الجلسة العائلية
لا يوجد أهم وأفضل من اجتماع العائلة بشكل دائم.. فلتلك الاجتماعات فوائد كثيرة لكل الأسرة.. تزيد من ترابطها وثقة أفرادها بأنفسهم.. كما تزيد من قوة علاقة أفراد الأسرة ببعضهم.. وتزيد أهمية هذه الاجتماعات عندما يواجه أحد أفرادها مشكلة ما.. عندها يكون للاجتماع فائدة أكبر.. وهذه الفائدة تتعلق بكون الاجتماعات الأسرية تُعد أحد أهم أساليب التربية الإيجابية.. فمن أين تنبع أهميتها يا ترى؟..
أهمية الاجتماعات الأسرية
تهدف الاجتماعات العائلية إلى تهيئة جو أفضل وأقل توتراً، يستطيع فيه أفراد الأسرة أن يشاركوا بعضهم البعض بحرية، ويتحاورون من قلوبهم. والفكرة هي خلق مكان آمن يستطيع فيه كل فرد أن يتكلم ويسمعه الآخرون. وفي البداية، يجب أن يتفق الجميع على أن يستمعوا جيداً لكل شيء يقال، وغير مسموح لأحد بالمقاطعة أو الهجوم أو الانتقاد أو الكلام قبل أن يأتي دوره. فليس هناك أحد أفضل، أو أهم من الآخرين، والجميع يتم التعامل معهم بمنتهى الاحترام.
وفي الاجتماعات الأسرية، مسموح لك بالمشاركة فيما يشغلك وما لا يشغلك، وأيضاً لك الحق في المشاركة بصدق دون أن يهاجمك أحد. يمكنك أيضاً أن تخبر الآخرين بالأشياء التي تضايقك، وتعرض لها الحلول التي تراها مناسبة. كما يمكنك أن تشارك في الأنشطة الأسرية التي تحبها أكثر، ويشارك فيما يمكن أن يجعل حياة أسرتك أفضل.
وفي الاجتماعات الأسرية حلول لمشكلات عديدة. فاليوم يصعب إيجاد الوقت للاجتماع كأسرة واحدة، ويستمع كل فرد فيها للآخر، ومع ذلك، فإن هذه الاجتماعات شيء مهم جداً في حياة الأسرة المحبة لبعضها البعض. وهذا وقت مناسب لكي يجتمع أفراد الأسرة سوياً، لكي يتعرف كل منهم على ما يجرى مع الآخرين. إن هذه الاجتماعات فرصة للتعرف أكثر على أفراد أسرتك، لكي تعرف ما الذي يجعلهم سعداء، وما الذي يحزنهم وأحياناً تكون هذه الاجتماعات سبباً يجعل أفراد الأسرة يتعرفون على أشياء جديدة عن آبائهم وأطفالهم وأزواجهم وأقربائهم الذين لا يعرفون عنهم الكثير.
إن الاجتماعات الأسرية تساعد كثيرا على اجتياز الإحباطات، كما تذكر أفراد الأسرة بالحب المتبادل بينهم، وهذا بدوره يجعلك لا تبالغ في تقدير الأمور لأنك لن تسمح للأمور التافهة أن تسبب لك إحباطات كبيرة، بل إنك سوف تتعامل مع المشكلة بمجرد حدوثها، وتضعها في حجمها الحقيقي، وسوف تكتشف حلولا تصلح لحل مشكلات أسرتك كلها.
حل المشكلات باستخدام الاجتماعات الأسرية
يعمل الوالدان على التخطيط المسبق لهذا الاجتماع، وتحديد اليوم والمكان والتوقيت المناسب لعقده، والاتفاق على الخطوط العريضة والبنود التي ستناقش فيه بحضور الجميع.
ومن المهم أن يبدأ الأطفال بعرض أفكارهم فهم المعنيون بالأمر، ليثقوا بقدرتهم على تحليل المشاكل وإيجاد حلول لها، ويتعلموا مهارات حل الصراعات بطرق سلمية والتي هي شيء حتمي داخل العلاقات، وأيضاً مهارات الاستماع إلى الآخرين. وأهم الخطوات المطلوبة عند استعمال أسلوب حل المشكلات هي ما يلي:
1- تحديد المشكلة التي هي موضوع الجلسة، ولنفترض أنها مشكلة الشجار بين الإخوة، وهي من المشاكل التي تنغص الجو العام للأسرة.
2- يترأس الجلسة أحد الوالدين بحضور جميع الأبناء، وليكن الأب، لكن من المهم أن يتفق كل من الأب والأم، على الخطة وسير الجلسة ومضمونها.
3- على الرئيس أن يستخدم نبرة صوت هادئة ومحايدة وحازمة، وأن يكون مستعداً لتجاهل أي محاولة لإلهائه من قبل الأطفال، باستخدامهم لأساليب التذمر أو المشاغبة.
4- يبدأ الحديث بعرض المشكلة ببساطة وبوضوح وباختصار، على سبيل المثال، يقول الأب: الشجار الذي يحصل بينكم باستمرار (3 إخوة) والذي يجعلكم تستخدمون أساليب غير لائقة فيما بينكم كالضرب والسخرية والصراخ.. نرغب في أن نجد له حلاً بتعاوننا جميعاً.
5- استمع أولاً إلى مشاعر الأطفال واحتياجاتهم، واكتب ملخصاً لتلك الأفكار، على سبيل المثال: يقول أحدهما أتشاجر مع أخي عندما يأخذ لعبتي دون إذني، ويقول آخر أشعر بالغضب عندما يدفعني أخي، وآخر يقول عندما أرغب في اللعب بلعبتي المفضلة يأتي أخي ويتحرش بي وهذا يزعجني، وأحدهم يقول أخي لا يسمح لي باللعب معه..
6- على الوالدين أن يعبرا عن مشاعرهما تجاه الشجار الذي يحصل بين أبنائهما، على سبيل المثال: تقول الأم أشعر بالألم عندما أراكم تتشاجرون. ويقول الأب لا تعجبني الفوضى التي تعم أرجاء البيت أثناء شجاركم..
7- شجع الأطفال على إيجاد حلول للمشكلة، الحلول التي تساعد على تقليل الخلاف الذي يحصل بينهم. واكتب تلك الأفكار دون تقييم أي منها، على سبيل المثال: يقول أحدهما إذا دفعني أخي أو ضربني أشكوه لكما، ويقول آخر نضع قانون يمنع الشجار، وآخر يقول ممنوع أن يأخذ أخي لعبتي دون إذني وإن فعل ذلك يعاقب من قبلكما..
8- وأخيراً يتم من خلال التفاوض والحل الوسط التوصل للحلول المناسبة باتفاق الجميع، الوالدان والأبناء. على سبيل المثال: بدلاً من أن يضرب أخاه يطلب من أمه التدخل للمساعدة في حل المشكلة، ممنوع الضرب ومن يفعل ذلك يعاقب من قبل أحد والديه، تشجيع التعاون بين الإخوة بتقديم المكافأة والثناء.
9- تتراوح مدة الاجتماع ما بين نصف ساعة إلى ساعة، ويتم الإعلان عن اجتماع آخر بعد أسبوع أو شهر لتقييم سير الخطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق