الخبرة المصريّة للخلاص من الورطة الإخوانيّة (1)

ما بهذه الضحالة التى شاهدتها على قناة المحور ( 90 دقيقة )نواجه الدعوةالتى تتسرّب فى خفاء لحلّ معضلة مصر التى تسبّب فيها الإخوان . التنظيم الإرهابى , والدعوة الأرهابيّة المتعصّبة الطائفيّة , المؤلّبّة للمسلمين على بعضهم وعلى الأقباط وغيرهم ..ما بهذا الكلام الذى يدعو للا شمئزاز يمكننا أن نصنع حلاّ لآلاف ينتمون إلى أسر مصريّة , ساقتهم اللوثة إلى مصير مؤلم , وساقت المصريين إلى الحرب على الإرهاب
وحالة الطوارىء ومبررات انتقاص حرّيتنا فيما يشبه قفل مناخ الحرّية والديموقراطيّة وحقّ المصريين فى التظاهرواحتياجات اآللتحوّل السلمى إلى تبادل السلطة . نريد قولا حاسما ,فصل الخطاب ..
قبل أن أصل إلى وعى 25يناير و30يونيو ,اسمحوا لى أن اقتبس من وعى المصريين فى تسعينات القرن العشرين محاولين تصفية هذه المعضلة .. نعم تصفية لاتقوم بعدها قائمة “للإخوان “وكلّ ماخرج من عباءتهم من جماعات الإسلام السياسى 
*\

كم هو عمل , رائع ومتحضّر ,هذا الذى قام به أطبّاء الاسكندرية ,وبدأ عفوا فى إحدى الأمسيات بمستشفى جمال عبدالناصر للتأمين الصحّى . ليلتها احتدم النقاش بين ممثّلى جماعات الإخوان يقودهم د. إبراهيم الزعفرانى وبين ممثّلى مختلف الأطباء حول رؤية مستقبليّة للعمل النقابي الطبّى فى مصر.يعيدلنقابات الأطباء دورها ووجها مشرقا يتصدّى لتنظيم مهنة الطب وأحوال الرعايةالصحيّة للمواطن المصرى , ومعالجة أحوال الأطباء وخاصة شبابهم: ابتداءا من المطالب الفئوية , وصولا الى التعليم المستمرّ والتدريب ونهاية برعاية الأطباء وأسرهم . فى تلك الليلة أفرغ الأطبّاء مابدا خلهم وتسابق فى إفراغ ما تختزنه صدورهم , من مرارة الممارسات المستبدة , المستفزّة لجماعة التيار الاحوانى ومن لفّ لفّهم ..كان الاجتماع حيويا ومتفجّرا وكان على المسلمين قبل المسيحيين أن يضعوا أمام الجميع ما أوقدته أفواه الإخوان وأشعلته أياديهم..وعقّبت : وهذا ولم يتمكّنوا إلا من النقابات بعد , ماذا ينتظرك يامصر ؟ وأمسك طبيب بالمايك وصاح بأعلى صوته : إنّهم يحرّمون التليفزيون فى نادى الأطباْء ! وأسرع آخر وتكلّم فى أسى, عن منعه من دخول النادى بصحبة ابنته الصبيّة الصغيرة , لأ نّها ترتدى بنطلون استرتش ! وانفجرت عميدة المعهد العالى للصحة : لقد منعونى من الاشتراك فى رحلة للنقابة داخل مصر, وطلبوا منى محرم !زوجى أو أخى فأولادى صغار لايصلحون ..ولم تعد العميدة تملك أعصابها وهى تردّد : محرم .. محرم لكى أتفسّح وافسّح ولادى ويالغباء ماينتظركم يانساء مصر , فى بلدى ووسط أبنائى وزملائى لآيمكن أن أطلع رحلة بدون محرم ..ماذا تنتظرون ياحكما .. حتى يحكموكم! وطوّحت بالمايكروفون .. ليلتقطه أخصائى عظام , قبطى صعيدى مشهور بظرفه : قام يهدّىء الجوّ:كلّكم درستم التشريح, الزمّار لايخفى ذقنه كلّنا أطبّاء مصريون .. هل وجدتم اختلافا بين جسد مسلم وأخر جبطى ؟ هل قابلتم عضمة زرجا ؟ أولى بنا أن ننصرف إلى مشاكل مهنتنا وأحوالها . مايحدث سببه جهل ومن من ؟ من الحكما .. ياعينى عالفجرا واللى متعلموش .
واقع الحال أنه من دار الحكمة فى القاهرة إلى نادى الأطباء فى الاسكندريّة إلى مقرّات النقابات بالأ قاليم ,عمّت دلائل من الأقوال والأفعال , على أنّ هذه المقرّات تحوّلت إلى شعب للإخوان 
فلنفكّر فى حلّ جماهيرى :

أخذت خطواتى الأولى على طريق السياسة فى شعبة من شعب ” جماعةالإخوان” دخلت معهم سجن طنطا ,اشتركت فى مظاهراتهم وأنشطتهم ومعسكراتهم وتدرّبت على السلاح وأحسست وخمّنت حول رغبتهم فى حكم مصر انطلاقا نحودولة الخلافة الإسلامية .. اقتربت من كثير من قادتهم .. استمعت إلى سيد قطب يحاضرنا ” فى ظلال القرآن , فى صحراء حلوان , وتساألت فى داخلى : لماذا تهوى الجماعة اللقاء بكادرها فى الأماكن النائية ؟عشت معهم محنتهم فى السجن الحربى,وتأكّدت أنهم قوم تقيّة ويجيدون مقولة ” انحنى للعاصفة ” محنة تعقبها منحة ..وكأنّهم متأكّدون أنهم وجدوا ليعيشوا للأبد وبعدالصدامات مع جماهيرهم ودولتهم,دائما تنهض دعوة للمصالحة وذات مبررات ! فجأة تظهر الحاجة إليهم وإلى دعوتهم.. لم تكن الجماهير أو الشعب , , إنّما الدولة والحاكم ,يقدّمون طوق النجاة ! ضربوا حرّية الجماهير وعلاقتهم بالشارع المصرى , وعاد السادات يستنهض بدعوةالإخوان الذين اغتالوه جماهيرية الإخوان لآسستعمالها فى تضليل الشارع .. وقام الرئيس أنور السادات يتصالح معهم , وفى نفسه ونظامه ودولته ألف صلة

ظهر الرئيس أنور السادات ,يوارب الباب ” للإخوان ,الذين اغتالوه وهو على قمّة استعراضه لقوّته العسكريّة لتضخ العملية برمّتها الفهم الحقيقى لعلاقة المصريين بهذا التنظيم الإرهابى ودعوته :
*- المصريون لم يعجبو يوما ما بالإخوان وتعصّبهم وعنفهم وإرهابهم . لكن الإعدام والتعذيب فى السجون والمعتقلات, لايمكن أن يستمرّ كوسائل أمّة متحضرة لفتح باب على حقيقتهم . ربّما استغلّوه.. قد تبرّرون المحاكم الاستثنائية ,وجمال سالم يرأس إحداها ويطلب من المتّهم أن يقرأ الفاتحة من الشمال إلى اليمين أو من أسفل إلى أعلا ! قد يمرّ السجن الحربى فتحصلون على ” حمزةالبسيونى” ليحمل كأداة القدرة على إبداع وتنفيذ ألوان التعذيب يحمل عار تعذيب الناس لانتزاع أفكارهم . فيمتزج انحطاط حمزة البسيونى بإنجازات عبد الناصر , وتختلط البطولة بسفح الدم وإهداره ويتوه المصريّون فى حيرة فصل أخلاط المزيج وتنقية العنف الحقيقى للإخوان من الندالة والجبن والحقارة فى اللواء حمزة البسيونى وزبانيته . 
*=لم يتح نظام عبد الناصر ,إعلاما أو ثقافة , تتيح للمصريين فهم مافعله مع الإخوان ملاينة واختيار وزراء من بينهم , حيث قام بحلّ جميع الأحزاب المصريّة فيما عدا جماعة الإخوان !وكأنّه أجّلهم حتى قام السمكرى محمود عبد اللطيف بإطلاق رصاصات طائشة على عبد الناصر فى ميدان المنشيّة بالإسكندرية , لتغنّى أمّ كلثوم : ياجمال يامثال الوطنية , أجمل أعيادنا المصريّة بنجاتك يوم المنشيّة . تدار الأغنية , ليدور مع صوت ثومة ,صرخات الإخوان يعذبون وتنتزع أظافرهم واعترافاتهم بالسجن الحربى .. وتدور فى المجتمع المصرى , التساؤلات حول حادث المنشية ,مؤامرة وتمثيلية أم حقيقة !
*-الدولة التى اكتشفت حمزة البسيونى, واسماعيل همّت وعبد اللطيف رشدى والمصيلحى وغيرهم وشغفت حبّاباقتنا هذه الأسماء, كانت تعبّر عن دور سياسى, قامت تثبّت زعامة وسلطانا ونفوذا. شغلها عن أن تعرف كيف تستخلص الأوفياء لمصر ,المصريون الأوفياء لبلدهم , ذوى الضمائر الأصفى والأنقى من كلّ الذين تلوّنوا وساروا فى صفوف طويلة للولاء المزيّف .. مات حمزة البسيونى السفاح ,ميتة بشعة إثر اصطدام سيارتة , بشاحنة تحمل أسياخاحديدية , وظهرت الترّهات حول انتقام السماء أقوي دليل على أن السجن الحربى أو استدعاء مشايخ من الأوقاف لإتابة آلاف من الإخوان لم يقدّموا لقضايا ..كلّها مجهودات عبثيّة لإنهاْء معضلة الإخوان . سيلقى عهد السادات ,مزيدا من الضوء على مالم يسمح عهد عبد الناصر ياكتشافه ….. “يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق