ما هي سنن وفرائض ونواقض الوضوء؟

 

ما هي سنن وفرائض ونواقض الوضوء؟

ما هي فرائض الوضوء - موضوع

الوضوء
يُراد بالوضوء في اللغة: الحُسن والنظافة، أمّا في الشرع فهو: غسل وتطهير أعضاءٍ مخصوصةٍ بالماء بكيفيّةٍ وطريقةٍ مخصوصةٍ؛ تعبّداً لله –سبحانه-، وتقرّباً منه، فالوضوء من طرق تكفير الذنوب والسيئات ورفع الدرجات ونيل الحسنات، قال -عليه الصلاة والسلام-: "أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ...".

 

فرائض الوضوء
الفرائض جمع فرض، ويُراد به في اللغة: الجزم والقطع واللزوم، وهو في الشَّرع: الأمر الذي يترتّب على أدائه الثواب والأجر، ويترتّب على تركه العقاب والجزاء، والفرائض المتعلّقة بالوضوء هي:

غسل الوجه، ويكون الغسل بدءاً من مقدّمة الرأس إلى أسفل الذقن طولاً، ومن الأُذن إلى الأُذن الأخرى عرضاً.
غسل اليدَين إلى نهاية المرفَقَين.
مسح الرأس والأُذُنَين.
غسل القدَمَين مع الكعبَين.
الترتيب بين أفعال الوضوء.
الموالاة بين أفعال الوضوء، أي أن يكون غسل الأعضاء متتابعاً، دون تأخير بعضها على الآخر.


سنن الوضوء
يُراد بالسنّة في الفقه: الأمر الذي يترتّب على أدائه الثواب والأجر، ولا يترتّب على تركه أي جزاءٍ أو عقابٍ،

وسنن الوضوء هي:

التسوّك عند إرادة الوضوء.
غسل الكفّين ثلاث مرّات قبل البدء بالوضوء.
المضمضة بالفم والاستنشاق بالأنف قبل غسل الوجه، ويُسنّ تقديم المضمضة على الاستنشاق، وتكرارها ثلاث مرّاتٍ.
تكرار غسل أعضاء الوضوء ثلاث مرّاتٍ باستثناء الرأس؛ فيُمسح مرّةً واحدةً.
تقديم غسل اليد اليُمنى على اليُسرى، وكذلك تقديم القدم اليُمنى على اليسرى.
الدعاء وأداء ركعَتين بعد الوضوء.

كيفية الوضوء الكامل
يؤدّى الوضوء التام بالخطوات الآتية:

عقد النية في القلب على الوضوء.
التسمية بالله بقول: "الله أكبر".
غسل الكفّين مرةً، ويسنّ تكرار الغسل ثلاث مرّاتٍ.
مضمضة الفم واستنثاق الأنف، ويُسنّ تكرارهما ثلاث مرّاتٍ، على أن يكون إدخال الماء باليد اليمنى وإخراجها باليسرى.
غسل الوجه كاملاً مرةً واحدةً، ويُسنّ تكراره ثلاث مرّاتٍ.
غسل اليد اليمنى بدءاً من أطراف الأصابع إلى المرافق مع الحرص على غسل ما بين الأصابع مرةً واحدةً، ويُسنّ تكرار الغسل ثلاث مرّاتٍ.
غسل اليد اليسرى كاليُمنى.
مسح الرأس ثمّ الأُذنين مرّةً واحدةً.
غسل القدم اليُمنى بدءاً من أطراف الأصابع إلى ما فوق الكعب والحرص على وصول الماء إلى ما بين الأصابع مرةً واحدةً، ويُسنّ تكرار الغسل ثلاث مرّاتٍ.
غسل القدم اليُسرى كاليُمنى.
الدعاء بعد الوضوء بقول: "أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ"،

ثمّ قول: "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين".

نواقض الوضوء
تعرّف نواقض الوضوء بأنّها الأمور التي يفسد الوضوء بحدوثها، وهذا المقال يوضّح نواقض الوضوء عند أهل العلم.

الخارج من السّبيلين
ذهب أهل العلم إلى أنّ الخارج من القُبُل أو الدّبُر على نوعين:

الخارج المعتاد من السّبيلين
الخارج المعتاد من السّبيلين مثل: الغائط والبول، والمَذي، والرّيح من الدّبر، ودم الاستحاضة -وليس الحيض-، يقول ابن المنذر: "أجمعَ أهلُ العلمِ علَى أنَّ خُرُوجَ الغائِط من الدُّبُرِ وخُروجَ البَوْلِ من ذَكَرِ الرَّجُلِ وقُبُلِ المَرْأةِ، وخُرُوجَ المَذْىِ، وخُرُوجَ الرِّيحِ من الدُبُرِ، أحْداثٌ يَنْقُضُ كلُّ واحدٍ منها الطَّهارةَ، ويُوجِبُ الوُضُوءَ، ودَمُ الاسْتِحاضةِ يَنْقُضُ الطَّهارةَ في قَوْلِ عامَّةِ أهْلِ العِلْمِ"، والمَذي هو سائل رقيق يميل لونه إلى الصفرة، يخرج من القُبل عند تحرّك الشّهوة غالباً.

 

الخارج غير المعتاد من السّبيلين
الخارج غير المعتاد من السّبيلين مثل: الدّود والصّديد والقيح والدّم والحصى؛ فإنّ خروجه ناقضٌ للوضوء سواء خرج من الدّبر أو القُبل، وخالف المالكية هذا الرأيّ ولهم في المسألة تفصيل، وخلاصة قولهم أنّه لا ينتقض الوضوء إلا بالخارج المعتاد من المخرج المعتاد

 

النّجاسة الخارجة من غير السّبيلين
ذهب كثير من أهل العلم ومنهم الحنفية والحنابلة أنّ البول والغائط إنْ خرج من غير سبيله المعتاد لمرض ونحوه؛ فإنّه ينقض الوضوء، وذلك لعموم قوله -تعالى- (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ)، فالعبرة عندهم بالخارج لا بالمخرج. وكذا الأمر بالنّسبة للدّم والقيء عند جمع من أهل العلم، في حين ذهب المالكية والشّافعية إلى أنّ النجاسات من غير السبيلين لا تنقض الوضوء، ويكتفى بتطهير المكان.

 

غياب العقل
ذكر أهل العلم أنّ غياب العقل بالإغماء أو الصّرع أو الجنون أو بتعاطي النبج أو الخمر والحشيش ونحو ذلك من مغيّبات الوعي والعقل يفسد الوضوء، وهذا باتفاق جماهير أهل العلم.

 

النّوم
المذاهب الفقهية لها تفصيل في مسألة انتقاض الوضوء بسبب النّوم، فذهب الحنفية أنّ النوم ليس بناقض للوضوء بذاته؛ فإذا نام وهو جالس ومقعدته متمكّنة من الأرض أو صلب غيرها فإنه لا ينتقض وضوءه، وذهب المالكية إلى أنّ النوم ينتقض به الوضوء إنْ كان ثقيلاً؛ بحيث لا يسمع معه الأصوات ولا يحسّ بما يجري حوله.

 

وذهب الشافعية إلى النّوم ناقض بذاته للوضوء، وذلك في حال لم يكن ممكّناً مقعده، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ النّائم انتقض وضوءه لمجرّد النّوم، حتى لو وضع مقعدته على أي شيء صلب يأمن معه خروج ريح، وترخّصوا في النّوم اليسير.

 

مسّ الفرج

تعدّدت آراء أهل العلم بحكم انتقاض الوضوء بمسّ الفرج تبعاً لما اعتمد عليه كل رأيّ من أدلة، حيث ذهب بعضهم إلى أنّ مسّ الفرج لا ينقض الوضوء، ووذهب آخرون إلى أنّه ينقض، وفرّق جماعة من أهل العلم؛ فقالوا إنْ مسّ بشهوة انتقض وضوءه، وإلا فلا، والأحوط في المسألة أنْ يتوضّأ المسلم إنْ مسّ ذكره سواءً كان بشهوة أو بدون شهوة، وذلك خروجاً من الخلاف واحتياطاً لعبادته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق