جميعنا ندخل المدارس والجامعات لنتعلم ونحصل على الشهادة التي تزداد قيمتها كلما كان التعليم أفضل ومكان الدراسة أعرق، لكن ماذا عن الذين لم يدخلوا المدراس واقتصروا على «التعليم المنزلي» لسبب أو لآخر؟
هل يمكن للمنزل وحده أن يكون مدرسة وجامعة يتخرج منها العباقرة الذين ينجحون في حياتهم ويغيرون العالم من حولهم؟ التاريخ أثبت لنا هذا طالما استطاع الأبوين الاعتناء بطفلهم وتوجيهه كما ستعرف في هذا التقرير.
جولييلمو ماركوني.. من البيت إلى نوبل
في البداية كان الإنسان يرسل الخطابات بالورق عبر المسافات الطويلة، قاطعًا الأراضي والبحار بها حتى تصل إلى الطرف الآخر، ثم تطورت التكنولوجيا لتنتقل الأصوات في الأسلاك والكابلات الطويلة، ولكن متى بدأ النقل في الهواء عبر الموجات غير المرئية؟
هنا تبرز جهود عدد من العلماء وأشهرهم «جولييلموماركوني» الذي تعلم في بيته حتى بلغ عشرين عامًا، وحين حاول الالتحاق بالجامعة أخفق في امتحان القبول، لكنه قرأ في الفيزياء عن الموجات المغناطيسية التي استهوته ودفعته لإجراء المزيد من التجارب فيها.
أثمرت جهوده عن اختراع جهاز إرسال «البرق اللاسلكي» الذي استخدمته البحرية في تتبع السفن، حتى أن سفن الإنقاذ استخدمته لتتبع السفينة الأشهر «تيتانيك» ونتيجة لهذه الجهود حصل «ماركوني» على جائزة نوبل عام 1909، ولولاه لما كان الراديو الذي يبقى من أهم الوسائل الإعلامية حتى اليوم.
توماس إديسون.. الغبي مُنير العالم
بعد 3 أشهر فقط من التعليم في المدرسة، طرد المدير تلميذًا يُدعى «توماس» بتهمة الغباء، لأنه كثير السؤال والنقاش مع أساتذته، بالإضافة لضعف سمعه الذي جعل التعامل معه أصعب وأثبت صفة الغباء عليه.
عاد «توماس» الصغير إلى بيته حاملاً رسالة الفصل المغلقة، وأعطاها لوالدته دون أن يعرف ما بها، لكن الأم قرأت الرسالة وبكت من سوء الحُكم على طفلها، وحين سألها عما يبيكها قالت «المدرسة ترى أن قدراتك أعلى من زملائك، ولن يمكنك الدراسة معهم»
يبدو أن الحظ وقف بجوار الطفل الصغير، لأن أمه صارت مسؤولة عن تعلميه، لتنمي عنده مهارة البحث والإطلاع، فكان التعليم المنزلي هو الذي أخرج للعالم «توماس ألفا إديسون» الذي سجّل 1093 اختراعًا باسمه، أشهرها تطويره للمصباح الكهربي وتسويقه الذي أضاء العالم كله.
أجاثا كريستي.. نافست «الإنجيل» وشكسبير
في جنوب إنجلترا، ولدت «أجاثا كريستي» عام 1890 لوالدين يتمتعان بحب الحياة والتفاؤل، بالذات الأم التي وثقت في قدرة أبنائها على فعل أي شيء، وتلقت «أجاثا» التعليم في المنزل كما تقضي تقاليد بلدتها في ذاك الوقت.
عانت الصغيرة من نطق الحروف في صغرها، ومع هذا شجعتها أمها على الكتابة والتأليف عندما مرضت فجأة ورقدت في فراشها من التعب، اقترحت الأم ببساطة: لماذا لا تقضين الوقت في الكتابة؟، استغربت الطفلة وأجابت بعجزها عن فعل ذلك، ليأتيها التشجيع من جديد: حاولي وسترين.
اليوم تُعتبر كتب «كريستي» في المرتبة الثالثة من حيث عدد المبيعات في العالم بعد الإنجيل ومسرحيات شكسبير، لقد صارت الطفلة بالتعليم المنزلي إحدى أنجح الأديبات في التاريخ، بكثير من المؤلفات.
موزارت.. موسيقى لا تموت
حققت ألحان الموسيقار «موزارت» أو «موتسارت» نجاحًا طاف البلاد كلها من شرقها إلى غربها، حتى أن المطربة اللبنانية «فيروز» شدت أغنيتها «يا أنا» على إحدى سيمفونياته، وكل هذه العبقرية خرجت من المنزل فقط بلا دراسة نظامية.
السر كله في الأب الذي كان موسيقيًا أيضًا، حين تعهد ابنه بالتعليم والرعاية بعدما اكتشف موهبته الاستثنائية في الموسيقى منذ الثالثة من عمره، ولم يقصر «موزارت» الطفل الذكي وأدهش الجميع بقدراته على التلحين.
كتب الموسيقار الموهوب في كل أنواع الألحان، حتى أنه حين كتب لحنًا اعتباطيًا يسخر به من الموسيقى الشعبية المنتشرة في وقته، صار هذا اللحن من أشهر أعماله العالمية.
بيل جيتس
في العام الماضي عاد بيل جيتس لتصدر قائمة أثرياء العالم بثروة بلغت 79.2 مليار دولار وهو نفس العرش الذي تربع عليه في السابق لاثنتي عشرة عاما على التوالي، وعام 1999 تخطت ثروته حاجز 100 مليار، وحتى عام 2011 كان قد تبرع بنحو 28 مليار دولار للأعمال الخيرية، أسس ثانِ أغلى علامة تجارية، ويعمل بها عدد موظفين يعادل سكان دولة صغيرة، ودخلها السنوي يساوي دخل عدة دول مجتمعة، لها 10000 براءة اختراع ومسؤولة عن نظام تشغيل تعمل به 90% من الحواسيب على مستوى العالم وغير ذلك من المنجزات الباهرة التي يصعب حصرها.
ورغم ذلك فإنه لم يحصل على شهادته الجامعية فقد التحق بهارفارد عام 1973 ورغم تميزه إلا أنه لم يكن الأفضل بالجامعة فكانت قناعته “إن لم أكن الأفضل فلماذا أتابع في هذا المجال” نتيجة لذلك فقد انغمس في عالم الحواسيب والبرمجيات، وفي عام 1975 أسس مع رفيق طفولته بول آلن شركة مايكروسوفت وعملا على ترويج البرمجيات للحواسيب المحمولة وحققت الشركة إيرادات تقدر بـ 1600 دولار في عامها الأول، ومع انغماسه التام في شركته الناشئة عرف أن هذا هو مكانه الطبيعي فاتخذ قراره المصيري بترك الجامعة، فلم تستهوه إحدى أعرق الجامعات على مستوى العالم!
ميخائيل كلاشينكوف
مبتكر السلاح الفردي الغني عن التعريف، الذي لا يزال محافظا على صدارته منذ ما يزيد عن الخمسين عاما، صنع منه ما يزيد عن المئة مليون قطعة وتستخدمه جيوش 55 دولة ودخل في أعلام وشعارات ست دول.
تعرضت أسرته لاضطهاد الحكومة الشيوعية وتم تهجيرهم إلى سيبريا، ورغم حداثة سنه فقد كان في الحادية عشر وقتها إلا أنه تمرد على ذلك القرار وهرب عائدا إلى قريته قاطعا مسافة 1000 كيلومتر على قدميه الصغيرتين، نتيجة لتلك الظروف الصعبة فقد ترك المدرسة دون إتمام أول المرحلة المتوسطة وعمل بمحطة للسكك الحديدية، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية التحق بصفوف القوات البرية للجيش الأحمر وسرعان ما عاد من الصفوف الأولى إلى مستشفى إحدى المدن القريبة بإصابات متفرقة في أنحاء جسده، وبينما هو راقد مع رفاقه المصابين إذ أجمعوا على وجود سلاح فردي متطور لدى الألمان كان مسؤولا عن إصابة العديد من الجنود الروس، حينها عقد العزم على تصميم سلاح فردي يفوق ذلك الذي يملكه الألمان.
بعدما أنهى خدمته العسكرية عاد للعمل بمحطة السكك الحديدية وكان يتسلل إلى ورشها لتطبيق ما أخرجه على الورق فسجن لذلك ثلاث مرات حيث كان يحرم دخولها لغير المختصين، وفي عام 1949 عرضت وزارة الدفاع على المخترعين المسجلين طلقة من عيار 7.62 لتصميم بندقية آلية بمقدورها رمي مثل هذه الطلقة، وتمكن ميخائيل من التقدم بفكرته التي أعجب بها الخبراء والمختصون وأخذوا يتعجبون كيف لمثله أن يأتي بهذا الاختراع؟! وبعد تجربته أثبت فاعلية ودقة عالية ولا يزال يثير إعجاب الجيوش والمقاتلين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم.
يوما ما كان أغنى ملياردير تحت عمر الأربعين، وأصغر مدير تنفيذي لشركة تحتل مكانة في قائمة فورتشن لأفضل 500 شركة وكان حينها في السابعة والعشرين من عمره، اليوم ووفقا لفوربس هو التاسع والخمسين في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم، والسابع والأربعين في قائمة أثرى أثرياء العالم، وعاشر أغنى ملياردير تقني.
التحق ديل بجامعة تكساس بادئ الأمر، إلا أنَّ طموحه كان يتجاوز ذلك بمراحل فترك الجامعة عام 1984 وأسس شركته “ديل للكمبيوتر” برأس مال لم يتجاوز الألف دولار حينها، والآن فهي توظف مئة الف شخص، وإيراداتها تقدر ب 59 مليار دولار.
عبد الرحمن علي الجريسي
سيرته مليئة بالإنجازات التي تستحق أن تقرأ، أقام إمبراطورية مالية تمتد من الأجهزة الكهربائية مرورا بالأثاث والعقارات ووصولا إلى البنوك، أسس أكثر من إحدى عشر شركة ومئات الوكالات التجارية لشركات عالمية كبرى في مجالات الكمبيوتر والأجهزة الطبية والأساس والمستلزمات المكتبية، ثروته تقدر بملياري دولار.
التحق الجرييسي بالمدرسة الابتدائية ولم يتم الدراسة فيها، إلا أن ذلك لم يكن حائلا دون تطوير نفسه فقد حصل على دورات في إدارة الأعمال والحاسب ودرس اللغتين الإنجليزية والإيطالية، مما يدل على أن التعلم غير مرتبط بمكان أو زمان.
أحمد ديدات
لا يُذكر أعلام الدعوة الإسلامية في العصر الحديث إلا وكان في مقدمة صفوفهم، وصل نور الإسلام إلى آلاف البشر عن طريقه، أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ديبران بجنوب أفريقيا، ألف ما يزيد عن عشرين كتاباً طبع الملايين منها ليوزعها بالمجان، هذا بخلاف عشرات المناظرات التي طبعها أيضاً.
بدأ الشيخ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس ثم ترك الدراسة للظروف المادية الصعبة، بعدها التحق بالعديد من المهن في الهند وجنوب أفريقيا، وفي عام 1959 توقف عن جميع أعماله ليتفرغ للمهمة التي نذر لها نفسه وهي الدعوة على الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات.
بطل الحرب العالمية الثانية وأبرز شخصية بريطانية في القرن العشرين كما اختاره مواطنوه، تولى رئاسة الوزراء أثناء الحرب وعاد للمنصب نفسه عام 1951 وتولى قبل ذلك العديد من المناصب المدنية والعسكرية في الحكومات البريطانية المختلفة، له مؤلفات عديدة أشهرها “الحرب العالمية الثانية” في ست أجزاء، شارك في تتويج الملكة إليزابيث الثانية بصفته فارسا “Sir” عام 1953 وفاز بجائزة نوبل للآداب في العام نفسه.
ومع ذلك فهو لم يحرز أي نجاح في المدرسة الثانوية ولم يتمكن أبدا من الوصول لصفوفها العليا فتركها والتحق بالمدرسة الحربية الملكية بساندهيرست وتخرج منها عام 1894.
محمد ناصر الدين الألباني
قلما نقرأ اليوم حديثا في أي كتاب ولا نجد في الهامش صححه أو ضعفه الألباني، قيل عنه أنه أحيا عصر ابن حجر العسقلاني وغيره من علماء الجرح والتعديل، اختارته كلية الشريعة بدمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع في موسوعة الفقه الإسلامي، واختير عضوا بلجنة الحديث وقت الوحدة بين مصر وسوريا للأشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها، له مؤلفات عظيمة وتحقيقات قيمة ربت على المئة وتم ترجمة الكثير منها إلى العديد من اللغات.
هاجر به والده صغيراً من ألبانيا إلى الشام، وأتم المرحلة الابتدائية بتفوق في مدرسة الإسعاف الخيري بدمشق، ونظرا لموقف والده السلبي من التعليم النظامي فقد وضع له بالمنزل منهجا علميا صارما قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم والنحو والصرف والفقه على المذهب الحنفي، وبالرغم من توجيه والده له بتقليد المذهب الحنفي وتحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث إلا أنه بدأ بتعلم الحديث في العشرين من عمره متأثراً بمجلة “المنار” التي كان يصدرها الشيخ “محمد رشيد رضا” ومن ثم أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله الشاغل.
عباس محمود العقاد
العبقري صاحب العبقريات، العصامي الذي عاش بقلمه ولقلمه مترفعا عن المناصب والوظائف لا كرها فيها بل صونا لحريته وخوفا من أن تتنازعه عشقه للمعرفة،أحد مؤسسي مدرسة الديوان المعنية بالتجديد الشعري، أسس العديد من الصحف مع زملائه، له مئات الكتب وآلاف المقالات متبوئا مكانة رفيعة في النهضة الأدبية العربية الحديثة، منحه جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها.
ولد بأسوان عام 1889 لأسرة كريمة وتلقى تعليمه الابتدائي فيها ولم يستمر بالتعليم النظامي بعدها، فعمل بمصنع للحرير بدمياط غير أنه كان مولعا بالقراءة في جميع المجالات وينفق معظم نقوده على شراء الكتب، وكان يختلف على مجالس علماء الأزهر الشريف، فثقُلت معرفته وتعلم نظم الشعر وأقبل على تثقيف نفسه بنفسه.
صاحب الرائعة الأدبية الخالدة “مئة عام من العزلة” التي بيع منها أكثر من عشرة ملايين نسخة وترجمة إلى 12 لغة، وحصلت على أربع جوائز وحولته إلى أشهر كاتب في أمريكا اللاتينية وواحد من أشهر أدباء العالم، وغيرها من الأعمال الشهيرة مثل “خريف البطريرك” و”أحداث موت معلن”، حصل على نوبل للآداب عام 1982 عن رواياته وقصصه القصيرة، واستمر بعدها بالإنتاج الأدبي الرفيع فأصدر العديد من الروائع أشهرها ” الحب في زمن الكوليرا”.
دخل ماركيز الجامعة ليدرس الحقوق عام 1950 وسرعان ما تركها ليتفرغ لحلمه الأبدي وعشقه الكبير… الكتابة.
وليم شكسبير
لا يكاد يُذكر الأدب الانجليزي إلا ويُذكر معه شكسبير، ولا يُذكر المسرح حتى يُذكر شكسبير كأعظم من كتبوا في هذا الفن على الإطلاق، حتى يُخيل للكثيرين أن لا أديب انجليزي سواه، فأعماله العظيمة لا تزال تدرس وتنقد وتمثل ويثار حولها الجدل إلى اليوم رغم مرور خمسة قرون على وفاته.
لشكسبير العديد من القصائد الشعرية والنصوص المنثورة، بخلاف 37 مسرحية على الأقل كانت هي السبب في بلوغ شهرته الآفاق أكثر من أي أديب عاصره أو سبقه أو حتى جاء بعده.
وُلد شكسبير في ستراتفورد لعائلة ميسورة والتحق بمدرسة القرية وهو في السابعة، إلا أنه تركها في سن التخرج تقريباً بسبب كارثة مالية حلّت بالأسرة. بعدها عاش شكسبير حياة صعبة واضطّر للزواج من فتاة تكبره بثمانية أعوام وأنجب منها فتىً مات صغيراً وفتاتين، إلا أنه تركهم في رعاية والده وغادر إلى لندن حيث ظهر كشاعر مجيد وكرس عبقريته كمؤلف وممثل مسرحي، وأسس مسرح جلوب الذي قُدمت فيه أعظم أعماله، وعندما أصبح ميسور الحال عاد إلى ستراتفورد وتوفي ودُفن بها وتحول بيته إلى متحف وطني يرتاده السياح.
محمود سامي البارودي
فارس السيف والقلم، قال عنه العقاد أنه قمة بين من سبقوه من الشعراء بخمسة قرون وكان السبب في وثبة قديرة في الأدب المصري في العصر الحديث رفعته بحق إلى مقام الإمام، قاد سلسلة من أعمال الكفاح ضد فساد الحكم وضد التدخلات الأجنبية في البلاد أدت إلى ثورة مجيدة شكلت علامة بارزة في تاريخ مصر، لكنها انتهت للأسف بهزيمته ورفاقه ونفيهم إلى خارج البلاد.
أتمَّ البارودي دراسته الابتدائية ثم التحق بالمرحلة التجهيزية في المدرسة الحربية المفروزة وتعلم فيها فنون الحرب وعلوم الشريعة واللغة والحساب، بعدها لم يتمكن من إتمام دراسته العليا فالتحق بالجيش السلطاني ومنه إلى عديد من المناصب المدنية والعسكرية حتى تولى رئاسة الوزارة الوطنية أثناء إرهاصات الثورة العرابية.
ثاني أكثر الكُتاب مبيعاً وفقاً لمجلة “اقرأ” الفرنسية، فهو صاحب (الخيميائي) التي بلغت مبيعاتها 27 مليون نسخة وتمت ترجمتها إلى أكثر من 56 لغة ووُزعت في 150 دولة، وغيرها من الروائع التي حققت نجاحاً مقارباً مثل (بريدا) و(الجبل الخامس) و(يوميات محارب النور) و(فيرونيكا تقرر أن تموت).
حصل على العديد من الجوائز المرموقة مثل جائزة “فارس الفنون والآداب” من فرنسا، وجائزة BAMBI وهي أقدم وأهم جائزة أدبية في ألمانيا، والعديد من الأوسمة والجوائز في دول مختلفة مثل إيطاليا وأيرلندا وبالطبع في البرازيل بلده الأم.
وهو أيضاً رحالة من طراز عريق قلَّ أن نجد له نظيراً في زمننا هذا، فقد قام بالعديد من الرحلات زار فيها الكثير من بلاد آسيا وأوروبا و الأمريكتين.
ورغم ذلك فقد عاش كويلو طفولة ومراهقة صعبة فقد كان يريد أن يصير كاتباً فيما أراد له والداه أن يكون مهندساً، وأرادا أن يخنقا رغبته في تكريس حياته للأدب، ونتيجة لذلك فقد كان هناك العديد من الصدامات العنيفة بينهم أدخله والداه على إثرها للمصحة العقلية العديد من المرات إلى أن ترك الدراسة نهائياً.
عمر المختار
أسد الصحراء .. شيخ المجاهدين.. رجل تتشرف به الألقاب لا العكس، بطل مغوار لا نستطيع أن نوفيه حقه بكلمات ولا حتى بالأشعار والمراثي والملاحم، قامة سامقة تجلَّت فيه أسمى معاني الجهاد والإباء.
عبقري أرّق أقسى الفاشيات العسكرية وحيّر أشرس الجيوش الاستعمارية في العصر الحديث لعقدين كاملين وأذاقها الأمرين في وضح الزمان على مرأى ومسمع كل العالم، أبى أن ينحني رغم قلة الزاد والعتاد والنصير، رغم كثرة المغريات، حتى انتهى شهيداً وقد أدى ما عليه.
تلقى عمر المختار تعليمه الأول في جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على ييد كبار علماء ومشايخ السنوسية، فدرس اللغة وعلوم الشريعة وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، لكنه لم يكمل تعليمه على الوجه الذي كان يتمناه.
يمكنكم قراءة مقالة منفردة عن هذا الطود الشامخ من هنا.
مصطفى صادق الرافعي
الأصمُّ الذي أصبح أحد أعظم أئمة الأدب في العصر الحديث، صاحب المكانة المرموقة بين الشعراء العظام تلاميذ البارودي الذي أحيا الشعر العربي في العصر الحديث، أصدر الرافعي ديوانه الأول وهو في الثالثة والعشرين من عمره وأشاد به أعظم من عاصروه مثل الإمام مُحمَّد عبده بل وشك بعضهم أن يكون هذا الشعر لأحد المعاصرين.
لم ينبغ الرافعي في الشعر فحسب بل كان له إسهامات نثرية عظيمة موزعة في ثنايا كتبه الخالدة مثل (وحي القلم) و(حديث القمر) و(المساكين) و(على السفود) و(تحت راية القرآن) وغيرها… وتعد هذه الإسهامات النثرية من أروع ما كتبه أديب عربي معاصر، بل ومن أجل ما كُتب في تاريخ اللغة العربية مطلقاً.
كان والد الرافعي يهيئه لحياة علمية مثمرة فألحقه بالمدارسة الابتدائية ونال شهادتها، لكنه لم ينح في استكمال شهادته الثانوية بسبب حمى أصابته وتركت صمما في إحدى أذنيه، فانصرف الرافعي إلى مكتبة والده العامرة بكتب التراث ينهل منها ويقضي معظم وقته فيها، فأتاح له ذلك أن يقف عيون الأدب العربي ونماذجه الرفيعة، وعلى تاريخ الأمة ورجالها الأبرار، وأن يتمثل ذلك كله ويعيش فيه.
الأخوان رايت
صاحبا أحد أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية، تقديرا لجهودهما العظيمة فقد وضعهما مايكل هارت في الترتيب الثلاثين في كتابه عن أكثر مئة شخصية تأثيرا في تاريخ البشرية.
كغيرهما من المخترعين فقد زعما أنهما كانا يأملان أن الطائرة قد تكون سبباً في منع الحروب، ورغم ذلك فقد أبرما عقداً مع وزارة الحرب الأمريكية لتصنيع أول طائرة حربية!!
التحق الأخوان رايت بالتعليم الابتدائي حتى وصلا للمرحلة الثانوية، لكنهما لم يحصلا على أية شهادات، وكانا مهتمين بالميكانيكا منذ الصغر.
مايكل فارداي
العبقري ذو التعليم المتدني الذي قدم أبحاثا سابقة لعصره لا يزال العلماء ينهلون من نبعها إلى اليوم، اكتشافاته واختراعاته تعد من أعمدة التقدم التقني الذي نعايشه في هذا العصر، فقد اخترع المحرك الكهربائي عندما لاحظ انحراف إبرة البوصلة تحت تأثير التيار الكهربائي، وأيضاً اكتشف الحث الكهرومغناطيسي ولكنه لم يتمكن من إثباته رياضياً ونال ماكسويل هذا الشرف.
وله العديد من الاختراعات والمآثر العلمية الأخرى منها على سبيل المثال سبائك الفلولاذ المقاوم للصدئ عن طريق زيادة عنصري النيكل والكروم، واكتشاف مركبات كلوريدات الهيدروكربونات، ونحت العديد من المصطلحات العلمية التي لاتزال مستخدمة حتى اليوم نذكر منها: الكاثود – الآنود – الالكترود – العازل الكهربائي وغيرها.
تلقى فارداي تعليماً ضئيلاً في مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وانتهت دراسته النظامية سريعاً بسبب اضطهاد معلمته له مما أثر على صحته فرأت أمه أن صحة ابنها أهم فسحبته من المدرسة، بعدها بفترة عمل صبياً للطلبات الصغيرة عند بائع كتب وكان هذا بمثابة هدية ربانية له، فقد سمح له ذلك بقراءة جميع الكتب التي تقع تحت يده في محل عمله وبدأ بإجراء التجارب البسيطة تطبيقا لما يقرأه، فكان هذا العمل هو بوابته لحقل العلوم الذي عاش في ظلاله لبقية حياته.
خير من مثَّل المدرسة الشعرية في المهجر نزعة وتفكيرا ومنهجاً كما عدَّه الكثير من النقاد، فهو الشاعر المجدد الذي امتلأت أشعاره بالرؤى الفكرية والاجتماعية والمشكلات النفسية، دون أن تخرج من دائرة السهولة والوضوح.
نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته المحيدثة سوى الدروس الابتدائية البسيطة، وفي الحادية عشر من عمره توجه إلى الأسكندرية مع عمه لكسب رزقه عن طريق التجارة مخصصاً بعض وقته للمطالعة، وهناك التقى بأنطون الجميل الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة “الزهور” فاُعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشرأولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه إسم ” تذكار الماضي ” وفيه تأثر واضح بأساليب العصر العباسي الشعرية وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر اثنان وعشرين عاماً وقيل أقل من ذلك.
بعدها هاجر إلى الولايات المتحدة وشارك في تأسيس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وأصدر مجلة السمير التي تحولت لصحيفة يومية وتُعد مصدراً هاماً لأدبه وغيره من شعراء المهجر وقد استمرت بالصدور حتى وفاته.
جريجور مندل
مؤسس علم الوراثة رغم أنه لم ينل هذا اللقب أثناء حياته، فقد نُشرت أبحاثه عام 1866 إلا أن أحداً لم يلتفت إليها حتى عام 1900 بعد وفاته بستة عشر عاما، إذ نُشرت ثلاث مقالات جديدة لهوجو دي فري وكارل كونكس واريك فون تشارمارك، واعترف العلماء الثلاثة بأعمال مندل وردوا إليه اعتباره، وبذلك ولد علم الوراثة رسمياً عام 1900.
انضم مندل إلى معهد أولموك للفلسفة حيث أتمَّ دراسته التحضيرية في مدة عامين قبل الدخول إلى الجامعة في ظروف معيشية خانقة حالت دون نيله الشهادة الجامعية، بعدها التحق مندل بدير القديس توماس بالنمسا وأصبح قسيساً فخصص أوقات فراغه لدراسة العلوم الطبيعية وأنشأ حديقة اختبارية في الدير الذي كان يقيم فيه، وقام فيها بإجراء تجاربه التي قادت إلى وضع أُسس علم الوراثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق