وهو ما يطلق عليه .....
Psychopathic personality
بالرغم من أن هذا الاسم قد اختفى من أغلب التصانيف المتفق عليها للأمراض النفسية ، فإنه من خلال هذا المفهوم التركيبى والنموى لابد وأن يحتفظ به إذ يعرض تركيبا خاصا وفريدا يستحق أن يظل مستقلا دون أن يدرج فى غيره من فئات.
1- القوة الزائفة فى السيكوباتى
موقف السيكوباتى موقف خاص ، ففى كل الأمراض حتى المرض البارنوى ، يبدو المريض مريضا يستحق الشفقة، ولكن السيكوباتى على العكس من ذلك يبدو أنه:
أ- شخص واثق من نفسه.
ب- قوى لايهمه شئ.
ج- مهاجم بلا ترو.
د- معتز بذاته على حساب الآخرين صراحة.
حتى أن وصفه الأساسى يتم بألفاظ أخلاقية مثل الكذب والنفاق والأنانية والنذالة إلى آخر هذه القائمة من السباب، وفى نفس الوقت نقل الأوصاف الأعراضية مثل الاكتئاب والهلاوس والقلق ... الخ.وصعوبة رؤية السيكوباتى من الداخل صعوبة شديدة ، وذلك أن البحث فى أعماق السيكوباتى يحتاج إلى أمرين من الباحث:أولا: أن يرى هذا الجزء هو ذاته وأن يقبله تدريجيا ليستطيع توجيهه والسيطرة عليه ثم استيعابه ولافيا.
وثانيا: أن يصبر على طول سوء الفهم والإنكار الذى سيرفضه بهما السيكوباتى رفضا ملحا ومناورا.ومشكلة السيكوباتى:ليست فى ظاهر سلوكه بقدر ما هى فى ضعف كيانه الداخلى ( الذات الداخلية ) وتشوهه وعجزه.
وإذا كان البارنوى قد حل هذه المشكلة بالتوجس والحذر والاقتراب مع وقف التنفيذ ، وكان الفصامى قد حلها بالانسحاب العدمى والنكوص والتفكك ، فإن السيكوباتى يحلها جزئيا بإطلاقها فجة منفرة متحدية ، ثم بإخفاء ما تبقى
منها بالاضافة إلى ماتيسر من السلوك الدمث العادى داخل أعماقة.
وفى قمة تحديه باللا أخلاق والتعدى والأنانية يمكن إذا أحسنا الانصات إلى عمق أعماقه ، يمكن أن نسمع صراخه:
1- لست أنا، لست أنا ، هذا الذى ترونه لست أنا.
2- لاتجزع منى.
3- إذا لو أمعنت الرؤية ، لوجدت الإنسان الضائع بين ضلوعى طفلا أعزل.وإذ يبدو متوحشا معتديا لاخلاق له فى ظاهر الصورة الكلينيكية يمكن للباحث أن يتبين أن هذا السلوك هو دفاع عن ذلك الضعف الداخلى، وفى نفس الوقت فإن هذا السلوك هو تفعيل Acting out لمحتوى اللاشعور. بمعنى:أن الذاتية والانفرادية وإلغاء الآخر بدلا من أن تكون قابعة فى اللاشعور فى الأحوال العادية تظهر فى السلوك بطريق غير مباشر ، فإنها عند السيكوباتى تخرج فى سلوك يلبس شكل السواء مباشرة ، ولكنه يحقق هذه الذاتية فى فعل معلن مباشر.
ورغم هذا التفعيل: الذى يطلق للأنانية العنان ، والذى يسمح للعدوان بالظهور متحديا إلا أن الأمر ليس مجرد ردة إلى المراحل البدائية بقدر ما هو أسلوب دفاعى ضد الضعف الداخلى والهجوم الحقيقى والمتخيل من جانب العالم الخارجي.
ويبدو موقف السيكوباتى من الداخل:
موقفا متحديا يرينا ما نحاول أن تخفيه فى أنفسنا عن أنفسنا ، وإدراك هذه الحقيقة ابتداء يعتبر من أهم الخطوات
الأولى التى تسمح لنا برؤية حقيقته.والسيكوباتى بوجه خاص: يعرف السيكوباثولوجى ، ويتكلم بطريقة تقترب من الرؤية الذهانية والوعى الذهانى ، وكثيرا ما يخدع الفاحص والباحث فى هذه الرؤية التى تبدو صادقة وعميقة ، وكثيرا ما تحاك القصص وتكتب الروايات عن هذه الرؤية الأعمق، وكثيرا ما يقع الرواة والأدباء والمتأديون فى الإعلاء من شأن مثل هذه الرؤية ، ومن شأن صاحبها حتى ليبدو السيكوباتى وكأنه البطل عميق النظرة العارف بالحقيقة.إذا فالسيكوباتى: رغم اتباعه لهذا الأسلوب اللا أخلاقى ، إنما يدمغ الأخلاق المسطحة التى لم تثر وجوده الحقيقى ، ولم ترض احتياجه الأعمق ، وهو يحتمى صراحة بعدوانه وأنانيتة من هذه الخدع الجارية على حد إدراكه ، الأمر الذى لابد أن يوضع فى الاعتبار كوجهة نظر ، إذ ليس معنى أن الشخص العادى يرضى بهذا المستوى من التواصل أن نقر ونعترف أن هذا المستوى المسطح هو الجرعة الكافية لإتراء وتغذية الوجود البشرى المعاصر، وصيحة
السيكوباتى المحتجة - قولا أو سلوكا - على هذا الذى يجرى هى صيحة لها وجاهتها ...!
وهو إذ يحتج على هذه القيم: لايعدل عنها ، بل يتمادى فى تفعيلها تفعيلا سلوكيا مباشرا ، وكأن لسان حاله يقول بسلوكه: " هذا أنا ذا ببشاعتى أريكم ما هو أنتم فى خداع وجودكم ".
والكراهية والرفض التى يدمغ بها المجتمع السلوك السيكوباتى هى: خوف ضمنى من كشف جوهر بعض الخدع التى يعيشها الفرد العادى.
وعلى النقيض من ذلك: فإن إعلاء شأن ثورة السيكوباتى فى الأعمال الفنية أساسا ، والأنشطة العدمية والشللية المنحرفة ، هى الوجه الآخر لهذا الاحتجاج رغم عجزه وإشلاله.
فإعلان السيكوباتى: رفضه لكذب الحب ، ولهذا اللغو الذى يسمى صدقا ، ولما يحوى ادعاء الحق من سف خداع ، وهو إعلان من قبيل الألعاب النارية لأنه لا يعطى بديلا ، وليس على السيكوباتى ( مثله مثل الفنان ) - بداهة - أن يعطى البديل.
إلا أن الطب النفسى ، وعلم السيكوباثولوجى خاصة: لابد وأن يقوم هذه الرؤية فى حجمها العلمى ، وليس فى بريقها الفنى أوفى رفضها الأخلاقى وحجمها العلمى يقول إنها رؤية صادقة ولكنها فاشلة وهى احتجاج له ما يبرره ولكنه يتم بطريقة تحطيمية عدوانية مرضية بالمقاييس الصحية البنائية ، وبالرغم من أنه يقوم بالنيابة عن بعضنا بإعلان زيف هذه القيم بتفعيلها سلوكا منفردا رغم بريقه ، فإنه يسهم فى رفض رؤيته لأنه يمثل الفشل مجسدا رغم صياحه بما هو صدق من خلالها.
إذا فعدوان السيكوباتى يأتى من مصادر مختلفة ، ويبدو فى أشكال متعددة.
أما مصادره فيمكن تعدادها فيما يلى:
1- فرط الضعف الداخلى ، فالعدوان هنا هو الغطاء الذى يخفى هذا الضعف.
2- الحاجة الملحة إلى الآخر ، مع اليأس الشديد من إمكان تحقيق هذه الحاجة من واقع هذه الرؤية القاسية الصريحة.
3- التفاعل للإهمال والترك ، فهو " يفرض نفسه " من خلال عدوانه.
4- الانتقام من الظلم ( الحقيقى ، أو المبالغ فيه ، أو المتصور ) الذى لقيه طفلا وكبيرا.
5- تأكيد الذات ، مع المبالغة فى الذاتوية المصاحب بعدم مراعاة الآخرين بأى صورة وبأى درجة.
أما أشكال العدوان:أ- فمنها السلبى:
بالتخلى ، والذاتوية ، والإغفال ، والإلغاء ، والطنبلة.
ب- ومنهما الإيجابى المباشر:
بالايذاء والاعتداء على ما للغير ، أو حريتهم ، أو حتى حياتهم.
إن المشكلة السيكوباثولوجية فى هذا النمط هو أن السيكوباتى: منذ نشأته الأولى يفتقر إلى التغذية البيولوجية التى تسمح له بالنمو التلقائى الذاتى، فإن السيكوباتى عادة ينشأ فى بيئة تتصف بأقل درجة من الاعتراف كآخرين ، وأكبر درجة من استعمال الآخرين كأشياء.
وهذا يتم بوجه خاص حين يكون المجتمع عامة ، ومجتمع الأسرة خاصة غير آمن بأى درجة كافية، الشخصية متوقفى النمو، وأخيرا حين تكون الأهداف التنافسية مستنفذه لكل المستقبل غير موجود (بذاته) فى وعى الآخرين.
ويمكننا ترجمتها كما يلي:
" هل تذكر يا من تشكو الآن كيف لفظت وجودي ؟".
ومن أهم مظاهر " لفظ وجود الطفل والغاؤه " هو:
أن الطفل فى هذه الظروف يقوم بأدوار كلها لانتعلق بوجوده هو ، بل بقيمتة المفترضة التابعة من احتياج الآخرين القريب.
أي أن الوجود المتجمد ( ضد النامي ) هو: وجود ضائع لامحالة ، وهو الوجود الغالب فى بيئة السيكوباتى ( طفلا ).
ونتاجه الطبيعى هو:
1- أن يقوم الطفل بنقيض الوجود الظاهر للوالدين ( أو أحدهما ).
ومثال ذلك:
أن الوالد المتزمت خلقيا ، المحبوس فكريا ، المقهور اجتماعيا ، يسقط داخله على طفله ليقوم عنه وله بالوجه الآخر مما لم يستطع هو تحقيقه.
لذلك ترى:أن عددا لا بأس به من السيكوباتيين يأتون من أسر متزمتة.
والتفسير السطحى لهذه الظاهرة هى أنهم: يحتجون على هذا التزمت.
فى حين أن التفسير الأعمق هو أن: هذا السلوك النقيضى قد يكون الوجه الآخر المعبر عن '" لاشعور " الوالد ( مثلا ) ، وقد يتم ذلك شعوريا تحت عناوين العطف والحنان والتعلق المفرط ، وقد يتم لاشعوريا بالسماح الفعلى ( دون القولى ) لتثبيت عادات التسيب وعدم الالتزام.
2- قد يمثل الطفل مجرد أمل أطول عمرا لتحقيق كل ما حرم منه هو.
فالوالد ( أو الوالدة ) الذى كتعويض مباشر لقهره الداخلى وخوفه المفرط من تكرار ذلك ، وهنا ترتفع شعارات التربية الحديثة وما إليها لدرجة تحرم الطفل من معالم التعليم الأساسية ، لا لحساب انطلاق قدراته الفطرية ، ولكن لحسابات والدية تعويضية ، وبالتالى فهذا نوع آخر من الضياع من خلال إطلاق حرية طفلية " مستمرة " يدفع ثمنها الطفل بالتالى ضياعا من نوع آخر ، عكسى فى الظاهر ولكنه مساو فى الواقع.3- بمجرد ظهور السلوك السيكوباتى ( وهو يظهر كسلوك طبيعى - على فترات - أثناء النمو فى الطفولة ) قد يوجه الوالد ( أو الوالدة ) الهجوم الحاد على هذا السلوك فى محاولة إخفاء جذوره داخل الوالد من ناحية ، وفى محاولة تيرير شقائة وضياعه وخيبة أمله.وهذا وذاك - طالما أنه يقوم بوظيفة لدى المهاجم - إنما: يثبت هذا السلوك ويدعمه ، وبدلا من أن يمر به الطفل كفترة عابرة وطبيعية ، يتوقف عنده ويتكرر فى طبقية Stereotypy ثابتة.
وفى حالة السيكوباتى نجد أن نوعا خاصا من المعاملة مزدوجة الوثاق هى: المهيئة لتنمية السلوك السيكوباتى ، ألا وهى المظهر الخلقى المتزمت فى ظاهر السلوك المواكب فى نفس الوقت لرسائل غير لفظية نابغة من اللاشعور ، تدل على عكس ذلك تماما من تسيب ، ولا أخلاق.
الأمر الذى: قد يظهر أحيانا فى السلوك الواعى فى جزئيات متفرقة غير مترابطة ، ومن خلال استقبال الطفل الكلى لهذا التناقض المخلى بأى تناسق لازم للنمو يكون النتاج لا تناسق مقابل يظهر كما هو فى حالة الفصام ، أو يرجح تفعيل الجانب اللا أخلاقى التسيبى كمهرب من - ودفاع ضد - هذا اللاتناسق السلوكى الفصامى المحتمل
http://gzl7.net/vb/showthread.php?t=495
بالرغم من أن هذا الاسم قد اختفى من أغلب التصانيف المتفق عليها للأمراض النفسية ، فإنه من خلال هذا المفهوم التركيبى والنموى لابد وأن يحتفظ به إذ يعرض تركيبا خاصا وفريدا يستحق أن يظل مستقلا دون أن يدرج فى غيره من فئات.
1- القوة الزائفة فى السيكوباتى
موقف السيكوباتى موقف خاص ، ففى كل الأمراض حتى المرض البارنوى ، يبدو المريض مريضا يستحق الشفقة، ولكن السيكوباتى على العكس من ذلك يبدو أنه:
أ- شخص واثق من نفسه.
ب- قوى لايهمه شئ.
ج- مهاجم بلا ترو.
د- معتز بذاته على حساب الآخرين صراحة.
حتى أن وصفه الأساسى يتم بألفاظ أخلاقية مثل الكذب والنفاق والأنانية والنذالة إلى آخر هذه القائمة من السباب، وفى نفس الوقت نقل الأوصاف الأعراضية مثل الاكتئاب والهلاوس والقلق ... الخ.وصعوبة رؤية السيكوباتى من الداخل صعوبة شديدة ، وذلك أن البحث فى أعماق السيكوباتى يحتاج إلى أمرين من الباحث:أولا: أن يرى هذا الجزء هو ذاته وأن يقبله تدريجيا ليستطيع توجيهه والسيطرة عليه ثم استيعابه ولافيا.
وثانيا: أن يصبر على طول سوء الفهم والإنكار الذى سيرفضه بهما السيكوباتى رفضا ملحا ومناورا.ومشكلة السيكوباتى:ليست فى ظاهر سلوكه بقدر ما هى فى ضعف كيانه الداخلى ( الذات الداخلية ) وتشوهه وعجزه.
وإذا كان البارنوى قد حل هذه المشكلة بالتوجس والحذر والاقتراب مع وقف التنفيذ ، وكان الفصامى قد حلها بالانسحاب العدمى والنكوص والتفكك ، فإن السيكوباتى يحلها جزئيا بإطلاقها فجة منفرة متحدية ، ثم بإخفاء ما تبقى
منها بالاضافة إلى ماتيسر من السلوك الدمث العادى داخل أعماقة.
وفى قمة تحديه باللا أخلاق والتعدى والأنانية يمكن إذا أحسنا الانصات إلى عمق أعماقه ، يمكن أن نسمع صراخه:
1- لست أنا، لست أنا ، هذا الذى ترونه لست أنا.
2- لاتجزع منى.
3- إذا لو أمعنت الرؤية ، لوجدت الإنسان الضائع بين ضلوعى طفلا أعزل.وإذ يبدو متوحشا معتديا لاخلاق له فى ظاهر الصورة الكلينيكية يمكن للباحث أن يتبين أن هذا السلوك هو دفاع عن ذلك الضعف الداخلى، وفى نفس الوقت فإن هذا السلوك هو تفعيل Acting out لمحتوى اللاشعور. بمعنى:أن الذاتية والانفرادية وإلغاء الآخر بدلا من أن تكون قابعة فى اللاشعور فى الأحوال العادية تظهر فى السلوك بطريق غير مباشر ، فإنها عند السيكوباتى تخرج فى سلوك يلبس شكل السواء مباشرة ، ولكنه يحقق هذه الذاتية فى فعل معلن مباشر.
ورغم هذا التفعيل: الذى يطلق للأنانية العنان ، والذى يسمح للعدوان بالظهور متحديا إلا أن الأمر ليس مجرد ردة إلى المراحل البدائية بقدر ما هو أسلوب دفاعى ضد الضعف الداخلى والهجوم الحقيقى والمتخيل من جانب العالم الخارجي.
ويبدو موقف السيكوباتى من الداخل:
موقفا متحديا يرينا ما نحاول أن تخفيه فى أنفسنا عن أنفسنا ، وإدراك هذه الحقيقة ابتداء يعتبر من أهم الخطوات
الأولى التى تسمح لنا برؤية حقيقته.والسيكوباتى بوجه خاص: يعرف السيكوباثولوجى ، ويتكلم بطريقة تقترب من الرؤية الذهانية والوعى الذهانى ، وكثيرا ما يخدع الفاحص والباحث فى هذه الرؤية التى تبدو صادقة وعميقة ، وكثيرا ما تحاك القصص وتكتب الروايات عن هذه الرؤية الأعمق، وكثيرا ما يقع الرواة والأدباء والمتأديون فى الإعلاء من شأن مثل هذه الرؤية ، ومن شأن صاحبها حتى ليبدو السيكوباتى وكأنه البطل عميق النظرة العارف بالحقيقة.إذا فالسيكوباتى: رغم اتباعه لهذا الأسلوب اللا أخلاقى ، إنما يدمغ الأخلاق المسطحة التى لم تثر وجوده الحقيقى ، ولم ترض احتياجه الأعمق ، وهو يحتمى صراحة بعدوانه وأنانيتة من هذه الخدع الجارية على حد إدراكه ، الأمر الذى لابد أن يوضع فى الاعتبار كوجهة نظر ، إذ ليس معنى أن الشخص العادى يرضى بهذا المستوى من التواصل أن نقر ونعترف أن هذا المستوى المسطح هو الجرعة الكافية لإتراء وتغذية الوجود البشرى المعاصر، وصيحة
السيكوباتى المحتجة - قولا أو سلوكا - على هذا الذى يجرى هى صيحة لها وجاهتها ...!
وهو إذ يحتج على هذه القيم: لايعدل عنها ، بل يتمادى فى تفعيلها تفعيلا سلوكيا مباشرا ، وكأن لسان حاله يقول بسلوكه: " هذا أنا ذا ببشاعتى أريكم ما هو أنتم فى خداع وجودكم ".
والكراهية والرفض التى يدمغ بها المجتمع السلوك السيكوباتى هى: خوف ضمنى من كشف جوهر بعض الخدع التى يعيشها الفرد العادى.
وعلى النقيض من ذلك: فإن إعلاء شأن ثورة السيكوباتى فى الأعمال الفنية أساسا ، والأنشطة العدمية والشللية المنحرفة ، هى الوجه الآخر لهذا الاحتجاج رغم عجزه وإشلاله.
فإعلان السيكوباتى: رفضه لكذب الحب ، ولهذا اللغو الذى يسمى صدقا ، ولما يحوى ادعاء الحق من سف خداع ، وهو إعلان من قبيل الألعاب النارية لأنه لا يعطى بديلا ، وليس على السيكوباتى ( مثله مثل الفنان ) - بداهة - أن يعطى البديل.
إلا أن الطب النفسى ، وعلم السيكوباثولوجى خاصة: لابد وأن يقوم هذه الرؤية فى حجمها العلمى ، وليس فى بريقها الفنى أوفى رفضها الأخلاقى وحجمها العلمى يقول إنها رؤية صادقة ولكنها فاشلة وهى احتجاج له ما يبرره ولكنه يتم بطريقة تحطيمية عدوانية مرضية بالمقاييس الصحية البنائية ، وبالرغم من أنه يقوم بالنيابة عن بعضنا بإعلان زيف هذه القيم بتفعيلها سلوكا منفردا رغم بريقه ، فإنه يسهم فى رفض رؤيته لأنه يمثل الفشل مجسدا رغم صياحه بما هو صدق من خلالها.
إذا فعدوان السيكوباتى يأتى من مصادر مختلفة ، ويبدو فى أشكال متعددة.
أما مصادره فيمكن تعدادها فيما يلى:
1- فرط الضعف الداخلى ، فالعدوان هنا هو الغطاء الذى يخفى هذا الضعف.
2- الحاجة الملحة إلى الآخر ، مع اليأس الشديد من إمكان تحقيق هذه الحاجة من واقع هذه الرؤية القاسية الصريحة.
3- التفاعل للإهمال والترك ، فهو " يفرض نفسه " من خلال عدوانه.
4- الانتقام من الظلم ( الحقيقى ، أو المبالغ فيه ، أو المتصور ) الذى لقيه طفلا وكبيرا.
5- تأكيد الذات ، مع المبالغة فى الذاتوية المصاحب بعدم مراعاة الآخرين بأى صورة وبأى درجة.
أما أشكال العدوان:أ- فمنها السلبى:
بالتخلى ، والذاتوية ، والإغفال ، والإلغاء ، والطنبلة.
ب- ومنهما الإيجابى المباشر:
بالايذاء والاعتداء على ما للغير ، أو حريتهم ، أو حتى حياتهم.
إن المشكلة السيكوباثولوجية فى هذا النمط هو أن السيكوباتى: منذ نشأته الأولى يفتقر إلى التغذية البيولوجية التى تسمح له بالنمو التلقائى الذاتى، فإن السيكوباتى عادة ينشأ فى بيئة تتصف بأقل درجة من الاعتراف كآخرين ، وأكبر درجة من استعمال الآخرين كأشياء.
وهذا يتم بوجه خاص حين يكون المجتمع عامة ، ومجتمع الأسرة خاصة غير آمن بأى درجة كافية، الشخصية متوقفى النمو، وأخيرا حين تكون الأهداف التنافسية مستنفذه لكل المستقبل غير موجود (بذاته) فى وعى الآخرين.
ويمكننا ترجمتها كما يلي:
" هل تذكر يا من تشكو الآن كيف لفظت وجودي ؟".
ومن أهم مظاهر " لفظ وجود الطفل والغاؤه " هو:
أن الطفل فى هذه الظروف يقوم بأدوار كلها لانتعلق بوجوده هو ، بل بقيمتة المفترضة التابعة من احتياج الآخرين القريب.
أي أن الوجود المتجمد ( ضد النامي ) هو: وجود ضائع لامحالة ، وهو الوجود الغالب فى بيئة السيكوباتى ( طفلا ).
ونتاجه الطبيعى هو:
1- أن يقوم الطفل بنقيض الوجود الظاهر للوالدين ( أو أحدهما ).
ومثال ذلك:
أن الوالد المتزمت خلقيا ، المحبوس فكريا ، المقهور اجتماعيا ، يسقط داخله على طفله ليقوم عنه وله بالوجه الآخر مما لم يستطع هو تحقيقه.
لذلك ترى:أن عددا لا بأس به من السيكوباتيين يأتون من أسر متزمتة.
والتفسير السطحى لهذه الظاهرة هى أنهم: يحتجون على هذا التزمت.
فى حين أن التفسير الأعمق هو أن: هذا السلوك النقيضى قد يكون الوجه الآخر المعبر عن '" لاشعور " الوالد ( مثلا ) ، وقد يتم ذلك شعوريا تحت عناوين العطف والحنان والتعلق المفرط ، وقد يتم لاشعوريا بالسماح الفعلى ( دون القولى ) لتثبيت عادات التسيب وعدم الالتزام.
2- قد يمثل الطفل مجرد أمل أطول عمرا لتحقيق كل ما حرم منه هو.
فالوالد ( أو الوالدة ) الذى كتعويض مباشر لقهره الداخلى وخوفه المفرط من تكرار ذلك ، وهنا ترتفع شعارات التربية الحديثة وما إليها لدرجة تحرم الطفل من معالم التعليم الأساسية ، لا لحساب انطلاق قدراته الفطرية ، ولكن لحسابات والدية تعويضية ، وبالتالى فهذا نوع آخر من الضياع من خلال إطلاق حرية طفلية " مستمرة " يدفع ثمنها الطفل بالتالى ضياعا من نوع آخر ، عكسى فى الظاهر ولكنه مساو فى الواقع.3- بمجرد ظهور السلوك السيكوباتى ( وهو يظهر كسلوك طبيعى - على فترات - أثناء النمو فى الطفولة ) قد يوجه الوالد ( أو الوالدة ) الهجوم الحاد على هذا السلوك فى محاولة إخفاء جذوره داخل الوالد من ناحية ، وفى محاولة تيرير شقائة وضياعه وخيبة أمله.وهذا وذاك - طالما أنه يقوم بوظيفة لدى المهاجم - إنما: يثبت هذا السلوك ويدعمه ، وبدلا من أن يمر به الطفل كفترة عابرة وطبيعية ، يتوقف عنده ويتكرر فى طبقية Stereotypy ثابتة.
وفى حالة السيكوباتى نجد أن نوعا خاصا من المعاملة مزدوجة الوثاق هى: المهيئة لتنمية السلوك السيكوباتى ، ألا وهى المظهر الخلقى المتزمت فى ظاهر السلوك المواكب فى نفس الوقت لرسائل غير لفظية نابغة من اللاشعور ، تدل على عكس ذلك تماما من تسيب ، ولا أخلاق.
الأمر الذى: قد يظهر أحيانا فى السلوك الواعى فى جزئيات متفرقة غير مترابطة ، ومن خلال استقبال الطفل الكلى لهذا التناقض المخلى بأى تناسق لازم للنمو يكون النتاج لا تناسق مقابل يظهر كما هو فى حالة الفصام ، أو يرجح تفعيل الجانب اللا أخلاقى التسيبى كمهرب من - ودفاع ضد - هذا اللاتناسق السلوكى الفصامى المحتمل
http://gzl7.net/vb/showthread.php?t=495
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق