح عن النبى (ص) أنه قال : ( صلاة فى مسجدى هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام . وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة فى مسجدى هذا ) …. أى ثواب الصلاة فى الحرم المكى يزيد 100 ألف صلاة فيما سواه .
نسأل الله عز وجل ان يكتب الحج والعمرة لكل مشتاق ،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق