قطع الرباط الصليبي الأمامي

ما هو الرباط الصليبي؟

يوجد الرباط الصليبي الأمامي فى منتصف الركبة وهو واحد من أربع أربطة هامه تربط مابين عظمتي الفخذ و القصبة و تحافظ على ثبات المفصل ,وهم الرباط الصليبي الأمامي و الرباط الصليبي الخلفي والرباط الداخلي الجانبي والرباط الداخلي الخلفي.  إلا أن قطع الرباط الصليبي الأمامي هو أكثرهم شيوعا.
فالرباط الصليبي الأمامي بالانجليزي يسمى ACL ، وهو اختصار لكلمة anterior cruciate ligament.
و يشبه الرباط الصليبي الأمامي الحبل, يمسك طرفه العلوي بعظمة الفخذ و طرفه السفلي بعظمة القصبة. و وظيفة الرباط الصليبي الأمامي الاساسية هى أن يمنع عظمة القصبة من التحرك للأمام بالنسبة لعظمة الفخذ أثتاء الحركة. كما انه يمنع عظمة القصبة من الدوران بصورة زائدة حول محور عظمة الفخذ. كما ان الرباط الصليبي الأمامي يوقف فرد الركبة عندما تكون الرجل على إستقامتها و يمنع فردها بصورة زائدة.

قطع الرباط الصليبي الأمامي
شرح لمكان الرباط الصليبي

إصابات الرباط الصليبي الأمامي:

وتعتبر اصابات الرباط الصليبي الأمامي من أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً وعادة ما تحدث كإصابات ملاعب خاصة في الرياضات التى تستلزم تغيير الأتجاه بصورة مفاجئة أثناء الجري كما يحدث أثناء المراوغة فى كرة القدم و السلة. كما قد تحدث إصابات الرباط الصليبي نتيجة حادث مثل السقوط من إرتفاع أو حدوث ألتواء بالركبة.
و إحتمال حدوث الإصابة فى النساء أكثر من الرجال الذين يمارسون نفس الرياضة بحوالي  2 – 8 أضعاف نظرا لوجود اختلافات تشريحية و هرمونية بينهما. كما انه عند دراسة وضع القفز والهبوط فى الرجال والنساء وُجد أن النساء تستخدم وضعية هبوط تؤدى لزيادة الشد على الرباط الصليبي الامامي. هذا بالإضافة لعدم توازن قوة عضلات الفخذ الامامية و الخلفة عند النساء.

قطع الرباط الصليبي الامامي يؤدي الى خشونة بالركبة و قطع بالغضاريف الهلالية
تمزق في الرباط الصليبي الأمامي

و ينتج عن قطع الرباط الصليبي الأمامي عدم ثبات مفصل الركبة خاصة مع الجري و تغيير الإتجاة المفاجئ.  و كثيرا ما يصاحب قطع الرباط الصليبي الامامي حدوث  قطع بالغضاريف الهلالية او بالغضاريف المفصلية و التى تغطي سطح العظام. و اهمال علاج هذه الإصابة يؤدي الى عدم ثبات المفصل و حدوث تمزق بالغضاريف الهلالية و  خشونة الركبة مع مرور الوقت.

الوقاية من إصابة الرباط الصليبي الامامي:

هناك العديد من العوامل التى تساعد على تجنب إصابة الرباط الصليبي الامامي و منها:

  • عمل تمارين منتظمة لتقوية عضلات الفخذ الامامية و الخلفية  للحفاظ على توازن تلك العضلات.

  • عمل تمارينات تقوية لعضلات الفخذين، الحوض وأسفل البطن.

  • الاهتمام بتعليم الرياضيين التقنيات المناسبة لوضع الركبة أثناء الجلوس و القفز و الهبوط.

  •  تجنب الملاعب التى تكون الارض فيها غير مستوية و ارتداء أحذية رياضية مناسبة.

الرباط الصليبي الأماميالرباط الصليبي الأمامي

أعراض تمزق وقطع الرباط الصليبي الأمامي:

بعد إصابة الرباط الصليبي مباشرة يشعر المريض بآلام شديدة في الركبة مع صعوبة في الوقوف او المشي او ثني الركبة كما يحدث تورم وانتفاخ في الركبة يختلف في شدته حسب شدة الإصابة في الرباط الصليبي الأمامي و يحدث خلال الساعات الأولى بعد الإصابة  نتيجة حدوث تجمع دموي داخل الركبة.

أما إذا كانت الإصابة قديمة فإن أعراض تمزق الرباط الصليبي تكون اقل حدة وشدة ويشكو المريض من تكرار عدم ثبات الركبة (الإحساس بأن الركبة تخونه) وتحاول أن تنثني لا إرادياً عند القيام بالجري او المشي بسرعة او صعود السلم او نزوله او غير ذلك من النشاطات التي تحتاج لثبات الركبة و قد يتكرر حدوث تورم بها  مع ضعف و ضمور بعضلات الفخذ الأمامية. ومع مرور الوقت قد تحدث خشونة بالركبة.

التشخيص:

يتم تشخيص قطع الرباط الصليبي بالفحص السريري لركبة المريض و إختبار مدى ثباتها عند محاولة تحريك عظمة القصبة للامام بالنسبة لعظمة الفخذ. و قد يتم عمل رنين مغناطيسي للركبة (كما في الصورة) للتأكد من التشخيص وللتأكد من عدم وجود إصابات أخرى بالركبة حيث انه من الشائع أن يصاحب هذه الإصابة حدوث تمزق بالغضروف الهلالي أو قرحة بسطح المفصل.

رباط صليبي أمامي مقطوع
عمل رنين مغناطيسي للركبة
رباط صليبي أمامي سليم

أضرار قطع الرباط الصليبي الامامي:

عواقب عدم علاج قطع الرباط الصليبي الامامي تتفاوت من مريض لآخر على حسب مستوى نشاطه و درجة الإصابة و أعراض عدم ثبات (خيانة) الركبة.

فأغلب المصابين بقطع جزئي فى الرباط الصليبي يتعافون بدون القيام بعملية الرباط الصليبي بعد فترة تأهيل تستغرق حوالي 3 شهور. الا ان بعض المصابين بقطع جزئي قد يستمروا فى الشعور بعدم ثبات الركبة و قد يحتاجوا لتدخل جراحي.
اما المصابين بقطع كامل بالرباط الصليبي الامامي فتكون فرصة تعافيهم أقل بدون جراحة. حيث ان الإصابة عادة ما تمنعهم من ممارسة الرياضات التى تتطلب تغيير مفاجيء فى الاتجاه اثناء الجري كما ان بعضهم يشعر بعدم ثبات الركبة حتى مع النشاطات اليومية المعتادة مثل المشي.
و الخيانة المتكررة للركبة تؤدي بمرور الوقت الى تلف الغضاريف الهلالية مما يؤدي الى خشونة مبكرة بمفصل الركبة.

علاج إصابة الرباط الصليبي الأمامي:

إذا كانت الإصابة حديثة (خلال ساعات) يتم علاج اصابة الرباط الصليبي بوضع كمادات ثلج على الركبة مع رفعها و إعطاء المريض أدوية مسكنة و مضادة للإلتهابات.و ينصح المريض بالراحة و وضع رباط ضاغط خفيف على الركبة و أستخدام عكازات خلال الأيام الأولى بعد الإصابة.

ثم يتم تقييم مدى إحتياج المريض لإجراء جراحة الرباط الصليبي له حسب العوامل الآتيه:

  • سن المريض: عادة ما كانت جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الامامي تتم للمرضى المصابين من سن المراهقة و حتى الثلاثينات من عمرهم و لكن الابحاث الحديثة أكدت ان مدى نشاط المريض و مواظبته على الرياضه هو عامل أهم من السن فى تحديد المرضى الذين سيستفيدون من جراحة الرباط الصليبي الامامي حتى اذا كان المريض عمره ستون عاما.

  • شدة اإصابة الرباط الصليبي الأمامي (قطع جزئي أو كلي)

  • مدى ثبات الركبة

  • مستوى نشاط المريض

  • إحتياجات المريض الحركيه

  • وجود إصابات مصاحبة بالركبة

عملية الرباط الصليبي:

إذا تقرر علاج المريض جراحيا للمريض فيمكن أن تتم إجراء عملية الرباط الصليبي بعد عدة أسابيع من الإصابة حتى يكون تورم الركبة قد زال و تحسن مدى حركة الركبة. و فى خلال هذه الأسابيع ينصح المريض بعمل تمارين لتقوية عضلات الفخذ و لتقليل تورم الركبة الناتج عن الإصابة و لزيادة مدى ثني الركبة.

 و فى هذه الجراحة لا يتم خياطة الرباط المقطوع بل يتم عمل رباط صليبي جديد من الأنسجة الموجودة بالركبة.

كما يفضل ممارسة التمارين الرياضية وخاصة في الست شهور الأولي من بعد إجراء عملية الرباط الصليبي الأمامي وذلك للتسريع من عملية الالتئام وسرعة العودة لممارسة الحياة الطبيعية مرة أخرى

أما إذا تقرر عدم إجراء الجراحه فيتم علاج المريض بوصف تمارين معينة لتقوية عضلات الفخذ و لا سيما العضلات الخلفية لتجنب حدوث خيانة (عدم ثبات) بالركبة. كما يراعى عدم إرهاق المفصل و تجنب الرياضات التى تضع عبئا كبيرا على الركبة مثل كرة القدم. و قد ينصح المريض بإرتداء ركبة مطاطية ذات مواصفات خاصة.
و فى السنوات الاخيرة تم عمل عدة أبحاث عن محاولة خياطة الرباط الصليبي الأمامي لمساعدته على الإلتئام دون الحاجة الى إعادة بناءه. و يشترط لهذه الجراحة ألا يكون قد مر على الإصابة أكثر من ثلاث أسابيع و أن تكون الإصابة قريبة من منشأ الرباط من عظمة الفخذ. و لكن لم يتم تعميم هذه الجراحة حتى الآن حيث أنها لا زالت تحت الدراسة.

القطع الجزئي للرباط الصليبي الامامي:

الرباط الصليبي الامامي يتكون من حزمتين من الالياف. و قد يحدث للمريض إصابة تؤدي الى تمزق جزء فقط من الرباط الصليبي و هذه الإصابات الجزئية تمثل 10-25% من إصابات الرباط الصليبي

partial.ACL.jpg

و يتم تشخيص هذه الإصابة الجزئية بالرنين المغناطيسي. إلا أن فحص الطبيب للركبة المصابة له أهمية كبيرة فى هذه الحالات. فأغلبية  المرضى المصابين بقطع جزئي بالرباط الصليبي الامامي و الذين تكون ركبتهم ثابته بدرجة كافية عند الفحص و لا يشتكون من عدم ثبات (خيانة) الركبة يتعافون بعد بضعة شهور من علاج طبيعي و تمارين تقوية لعضلات الفخذ دون الحاجة لاي تدخل جراحي.

الا ان هناك بعض المرضى المصابين بتمزق جزئي للرباط الصليبي تكون ركبتهم غير ثابتة بدرجة كافية و هذا يحدده الطبيب المعالج بفحص الركبة و فى بعض الحالات يتم تقييم مدى ثبات الركبة و مدى قوة الجزء السليم من الرباط الصليبي من خلال المنظار. و اذا وجد بالفحص ان الجزء السليم من الرباط ليس بالقوة الكافية للحفاظ على ثبات الركبة يتم اللجوء للجراحة حيث يتم إعادة بناء الجزء المقطوع فقط من الرباط الصليبي مع الحفاظ على الجزء السليم منه. و هذه الجراحة تتم من خلال المنظار و عادة لا يحتاج المريض للمبيت بعدها بالمستشفى.

و كلما كان المريض يمارس رياضات مرهقة للركبة مثل كرة القدم كلما زادت فرصة احتياجه للجراحة. اما المرضى الذين يمارسون رياضات خفيفة على الركبة مثل السباحة و المشي فعادة لا يحتاجون للجراحة لعلاج القطع الجزئي للرباط الصليبي.

قطع الرباط الصليبي فى الاطفال و المراهقين:

إصابات الرباط الصليبي فى الأطفال و المراهقين ليست نادرة كما كان يعتقد فى الماضي و قد زاد عدد حالات قطع الرباط الصليبي التى تم تشخيصها فى الأطفال خلال السنوات الاخيرة. و هذا ناتج عن زيادة وعي الأطباء بهذه الإصابة و لتطور طرق التشخيص مثل الرنين المغناطيسي و المناظير. كما ان ذلك قد يعود أيضا لزيادة مشاركة الأطفال فى الرياضات التى تضع عبئا كبيرا على مفاصل الركبة مثل كرة القدم.

ركبة الأطفال تختلف تشريحيا و فيسيولوجيا عن ركبة البالغين. والفرق الأساسي بين ركبة البالغ و ركبة الطفل هو وجود مراكز نمو العظام في نهاية عظمة الفخذ والساق على جانبي الركبة التي توفر معظم زيادة الطول للطفل.

عند حدوث إصابة للرباط الصليبي فى الأطفال عادة ما يقترح العلاج غير الجراحي في البداية. و هذا عادة ما يشمل ارتداء ركبة ساندة خارجية وعمل  تمارين تقوية لعضلات الفخذ و تجنب الرياضات العنيفة. ولكن نتائج العلاج الغير جراحي لا تكون جيدة فى كثير من الحالات.

فاذا فشل العلاج الغير جراحي فى إعادة ثبات الركبة و تجنب “الخيانة” فيتم اللجوء للخيارات الجراحية لتجنب تدهور حالة الركبة و حدوث إصابات إضافية أخرى بها مثل قطع الغضاريف الهلالية و خشونة المفصل. فقد أظهرت احد الدراسات ان تأخير الجراحة لهؤلاء الأطفال لمدة ستة أشهر يزيد من فرص حدوث قطع بالغضاريف الهلالية لخمس أضعاف.

فى البالغين يتم علاج قطع الرباط الصليبي عادة بعمل جراحة لاعادة بناء رباط صليبي جديد من أوتار الفخذ. و يتم تثبيت الرباط الجديد فى عظمتي الفخذ و القصبة من خلال ثقب يتم عمله فى عظمة الفخذ و آخر فى عظمة القصبة. و إذا كان المصاب قد أقترب من مرحلة انتهاء النمو (14-16 عاما للبنات و 15-17 عاما للأولاد)  فيتم إجراء الجراحة بالطريقة التقليدية المتبعة فى البالغين. و لكن  لسوء الحظ فان مراكز النمو حول الركبة فى الاطفال موجودة في مسار ثقوب التثبيت و بالتالي فلا يمكن إجراء الجراحة للاطفال بنفس طريقة إجرائها فى البالغين لأن ذلك قد يؤثر على نمو الطفل و على شكل العظام.

و لذا  في الأطفال الأصغر سنا،  تم مؤخرا  تطوير تقنيات خاصة بديلة  للحد من إمكانيات إصابة مراكز النمو اثناء الجراحة. هذه التقنيات تتطلب  حفر الثقوب بعيدا عن مراكز النمو  و ليس من خلالها أو عن طريق تجنب الثقوب تماما و تثبيت الرباط حول العظام. و قد أثبتت هذه التقنيات نجاحا كبيرا فى الحفاظ على الركبة و على عودة الأطفال لممارسة الرياضة بصورة طبيعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق