سيئات جارية وآثام مضاعفه
هناك بعض الناس للأسف الشديد تساهلوا في نشر الصور
والمقاطع والأفلام الخليعة وصور النساء والأغاني والموسيقى والقصص
والكلام الفاحش والسب والشتم وغيرها من المنكرات وذلك
عن طريق الشبكات الإجتماعية ( تويتر-فيس بوك-يوتيوب)
أو عن طريق برامج الدردشة بالجوال ( واتس أب - بلاك بيري..الخ )
أو المنتديات أو البريد الإلكتروني وغير ذلك من الإجهزة والتقنيات الحديثة
التي أنعم الله بها علينا والتي كان من المفترض أن نستخدمها في الدعوة
إلى الله ونشر دين الإسلام ...!!
اعلموا أيها الإخوة والأخوات أن هناك بعض المفاسد الخطيرة جدا مترتبة
على نشر هذه المواد المحرمة ومنها :
1- أن من أرسل الصور أوالافلام أوالقصص إلى غيره فإنه يبوء بإثمه
مع آثام من أرسلت إليهم من غير أن ينقص من آثامهم شيء
قال تعالى :
{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ }
وهذه المواد الخليعة من أعظم الضلال، ومن أرسلها إلى غيره فهو يضله
ويدعوه لمشاهدة المحرم ، ويعينه عليه، بل يدفعه إليه دفعا ،
وقد ينتج عن ذلك: وقوعه في الزنا أو عمل قوم لوط أو الاغتصاب
أو الوقوع على ذات محرم، نسأل الله السلامة والعصمة.
وإذا تقرر أنها من الضلال فالذي ينشرها فهو ناشر للضلال،
وإذا أهداها الشاب لزميله فهو يضله ، وكذلك الفتاة إذا أرسلتها
لصديقتها فهي تضلها ، وكلاهما يحمل أوزار من أرسلت إليهم عن طريقهما
كما هو نص الآية.
2- إن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرة بالذنب,وخروج
من المعافاة التي يحرم منها المجاهرون في الذنب قال صلى الله عليه وسلم
( كل أمتي معافى إلالمجاهرين,
وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح
وقد ستره الله فيقول : يافلان عملت البارحة كذاوكذا
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )
رواه البخاري ومسلم..
3- إن في تناقل الصورأو الافلام أو القصص إشاعة للفاحشة في الذين
آمنوا قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
قال ابن القيم-رحمه الله-:
[ هذا إذا أحبو إشاعتها وإذاعتها فكيف إذا تولو هم إشاعتها وإذاعتها ]
فليتق الله في نفسه كل من تلطخ بهذا الإثم المبين، وليبادر بتوبة نصوح
قبل أن يداهمه الموت وهو على هذه الحال السيئة.ومن ابتلي بهذه
القاذورات حتى صار أسيرا لها فلا أقل من أن يستتر بستر الله تعالى،
ولا يكون عونا للشيطان الرجيم على شباب المسلمين وفتياتهم،
وليقصر هذا الإثم على نفسه ولا يعديه إلى غيره، فمن فعل ذلك رجيت له
التوبة ، وهو حري أن يعتق من أسر تلك الخطيئة المردية ،
مع كثرة دعائه أن يعافيه الله عز وجل من هذا البلاء العظيم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق