آيــات متشــابهــات فــي القــرآن
إن القرآن الكريم متشابه في ألفاظه وآياته وفيه تقريبا ألفي آية فيها
تشابه بوجه ما قد يصل أحيانا حد التطابق أو الإختلاف في
حرف واحد أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر :
فمثلا هاتين الآيتين:
قوله سبحانه:
{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا
وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ
وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ
لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
البقرة:136
ثانيهما:
قوله تعالى:
{ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ
مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
آل عمران:84
هاتان الآيتان الكريمتان اتفقتا في معظم ألفاظهما،
واختلفتا في لفظين،
وإن شئت قل: في موضعين:
الأول: أن الآية الأولى عُدِّي الفعل { أنزل } بحرف الجر ( إلى )
{ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى..}
في حين أن الآية الثانية عُدِّي الفعل { أنزل } بحرف الجر (على)
{.. وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى..}.
الثاني: أن الفعل { أوتي } تكرر في آية سورة البقرة مرتين،
ولم يتكرر في آية سورة آل عمران وإنما ذكر مرة واحدة
فمثلا هذه الآيات :
الموضع الأول
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
سورة البقرة- آية 62
الموضع التاني
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
سورة المائدة آية 69
الموضع الثالث
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
سورة الحج اية 17
في سورة البقرة قدم النصارى على الصابئين واضيف في سورة البقرة
{ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } وقيل { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }
وفي سورة المائدة { فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }
فتشابه ختام الآيتين في سورة البقرة والمائدة
وردت كلمة { الصَّابِئِينَ } بياء النصب في سورتي البقرة والحج
{ وَالصَّابِئُونَ} ووردت نفس الكلمة بواو الرفع في سورة المائدة ؛
وأظهر الأقوال أن الصابئين، والله أعلم ، قول مجاهد ومتابعيه ،
ووهب بن منبه : أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى
ولا المجوس ولا المشركين ، وإنما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين
مقرر لهم يتبعونه ويقتفونه ؛ ولهذا كان المشركون ينبزون من أسلم بالصابئي ،
أي : أنه قد خرج عن سائر أديان أهل الأرض إذ ذاك .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
[ إن الصابئة نوعان:
صابئة حنفاء، وصابئة مشركون،
فالحنفاء بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والانجيل قبل النسخ
والتحريف والتبديل، وهؤلاء حمدهم الله تعالى وأثنى عليهم.
وأما الصابئة المشركون: فهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرأون الزبور،
ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق