الممنوع من الصرف
في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نُحدِّد الأسماء التي تُمنَع مِنَ الصَّرْف لسببٍ واحدٍ ولسببين، وكيف نُعرِب الممنوع من الصرف.
الصرفُ المقصودُ به التنوينُ، وهو نونٌ ساكنةٌ تُنطَق في آخِر الاسم المُعرَب المُجرَّد من «أل» والإضافة في حالة الوصل، ولا تُنطَق في حالة الوقف، ومن حيث الرسم لا تُكتَب نونًا، وإنَّما تُرسَم ضمَّتَيْنِ في حالة الرفع، مثل: «هذا طالبٌ مجتهدٌ»، وفتحتَيْنِ في حالة النصب، مثل: «كافأتُ طالبًا مجتهدًا»، وكسرتَيْنِ في حالة الجر، مثل: «أثنيتُ على طالبٍ مجتهدٍ».
والأصل في الأسماء المُعرَبة أنْ يَلْحَقَها التنوينُ، ولكنْ هناك مجموعةٌ من الأسماء قد خرجت عن هذا الأصلِ، فمُنِعَتْ مِنَ الصرفِ (التنوين) لأسبابٍ مُعيَّنةٍ سنوضِّحها في هذا الشارح.
والاسمُ الذي يَلْحَقُهُ التنوينُ يُسمَّى «المصروف»، أمَّا الاسمُ الذي لا يَلْحَقُهُ التنوينُ فيُسمَّى «الممنوع من الصرف».
والسؤالُ الآنَ، ما الأسباب التي تمنع الاسم من الصرف؟
وللإجابة عن هذا السؤال نقول: هناك أسماء تُمْنَع من الصرف لعِلَّةٍ واحدةٍ، وهناك أسماء تُمْنَع من الصرف لعِلَّتَيْنِ.
والآن، دَعُونَا نبدأ بالأسماء الممنوعة من الصرف لعِلَّةٍ واحدةٍ، وهي الأسماء المنتهية بألف التأنيث المقصورة، والأسماء المنتهية بألف التأنيث الممدودة، والأسماء التي تكون على صيغة منتهى الجموع.
أولًا: الاسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة، وهي ألفٌ زائدةٌ في آخِر الكلمةِ مفتوحٌ ما قَبْلَها، تُكتَب ألِفًا قائمةً (ا)، مثل: «عُلْيا»، أو ألِفًا مقصورةً لَيِّنَةً على صورة الياء (ى)، مثل: «حُسْنى».
ويجب أنْ ننتبِهَ إلى أنَّ «ألِفَ» الاسم المقصور الممنوع من الصرف لا بُدَّ أنْ تكونَ زائدةً، ويتحقَّقُ ذلك في كلِّ كلمةٍ على وزن «فُعْلى» بضم الفاء، مثل: «بُشْرى، دُنْيا»، أو بفتحها «فَعْلى»، مثل: «سَلْوى، مَرْضى»، أو بكسرها «فِعْلى»، مثل: «ذِكْرى».
أمَّا إذا كان الاسم المقصور ألِفُهُ من أصل الفعل (أيْ: غير زائدةٍ) فيُصرَف، مثل: «مَجْرى» على وزن «مَفْعَل»، و«مُصْطَفى» على وزن «مُفْتَعَل»، و«مُسْتَشْفى» على وزن «مُسْتَفْعَل».
وكذلك إذا كان الاسم المقصور ألِفُهُ ثالثةٌ يُصرَف؛ لأن ألِفَهُ من أصل الفعل، مثل: «عصا، فتى».
ثانيًا: الاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة، وهي ألفٌ في آخِر الكلمةِ بَعْدَها همزةٌ زائدةٌ للتأنيث، مثل: «صحراء، سمراء، حمراء».
مع ملاحظة أنَّ التسميةَ بألف التأنيث مُجرَّدُ اصطلاحٍ بحسب الغالبِ فيها، ولا يَلْزَم معها أنْ تكونَ الأسماءُ مؤنثةً؛ فمن الكلمات المنتهية بألف تأنيثٍ ممدودةٍ: «أقرباء، أطباء، شعراء»، وكلُّها ممنوعةٌ من الصرف.
ويجب أنْ ننتبِهَ إلى أنَّ همزةَ الاسمِ الممدودِ الممنوعِ مِنَ الصرفِ لا بُدَّ أنْ تكونَ زائدةً، مثل: «حسناء، أصدقاء، علماء».
أمَّا إذا كان الاسم الممدود همزتُهُ أصليةٌ، أو مُنقلِبةٌ عن أصل «واو» أو «ياء»، فيُصرَفُ.
ومثالُ الاسمِ الممدود المنتهي بهمزةٍ أصليةٍ كلمةُ «إنشاء»، من الفعل «أنشأ، يُنشِئ».
ومثالُ الاسمِ الممدود المنتهي بهمزةٍ مُنقلِبةٍ عن أصل «واو» كلمةُ «دعاء»، من الفعل «دعا، يدعو».
ومثالُ الاسمِ الممدود المنتهي بهمزةٍ مُنقلِبةٍ عن أصل «ياء» كلمةُ «مشَّاء»، من الفعل «مشى، يمشي».
مثال ١: تعرُّف الاسم الممدود الممنوع من الصرف
حدِّد ممَّا يأتي الاسم الممنوع من الصرف.
- شتاء.
- بناء.
- ابتداء.
- سمراء.
الحل
الإجابة الصحيحة هي كلمة «سمراء»؛ فهي اسمٌ مُنْتَهٍ بألِفِ تأنيثٍ ممدودةٍ؛ ولذلك تُمنَع من الصرف.
أمَّا البدائلُ الأخرى فلا تُمنَع من الصرف.
فكلمة «شتاء» مصروفةٌ؛ لأنها اسمٌ ممدودٌ همزتُهُ مُنقلِبةٌ عن أصل «واو»، من الفعل «شتا، يشتو».
وكلمة «بناء» مصروفةٌ؛ لأنها اسمٌ ممدودٌ همزتُهُ مُنقلِبةٌ عن أصل «ياء»، من الفعل «بنى، يبني».
وكلمة «ابتداء» مصروفةٌ؛ لأنها اسمٌ ممدودٌ همزتُهُ أصليةٌ، من الفعل «ابتدأ، يبتدئ».
ثالثًا: الاسم الذي يكون على صيغة منتهى الجموع، وهي كلُّ جمع تكسير ثالثُهُ ألِفٌ بَعْدَها حرفان، أو ثلاثةُ أحرُفٍ.
فإذا كان الجمعُ بَعْدَ ألِفِهِ حرفان، مثل: «متاحف، مدارس، دراهم»، مُنِعَ من الصرف، وإذا كان الجمعُ بَعْدَ ألِفِهِ ثلاثةُ أحرُفٍ أوسطُها ساكنٌ، مثل: «قناطير، مصابيح، دنانير»، مُنِعَ أيضًا من الصرف، أمَّا إذا كان بَعْدَ الألِفِ ثلاثةُ أحرُفٍ أوسطُها مُتحرِّكٌ، مثل: «تلامِذَة، عباقِرَة، صيارِفَة»، فيُصرَف.
مثال ٢: تمييز الجمع الممنوع من الصرف
ما الجملة التي تحوي جمعًا ممنوعًا من الصرف؟
- عرَفت البشرية العديد من الفلاسفة العِظام.
- المُعلِّمون مشاعل تُنِير الطريق نَحْوَ التقدُّم.
- اقتدى التلامذة بمُعلِّمهم في علمه وخُلُقه.
- شارَكَ في المؤتمر العلمي كثير من عباقرة العالَم.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «المُعلِّمون مشاعل تُنِير الطريق نَحْوَ التقدُّم»؛ فقَدْ حَوَتْ جمعًا ممنوعًا من الصرف، وهو كلمة «مشاعل»؛ فهي على صيغة منتهى الجموع في وسطها ألِفٌ بَعْدَها حرفان.
أمَّا البدائلُ الأخرى فقَدْ حوى كلٌّ منها جمعَ تكسيرٍ ثالثُهُ ألِفٌ بَعْدَها ثلاثةُ أحرُفٍ أوسطُها مُتحرِّكٌ، مثل كلمة «الفلاسفة» في جملة «عرَفت البشرية العديد من الفلاسفة العِظام»، وكلمة «التلامذة» في جملة «اقتدى التلامذة بمُعلِّمهم في علمه وخُلُقه»، وكلمة «عباقرة» في جملة «شارَكَ في المؤتمر العلمي كثير من عباقرة العالَم»؛ ولذلك لا تُمنَع من الصرف.
وبعد أنْ تعرَّفْنا الاسمَ الممنوعَ مِنَ الصرفِ لعِلَّةٍ واحدةٍ، علينا أنْ نتعرَّفَ الاسمَ الممنوعَ مِنَ الصرفِ لعِلَّتَيْنِ.
هناك كلماتٌ تُمنَع مِنَ الصَّرْفِ لعِلَّتَيْنِ، إحدى هاتَيْنِ العِلَّتَيْنِ واحدةٌ من اثنتين: العَلَمية والوصفية.
والمقصودُ بالعَلَمية الاسمُ الذي يدُلُّ على مُسمًّى بعَيْنِهِ، فيُميِّزه من غيره، مثل أسماء الأشخاص والدُّوَلِ والأماكن، أمَّا الوصفيةُ فيُقصَد بها ما يدُلُّ على معنًى يُنسَب إلى غيره، مثل: «غضبان، سمراء».
ولكنَّ عِلَّةَ العَلَميةِ وَحْدَها لا تمنع الاسمَ مِنَ الصرفِ؛ فكثيرٌ من الأعلام مصروفٌ، مثل: «محمدٌ، أميرٌ، كريمٌ»؛ فلا بُدَّ من عِلَّةٍ أخرى لمنعه من الصرف، بالإضافة إلى عِلَّةِ العَلَميةِ.
وكذلك عِلَّةُ الوصفيةِ وَحْدَها لا تمنع الاسمَ من الصرف؛ فكثيرٌ من الصفات مصروفٌ، مثل: «رائعٌ، مشهورٌ»، ولا بُدَّ من عِلَّةٍ أخرى لمنعه من الصرف، بالإضافة إلى عِلَّةِ الوصفيةِ، ومعنى ذلك أنَّ عِلَّةَ العَلَميةِ أو عِلَّةَ الوصفيةِ بمفردها لا تمنع الاسمَ من الصرف دونَ عِلَّةٍ أخرى تُضافُ إليها.
والعَلَمُ يُمنَع مِنَ الصرفِ في الحالات الآتية:
أولًا: العَلَم المؤنث، ويشمل:
العَلَم المؤنث لفظيًّا ومعنويًّا، وهو العَلَم المُنتهِي بتاء التأنيث، ويدُلُّ على مؤنث، مثل: «فاطمة، رقية».
العَلَم المؤنث معنويًّا فقط، وهو العَلَم غير المُنتهِي بتاء التأنيث، ويدُلُّ على مؤنث، مثل: «مريم، سمَر».
العَلَم المؤنث لفظيًّا فقط، وهو العَلَم المُذكَّر المُنتهِي بتاء التأنيث، مثل: «أسامة، حمزة، سلامة، عرفة».
وبالإضافة إلى ذلك، يشمل العَلَمُ المؤنثُ أيضًا أسماءَ الدُّوَلِ والمدن، مثل: «العراق، جُدَّة، صلالة، دمشق».
ومن الأمور التي يجب أنْ ننتبِهَ إليها أنَّ العَلَمَ المؤنثَ الثلاثيَّ، الساكنَ الوسطِ، الخاليَ من علامةِ التأنيثِ، يجوز صَرْفُهُ، ويجوز مَنْعُهُ من الصرف، مثل: «هند، فوز، رغد، شمس»، فنقول: «شمسُ (أو شمسٌ) فتاة طموحة».
مثال ٣: تعرُّف العلم المؤنث الممنوع من الصرف
عيِّن الجملة التي تحوي علمًا يجوز صرفه ومنعه من الصرف.
- يجري نهر النيل في مصر والسودان.
- عَدَن مدينة ساحلية عريقة تقع في بلاد اليمن.
- أتمنى أن يعيش كل الناس في رغد وسلام.
- من أعلام الأدب في العصر الحديث عائشة التيمورية.
الحل
العَلَمُ الذي يجوز صَرْفُه ويجوز مَنْعُه مِنَ الصرفِ لا بُدَّ أنْ تتحقَّقَ فيه عِدَّةُ شروطٍ، وهي أنْ يكونَ عَلَمًا مؤنثًا ثلاثيًّا، ساكنَ الوسطِ، خاليًّا من تاء التأنيث، وإذا نظرنا إلى جملة «يجري نهر النيل في مصر والسودان»، نَجِدُ أنَّ كلمة «مصر» قد تحقَّقَتْ فيها هذه الشروطُ؛ فهي عَلَمٌ مؤنثٌ لدولة، ثلاثي، ساكن الوسط، خالٍ من تاء التأنيث.
أمَّا الجُملُ الأخرى فلَمْ تشتمِلْ على عَلَمٍ يجوز صَرْفُه ويجوز مَنْعُه مِنَ الصرفِ.
فجملة «عَدَن مدينة ساحلية عريقة تقع في بلاد اليمن» وردت بها كلمة «عَدَن»، وهي عَلَمٌ مؤنثٌ لمدينة، ثلاثي، خالٍ من تاء التأنيث، لكنَّهُ مُتحرِّك الوسط؛ ولذلك تُمنَع من الصرف.
وجملة «أتمنى أن يعيش كل الناس في رغد وسلام» وردت بها كلمة «رغد»، ولكنَّها في هذه الجملة ليست عَلَمًا لمؤنث؛ ولذلك فهي مصروفةٌ.
وجملة «من أعلام الأدب في العصر الحديث عائشة التيمورية» وردت بها كلمة «عائشة»، وهي عَلَمٌ مؤنثٌ لفظيًّا ومعنويًّا، زائدٌ على ثلاثة أحرُفٍ؛ ولذلك فهي ممنوعةٌ من الصرف.
وعلى ذلك، تكون الإجابة الصحيحة هي جملة «يجري نهر النيل في مصر والسودان».
ثانيًا: العَلَم الأعجمي، ويشمل:
أسماء الأشخاص الأجنبية، مثل: «بطليموس، جورج، أرشميدس، نوبل، أحمس».
الأسماء الأعجمية التي نُقِلَتْ إلى اللغة العربية، مثل: «إبراهيم، إسماعيل، يوسف».
أسماء الشهور غير العربية، مثل: «أكتوبر، أمشير، كانون، يوليو».
وإذا كان العَلَمُ الأعجميُّ ثلاثيًّا ساكنَ الوسطِ يُصرَف، مثل: «نوح، هود، لوط»، فنقول: «أرسل اللهُ نوحًا إلى قومه».
مثال ٤: تعرُّف العلم الأعجمي الممنوع من الصرف
ما الجملة التي حوت علمًا أعجميًّا مصروفًا؟
- إبراهيم صديقي يسعى إلى الحصول على درجةٍ علميةٍ مرموقةٍ.
- في بلادنا نشعر بشدة الحرارة في شهر أغسطس.
- أرسلت إلى صديقي جون دعوة لزيارة بلادي.
- يعدُّ أينشتاين من أبرز علماء القرن العشرين.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «أرسلت إلى صديقي جون دعوة لزيارة بلادي»؛ فقَدْ وردت بها كلمة «جون»، وهي عَلَمٌ أعجميٌّ مصروفٌ؛ لأنه ثلاثيٌّ ساكنُ الوسطِ.
أمَّا البدائلُ الأخرى فقَدْ ورد في كلٍّ منها عَلَمٌ أعجميٌّ، ممنوعٌ مِنَ الصرفِ، زائدٌ على ثلاثةِ أحرُفٍ.
فجملة «إبراهيم صديقي يسعى إلى الحصول على درجةٍ علميةٍ مرموقةٍ» ورد بها عَلَمٌ أعجميٌّ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ، وهو كلمة «إبراهيم».
وجملة «في بلادنا نشعر بشدة الحرارة في شهر أغسطس» ورد بها عَلَمٌ أعجميٌّ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ، وهو كلمة «أغسطس».
وجملة «يعدُّ أينشتاين من أبرز علماء القرن العشرين» ورد بها عَلَمٌ أعجميٌّ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ، وهو كلمة «أينشتاين».
ثالثًا: العَلَمُ المزيد في آخِره ألف ونون، مثل: «زيدان، عمران، غسَّان».
فإذا كانت النونُ أصليةً صُرِفَ، مثل: «برهان، حسَّان»، فنقول: «حسَّانٌ أخي من هُوَاةِ القراءةِ».
مثال ٥: تعرُّف العلم الممنوع من الصرف
أيُّ الكلمات الآتية ممنوعة من الصرف؟
- رمضان.
- برهان.
- ثعبان.
- طيران.
الحل
الإجابة الصحيحة هي كلمة «رمضان»؛ لأنها عَلَمٌ مزيدٌ في آخِره ألف ونون؛ ولذلك تُمنَع من الصرف.
أمَّا البدائلُ الأخرى فكلٌّ منها مصروفٌ.
فكلمة «برهان» مصروفةٌ؛ لأنَّ النونَ فيها من أصل الكلمة، وليست زائدةً؛ فهي من الفعل «برهن»؛ ولذلك نستطيع أنْ نقولَ: «برهانٌ، برهانًا، برهانٍ».
وكلمة «ثعبان» مصروفةٌ على الرغم من أنها تنتهي بألف ونون، لكنَّها ليست عَلَمًا؛ ولذلك نستطيع أنْ نقولَ: «ثعبانٌ، ثعبانًا، ثعبانٍ».
وكلمة «طيران» مصروفةٌ؛ لأنها ليست عَلَمًا؛ ولذلك نستطيع أنْ نقولَ: «طيرانٌ، طيرانًا، طيرانٍ».
رابعًا: العَلَم على وزن الفعل، ويُقصَد به العَلَمُ الذي جاء على وزنٍ يَغلِبُ استخدامُهُ في الأفعال، مثل: «أحمد، أسعد، يزيد، ينبع، يثرب».
خامسًا: العَلَم على وزن «فُعَل»، مثل: «عُمَر، قُزَح، زُحَل».
مثال ٦: تعرُّف العلم الممنوع من الصرف على وزن «فُعَل»
ما الجملة التي خلت من علم ممنوع من الصرف على وزن «فُعَل»؟
- تضحكني كثيرًا نوادر جُحا.
- قرأت رباعيات الشاعر عُمر الخيام.
- مِن الظواهر الطبيعية قوس قُزح.
- علينا أن نطور صناعتنا بوسائل أُخر.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «علينا أن نطور صناعتنا بوسائل أُخر»؛ فكلمة «أُخر» التي وردت في الجملة على وزن «فُعَل» ليست عَلَمًا، وإنَّما صفةٌ ممنوعةٌ مِنَ الصرفِ.
أمَّا البدائلُ الأخرى فقَدْ ورد في كلٍّ منها عَلَمٌ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ على وزن «فُعَل»، مثل «جُحا» في جملة «تضحكني كثيرًا نوادر جُحا»، و«عُمَر» في جملة «قرأت رباعيات الشاعر عُمر الخيام»، و«قُزح» في جملة «مِن الظواهر الطبيعية قوس قُزح».
سادسًا: العَلَم المُركَّب تركيبًا مزجيًّا، ويُقصَد به كلُّ كلمةٍ مُركَّبةٍ من كلمتَيْنِ امتزجتا حتى صارتا كلمةً واحدةً تُطلَق على إنسانٍ أو مكانٍ، مثل: «بورسعيد» (مدينة في مصر)، و«بعلبك» (قلعة في لبنان)، «حضرموت» (مدينة في اليمن).
وبعد أنْ تعرَّفْنا الحالاتِ التي يُمنَع فيها العَلَمُ مِنَ الصرفِ، نتعرَّفُ الآنَ الحالاتِ التي تُمنَع فيها الصفةُ مِنَ الصرفِ.
أولًا: الصفة على وزن «فَعْلان الذي مؤنثُهُ فَعْلى»، مثل: «عَطْشان، جَوْعان، رَيَّان»؛ فمؤنث هذه الصفات «عَطْشى، جَوْعى، رَيَّا».
أمَّا الصفة التي تكون على وزن «فَعْلان الذي مؤنثُهُ فَعْلانة» فتُصرَف، مثل: «فَرْحان»؛ فمؤنثه «فَرْحانة».
ثانيًا: الصفة على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ فُعْلى»، مثل: «أَحْسَن، أَفْضَل، أَعْلَى»؛ فمؤنث هذه الصفات «حُسْنى، فُضْلى، عُلْيا»، والصفة على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ فَعْلاء»، مثل: «أَحْمَر، أَخْضَر، أَعْرَج»؛ فمؤنث هذه الصفات «حَمْراء، خَضْراء، عَرْجاء».
أمَّا الصفة التي تكون على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ أَفْعَلة» فتُصرَف، مثل: «أرْبَع»؛ فمؤنثها «أرْبَعة».
مثال ٧: تعرُّف الصفة الممنوعة من الصرف
ما الجملة التي تخلو من صفة ممنوعة من الصرف؟
- للصناعة أكبر الأثر في تقدُّم الدول.
- تعرَّفتُ إلى رجل أرمل يعتني بأولاده.
- تأمُل شعوب العالم في غدٍ أفضل.
- البلاتين معدن نفيس أبيض وهو من أثقل المعادن وأثمنها.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «تعرَّفتُ إلى رجل أرمل يعتني بأولاده»؛ فقَدْ وردت بها صفةٌ مصروفةٌ، وهي كلمة «أَرْمَل» على وزن «أَفْعَل»، وسببُ صَرْفِها أنَّ مؤنثَها «أَرْمَلة» على وزن «أَفْعَلة».
أمَّا البدائلُ الأخرى فقَدْ وردت في كلٍّ منها صفةٌ على وزن «أَفْعَل» ممنوعة من الصرف.
فجملة «للصناعة أكبر الأثر في تقدُّم الدول» وردت بها كلمة «أَكْبَر» على وزن «أَفْعَل»، ومؤنثها «كُبْرى» على وزن «فُعْلى».
وجملة «تأمُل شعوب العالم في غدٍ أفضل» وردت بها كلمة «أَفْضَل» على وزن «أَفْعَل»، ومؤنثها «فُضْلى» على وزن «فُعْلى».
وجملة «البلاتين معدِن نفيس أبيض وهو أثقل المعادن وأثمنها» وردت بها كلمة «أبيض» على وزن «أَفْعَل»، ومؤنثها «بَيْضاء» على وزن «فَعْلاء».
ثالثًا: الصفة على وزن «فُعَل»، مثل: «أُخَر» جمع «أُخْرى»، فنقول: «هناك طرائق حديثة أُخَرُ في مجال التجارة والتسوُّق».
رابعًا: الصفة على وزن «فُعَال» و«مَفْعَل» من الأعداد من «١» إلى «١٠»، مثل: «أُحَاد، مَوْحَد»، و«ثُنَاء، مَثْنَى»، فنقول: «سار الجنود مَثْنَى وثُلَاثَ ورُبَاعَ».
وبعد أنْ تعرَّفْنا الحالاتِ التي تُمنَع فيها الأسماءُ مِنَ الصرفِ، نتعرَّفُ الآنَ علاماتِ إعرابِ الاسمِ الممنوعِ مِنَ الصرفِ.
يُعرَب الاسمُ الممنوعُ مِنَ الصرفِ حسب موقعِهِ في الجملة، وعلاماتُ إعرابه:
في حالة الرفع الضمة الظاهرة، مثل: «تقوم المدارسُ بدَوْرٍ كبيرٍ في عملية التعليم»؛ فكلمة «المدارسُ» اسمٌ ممنوعٌ من الصرف؛ لأنه على صيغة منتهى الجموع، ويُعرَب فاعلًا مرفوعًا، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
أمَّا كلمة «أوفى» في جملة «أوفى الناسِ مَن يؤدِّي حقوقَ الناسِ» فهي اسمٌ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ؛ لأنه على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ فُعْلى»، ويُعرَب مبتدأً مرفوعًا، وعلامة رفعه الضمة المُقدَّرة.
في حالة النصب الفتحة الظاهرة، مثل: «قابلتُ رُفَقاءَ العمل وسَعِدْتُ بهم»؛ فكلمة «رُفَقاءَ» اسمٌ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ؛ لأنَّه اسمٌ مختومٌ بألفِ التأنيثِ الممدودةِ، ويُعرَب مفعولًا به منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أمَّا كلمة «كبرى» في جملة «نال المُتفوِّق جائزةً كُبْرى» فهي اسمٌ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ؛ لأنَّه اسمٌ مختومٌ بألفِ التأنيثِ المقصورةِ، ويُعرَب نعتًا منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة المُقدَّرة.
في حالة الجرِّ الفتحة الظاهرة نيابةً عن الكسرة إذا كان الاسمُ الممنوعُ مِنَ الصرفِ مُجرَّدًا من «أل» والإضافة، مثل: «نطمح إلى مستوًى أفضلَ في نهضتنا»؛ فكلمة «أفضلَ» اسم ممنوع من الصرف؛ لأنه على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ فُعْلى»، ويُعرَب نعتًا مجرورًا، وعلامة جره الفتحة الظاهرة.
أمَّا كلمة «سُلمى» في جملة «زهير بن أبي سُلمى من شعراء المُعلَّقات» فهي اسم ممنوع من الصرف؛ لأنه اسم مختوم بألف التأنيث المقصورة، ويُعرَب مضافًا إليه مجرورًا، وعلامة جره الفتحة المُقدَّرة.
مثال ٨: تعرُّف إعراب الممنوع من الصرف
أيُّ الجمل الآتية وردت فيها كلمة «سواعد» مجرورة وعلامة جرها الفتحة؟
- تحتاج الأمم الناهضة إلى سواعد قوية وعقول مستنيرة
- تحتاج الأمم الناهضة إلى السواعد القوية والعقول المستنيرة.
- تتقدَّم الأمم الناهضة بسواعد أبنائها وعقولهم المستنيرة.
- تتقدَّم الأمم الناهضة بسواعد الأبناء وعقولهم المستنيرة.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «تحتاج الأمم الناهضة إلى سواعد قوية وعقول مستنيرة»؛ فقَدْ وردت فيها صيغة منتهى الجموع «سواعد» مجرورة، وعلامة جرها الفتحة الظاهرة؛ لأنها مُجرَّدةٌ من «أل» والإضافة.
وإذا كان الاسمُ الممنوعُ مِنَ الصرفِ مُعرَّفًا بـ «أل»، مثل كلمة «الصحراء» في جملة «قامت الشركة بالتنقيب عن البترول في الصحراء»، أو بالإضافة، مثل كلمة «المتاحف» في جملة «نُشاهِد المقتنيات الأثرية في متاحف الدولة»، تكون علامة جره الكسرة.
مثال ٩: تعرُّف إعراب الممنوع من الصرف
ما الجملة التي تحتوي على اسم ممنوع من الصرف مجرور وعلامة جره الكسرة؟
- ردَّ صديقي التحية بأحسن منها.
- يعطف أبي على مساكين يحتاجون إلى المساعدة.
- أُقِيمَت البطولة على ملاعبنا.
- أُضِيئَت القاعة بمصابيح كبيرة.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «أُقِيمَت البطولة على ملاعبنا»؛ فكلمة «ملاعبنا» ممنوعةٌ مِنَ الصرفِ؛ لأنَّها على صيغة منتهى الجموع، وهي اسمٌ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ؛ لأنَّه مضافٌ إلى ضميرِ الجرِّ المتصلِ «نا».
وبعد أنْ تعرَّفْنا الحالاتِ التي يُمنَع فيها الاسمُ مِنَ الصرفِ وإعرابه، يُمكِننا من خلال السؤال الآتي أنْ نستخدِمَ ما تعلَّمْناه في تصويب الأخطاء.
مثال ١٠: استخدام الممنوع من الصرف استخدامًا صحيحًا
«في رحلتي عرَفتُ ثقافاتً جديدة، ومررت بمعالمٍ حضارية». صوِّب ما تحته خطٌّ في العبارة السابقة.
- ثقافاتٍ، معالمَ.
- ثقافاتَ، معالمَ.
- ثقافاتٍ، معالمٍ.
- ثقافاتَ، معالمِ.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «ثقافاتٍ، معالمَ»؛ لأنَّ جمعَ المؤنثِ السالِمَ «ثقافات» مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة نيابةً عَنِ الفتحةِ، وكلمة «معالم» اسمٌ ممنوعٌ مِنَ الصرفِ (التنوين)، وسبب مَنْعِه أنَّه على صيغة منتهى الجموع؛ ولذلك تكون علامةُ جرِّهِ الفتحةَ نيابةً عَنِ الكسرةِ؛ لأنَّه مُجرَّدٌ من «أل» والإضافة.
النِّقاط الرئيسية
الصرفُ المقصودُ به التنوينُ، وهو نونٌ ساكنةٌ تُنطَق في آخِر الاسم المُعرَب.
والاسمُ الذي يَلْحَقُهُ التنوينُ يُسمَّى «المصروف»، أمَّا الاسمُ الذي لا يَلْحَقُهُ التنوينُ فيُسمَّى «الممنوع من الصرف».
الممنوع من الصرف لعِلَّتَيْنِ:
العَلَم المؤنث، ويشمل المؤنث اللفظي والمعنوي مثل «فاطمة»، والمؤنث المعنوي مثل «مريم»، والمؤنث اللفظي مثل «أسامة».
العَلَم المؤنث الثلاثي، الساكن الوسط، الخالي من علامة التأنيث، يجوز صَرْفُهُ، ويجوز مَنْعُهُ من الصرف، مثل «هند».
العَلَم الأعجمي، مثل «يوسف»، وإذا كان ثلاثيًّا ساكنَ الوسطِ يُصرَف، مثل «نوح».
العَلَم المزيد في آخِره ألف ونون، مثل «زيدان»، فإذا كانت النونُ أصليةً صُرِفَ، مثل «برهان».
العَلَم على وزن الفعل، ويُقصَد به العَلَمُ الذي جاء على وزنٍ يَغلِبُ استخدامُهُ في الأفعال، مثل «أحمد».
العَلَم على وزن «فُعَل»، مثل «عُمَر».
العَلَم المُركَّب تركيبًا مزجيًّا، مثل «حضرموت».
الصفة على وزن «فَعْلان الذي مؤنثُهُ فَعْلى»، مثل «عَطْشان»، وأمَّا الصفةُ على وزن «فَعْلان الذي مؤنثُهُ فَعْلانة» فتُصرَف، مثل «فَرْحان».
الصفة على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ فُعْلى أو فَعْلاء»، مثل «أروع، أحمر»، وأمَّا الصفةُ التي تكون على وزن «أَفْعَل الذي مؤنثُهُ أَفْعَلة» فتُصرَف، مثل «أَرْبَع».
الصفة على وزن «فُعَل»، مثل «أُخَر» جمع «أُخْرى».
الصفة على وزن «فُعَال» و«مَفْعَل» من الأعداد من«١» إلى «١٠»، مثل «أُحَاد، مَوْحَد»، و«ثُنَاء، مَثْنَى».
الأسماء الممنوعة من الصرف لعِلَّةٍ واحدةٍ:
الاسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة، مثل «بُشْرى، نَجْوى، ذِكْرى».
الاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة، مثل «صحراء».
الاسم الذي يكون على صيغة منتهى الجموع، وهي كلُّ جمع تكسير ثالثُهُ ألفٌ بَعْدَها حرفان، مثل «مدارس»، أو ثلاثة أحرُفٍ أوسطُها ساكنٌ، مثل «تلاميذ»، فإذا كان أوسطُها مُتحرِّكًا تُصرَف، مثل «تلامِذة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق