كنت أتحدث مع شاب حول ذبح الأضاحي
فقال: حرام عليكم ذبح الأغنام،
قلت له: ماذا تقصد بحرام علينا وقد أمرنا ربنا بذبح الأضحية يوم العيد وسمى هذا اليوم بيوم النحر،
قال: أنا لا آكل لحم الأغنام والأبقار لأنها لم تخلق للذبح،
فمن الرحمة والرفق ألا نذبحها
فالأرض أرضهم ونحن ضيوف عندهم،
قلت: وهل هذه فكرتك أنت؟
قال: لا عندما كنت في الجامعة تعرفت على مجموعة نباتية تسمي (vegetarianism)
واقتنعت بأفكارهم لأن من باب الرحمة بالحيوان
ألا نذبحه فيشعر بالألم
قلت: وهل تأكل النباتات والخضراوات؟
قال: نعم، قلت: هل تعلم أن النباتات تحس وتفرح وتتألم كذلك؟
فسكت ولم يتحدث،
فأعدت عليه السؤال مرة أخرى،
فقال: لا أعلم هذه المعلومة،
فقلت: ابحث في النت عما أقوله لك ستجد أن ما قلته صحيح،
فهل يعني ذلك أنك لن تأكل النباتات والخضراوات كذلك؟!
قال: لم أفكر بهذا
، قلت: طيب لماذا خلق الله لنا أسنانا مدببة؟
لو كان الله يريدنا أن نأكل النباتات فقط فلا داعي لهذه الأسنان!
ولخلق لنا أسنانا مفلطحة مثل أسنان الحيوانات التي تأكل الحشائش والنباتات،
أما الحيوانات التي تأكل اللحوم فلديها أسنان مدببة،
والله خلق أسنان الإنسان مزيجا بين الاثنين،
بين الأسنان المفلطحة لأكل النبات والمدببة لأكل اللحوم،
فقال وهو يبتسم: هذا سؤال غريب لم أفكر به من قبل.
قلت له: هل تعلم أن هناك طائفة من الهندوس
لا يأكلون اللحوم ويتحدثون بمثل منطقك هذا،
فهل المجموعة التي أنت تنتمي إليها لها أصول هندية؟
قال: لا أعرف ولكن المجموعة هذه منتشرة بالعالم
وبالذات في أوروبا وأمريكا وعددهم كبير،
قلت: لأن الهندوس في معتقدهم أن من يأكل اللحم يعمل أعمالا سيئة،
وأن اللحم فقط يقدم للقرابين وليس للأكل هكذا يعتقدون،
أما نحن المسلمين فنعتقد بأن الله خلق الأنعام والأبقار
لكي يأكلها الإنسان قال تعالى:
{ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }
وقد أمرنا رسولنا الكريم
بأن نستخدم وسائل كثيرة وقت الذبح لإراحة الحيوان ورفقا به،
فالنحر عبادة عندنا وأنت مسلم تعرف ذلك جيدا
فقد قال تعالى:
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }
فالله هو خالقنا وخالق الحيوانات وهو أعلم بما يرحمهم ويفيدنا،
أليس كذلك؟!
قال: نعم أنا مسلم وأصلى ولكن مسألة الذبح غير مقتنع بها،
قلت: إذن دعني أقل لك كلمة تفيدك،
قال: تفضل، قلت: لا تقل لا آكل اللحوم رفقا بالحيوان
لأنك بهذا المنطق تخالف منهج الإسلام بهذه الكلمة،
ولكن قل أنا لا أكل اللحم حمية غذائية
حتي لا تعارض أوامر الله ورسوله،
قال: طيب لا بأس،
ولكن تقلقني مسألة الألم الذي يصيب الحيوان عندما يذبح؟
قلت: هل تعلم أن الحيوان إذا ذبح بالطريقة الإسلامية
من رقبته فإنه لا يشعر بالألم؟
قال: كيف؟
قلت له: علميا ثبت بأن قطع العروق الدموية الموجودة
في مقدمة الرقبة عند الحيوان المذبوح وإخراج الدماء
لخارج جسم الحيوان يُفقده الوعي،
وإذا فقد الحيوان الوعي فإنه لا يشعر بالألم،
وإذا لم تطمئن لكلامي ابحث واسأل حتى ترتاح نفسك،
قال: سأفكر بما تقول،
لقد فتحت علي أبوابا كثيرة اليوم فيما أعتقد به، وانتهى الحوار.
إن هذا الحوار ليس خياليا،
فقد قابلت شبابا وبنات كبارا وصغارا يحملون مثل
هذه الأفكار ويعتقدون بها،
وخاصة في السنوات الأخيرة فقد ازداد عددهم وصار أصحاب هذا الفكر ينتشرون بقوة ولديهم كتبهم ومؤتمراتهم
ومواقعهم التي ينشرون فيها أفكارهم من بوابة الصحة،
ويحرمون على أنفسهم كل ما يخرج من الحيوان
كذلك كالألبان والأجبان والأصواف وغيرها.
د. جاسم المطوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق