* مكانة الشهداء عند الله :
– قال تعالي : { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) } [ البقرة ] ؛ فأراد الله أن يطمئن أهل الشهداء بأن الشهادة هي أعلي مرتبة إيمانية يصل إليها فى الدنيا ، فالشهيد لا يموت وإنما يعطيه الله لونا جديدا من الحياة فيه من النعم ما لا يعد ولا يحصي ، فهم أحياء فى حياة البرزخ يرزقون ،
كما جاء في صحيح مسلم : ( إنَّ أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال : ماذا تبغون ؟ فقالوا : يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا ، فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا : نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى – لما يرون من ثواب الشهادة – فيقول الرب جل جلاله : ” إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون ) ؛ فالشهيد يتمني أن يرجع إلي الدنيا فيقتل مرة أخري مما يري من فضل الشهادة .
– وقال تعالي : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [ آل عمران] ؛ فإنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار . وهذا الثواب العظيم من الفرح وزوال الخوف والتنعم بما عند الله ، فيه أعظم الحث علي الجهاد ،
– وقال تعالي : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) } [ التوبة] ؛ معاوضة رابحة من الله لمن جاهد في سبيله أغلي فيها الثمن وهو الجنة سواء قَتل أو قُتل ؛ ولهذا جاء في الصحيحين : ( وتكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ) .. فليستبشر من قام بمقتضى هذا العقد ووفى بهذا العهد بالفوز العظيم والنعيم المقيم …
رحم الله شهداء الوطن من رجال الشرطة والجيش ,, وأعان أهاليهم وأحباءهم علي الصبر علي الابتلاء ؛ وقد قال تعالي : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } [ البقرة] ؛ ونسأل الله أن ينزل عليهم فيوضات الرحمة والبركة والمغفرة ، ويجزيهم خير الثواب بما صبروا …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق