مزيد من الخبرة التاريخيّة للمصريين فى النجاة من الورطة الأخوانيّة (2)
مزيد من الخبرة التاريخيّة للمصريين فى النجاة من الورطة الأخوانيّة:
لم تفلح سياسة التعذيب فى السجن الحربى فى عزل جماهير الأخوان عن الآلية التنظيمية والدعويّة للجماعة . بل تمرّسوا , وفى هذه الفترة على وجه التحديد انتابت سيد قطب دعاوى الحاكميّة لله ينقل عن أبى الأعلى المودودى ويفكّرفى تكفير المجتمع وجاهليّته . ولا يلبث الإخوان الناجون من عذاب الحربى أن يهربوا إلى السعودية يعوّضون محنتهم ويستقوون بجمع المال وأفكار بن تيميّة وبن عبد الوهاب . يفلتون من مواجهة أمنيّة , تستخدم السجون وسحق آدميّة الإنسان المصرى, والتى اختارها عبد الناصر وسار عليها خلفاؤه. لآتميّز , بين الرغبة الطبيعيّة فى حرّية البحث عن طريق الخلاص والنهضة وبين دوائر الدس والو قيعة والغايات الطامعة فى استغلال الدين والسياسة والأخلاق والمال .. ولا نجح حكّام يوليو وبين أيديهم أجهزة الدولة وإعلامها فى خلق أوعية الاحتواء لملايين الطاقات الوطنية فى ظروف ديموقراطية من حكم القانون وحقوق الإنسان. بمانتج عنه تدمير هائل وقاتل لأحلام المصريين, وطنيّة أو إسلاميّة وأيضا ماركسيّة ..سوف تظهر آثاره جليّة واضحة وقد انفرد عبد الناصر بحكم مصر: الإخوان خارجين من جهنّم الحربى , والشيوعيون يحللّون أحزابهم ومصر يقودها عبد الناصر والاتّحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى..تحدث هزيمة يونيو 1967وتتكالب على عبد الناصر الهموم والأمراض وواجبات حرب الاستنزاف .ويختطف الموت عبد الناصر , ليخلفه نائبه أنو رالسادات رئيسا لمصر , لتظهر سبعيينات القرن العشرين. لامجرّد استدعاء من جانب السادات لجماعة الإخوان للاستعانة بهم فى مواجهة الناصريين والماركسيين,وإنّما لنفسّر علاقة أقوى مابين ” التديّن” و”الزبيبة ” على جبين الرئيس , وظهور جماعات العنف والتطرّف والإرهاب ,وإن بدت خارجة من عباءة الإخوان . وكان علينا أن نتعمّق فى لقب ” الرئيس المؤمن ” يطلق على السادات , وفى “دولة العلم والإيمان” تسمّى بها مصر .ماكاد عبد الناصر يوارى ثرى مصر حتّى بدأ الحبّ والولاء الذى كان يبدو متجسّدا لجنازته الحاشدة, يتوارى !وبصراحة لم يكن كاتب نظام عبد الناصر الصحفى محمد حسنين هيكل يتو ٌقع أن يتم ذلك بهذه السرعة . على العكس , لقد خشى أن يتحوّل تمجيد عبدالناصر حيّا إلى تقديسه ميّتا , فكتب مقالا تحت عنوان ” عبد الناصر ,ليس أسطورة ” يوم الأربعين من وفاة الزعيم ……”
اسمحوا لى أن أخرج قليلا من استقراء التاريخ والحكّام من 23يوليو إلى خبرة أطبّاء مصر فى تسعينات القرن العشرين … أعرّج على الثقافة والنخبة . انتقى من ثلاثة كتب , سبق لى أن عرضتها ملخّصة على قرّائى فى جريدة القاهرة .تدور فى مجالات متقاربة لإستكشاف الإنسان لمصيره فى المستقبل القريب.”أكاد أرحل عن الدنيا,وأنا مستبشربأنّ الإنسان قدقربت قيامته بغير ما حدّثتنا عنه الكتب المقدّسة ” و الكتب الثلاثة التى أخبرتكم بها, هى مما كتب بصدق فى تقديم الآراء والنظريات والدفاع عنها وما يجب أن يكون عليه الجدل العلمى .كما أن ترجمتها هى إنصراف إلى الجهد الراقى لمساعدة النخبة المثقفة على لفت نظر الرجل العادى والمرأة العادية لتكون لكلِ منهما رؤيته الجديدة لما يجرى حوله فى سرعة مذهلة .وكانت مصر فى العام 1992تكاد تكون أرضا لحرب أهليّة , وكان سكّانها من المسيحيين يدفعون الثمن الفادح! وضاق ربّما أكثر من أيّ مكان فى العالم ,المخ البشرى المصرى ورتع فيه التعصّب وغزته الخرافات والفتاوى المضللة . أصبح مايتمّ تصويره لنا عن الحياة والكون والإنسان والطبيعة ,مجرّد شريط ضيق مغلق يلوكه ليل نهار وعّاظ مشايخ وأفنديّة .. لايتقبّلون , بل يكفّرون ,ويتعقّبون بتهمة ادراء الأديان ما يمكن تصوره كشىء معقول كان ملائما لمخِ بشرىٍٍٍ لانعرف ولا يريدوننا أن نعرف ما بناه الإنتخاب الطبيعى وحده،”داروين ” خلال ملايين السنين وفى ظروف مختلفة عما نعيشه الآن..إن عقولنا التى لايزال الكثيرون فى بلادنا يحتجون بأنها محدودة لم تعد تنتظر لتطورها وتوسيع ذاكرتها ورؤيتها ومداها تلك العمليات “البيولوجية” التى كانت تتم ببطىء عبر ملايين السنين. وفى العشرة آلآف عام الأ خيرة يرى العلماء ،أنه لم يحدث تطور مهم فى ال” د.ن.ا”أو ال”D.N.A ” الجديد فى الاستنساخ الطبيعى “.يحرّمون علينا أن نبذل جهدا لتدعيم ثقتنا فى الطريقة التى يسيرعليها العلم الحديث – وهو لا يكفُ عن نقد نفسه وتحسين وسائله وأهدافه. عشرات بل مئات السنين ونحن نميل إلى عدم تصديق العلماء, عندما يرجحون أن يعاد” تصميم” الإنسان بالكامل وعلى “يديه” – الإنسان نفسه -فى الألف عام القادمة. ويصعب وقف المسيرة ..مهما حاولت الرؤى التى تبذل ما وسعها لربط عقولنا إلى بدايات ونهايات مطلقة ومحدًدة. رفضت الهندسة الوراثيّة والاستنساخ وزرع الأعضاء, وعادت فى عصر الطبّ الحديث : الرقى والحجامة والتعاويزوالكىّ والتداوى ببول الإبل …يا سكّان المحميّة بالإنجيل والقرآن : ولماذا تعوزكم الحملة 2018؟ اعتقد أنّه فى فترة حكم حرّ غير شمولى, فإن علماء على ظهر هذه الأرض سوف يفكرُون فى “تصميم” وإنجاز بشر يزعمون أنه سيكون “محسَنا”. وليس هناك مايدعو للإنزعاج..فالهدف كان دائما إصلاح أحوال الناس وتحسين خصائصهم العقلية والبدنية. قام بالمهمَة على قدر المستطاع : نصائح الآباء والأمهات ،ومواعظ رجال الدين،وكلُ مصلح اجتماعى وسياسى ،ورجال ونساء التربية والتعليم..ومؤسسات العقاب أيضا..أفلا ينبغى للعلم أن يضيف شيئا ؟………..” يتبع “
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق