القرآن تدبر وعمل سورة الشورى+ الزخرف صفحة رقم 489

 

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا }

هو القرآن؛ وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل... وكان

مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟!

فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض.

القرطبي:18/509.

السؤال:

في تسمية القرآن روحاً حثٌ ودلالة بليغة، وضح ذلك.

٢

{ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ }

ذكر سبحانه صفة رسوله قبل أن يوحى إليه فقال:

(مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ ) أي: أي شيء هو؛ لأنه صلى الله عليه وآله

وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وذلك أدخل في الإعجاز، وأدل

على صحة نبوته.

الشوكاني:4/545.

السؤال:

دلت الآية الكريمة على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، بين ذلك.

٣

{ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ

إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

شبه الكتاب بالنّور لمناسبة الهُدي به؛ لأن الإيمان والهُدى والعلم تشبَّه بالنور،

والضلال والجهل والكفر تشبه بالظلمة؛ قال تعالى :

(يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)

[البقرة: 257]،

وإذا كان السائر في الطريق في ظلمة ضل عن الطريق، فإذا استنار له

اهتدى إلى الطريق؛ فالنّور وسيلة الاهتداء، ولكن إنما يَهتدي به من

لا يكون له حائل دون الاهتداء، وإلا لم تنفعه وسيلة الاهتداء؛

ولذلك قال تعالى:

(نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ).

ابن عاشور:25/154.

السؤال:

لماذا شبه الكتاب بالنور؟ ومن المنتفع بنور الكتاب الكريم؟

٤

{ وَإِنَّهُۥ فِىٓ أُمِّ ٱلْكِتَٰبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ }

بَيَّن شرفه في الملأ الأعلى ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض.

ابن كثير:4/124.

السؤال:

لماذا أخبر الله بشرف هذا الكتاب وعلوه عند الملأ الأعلى؟

٥

{ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴾}

قال قتادة : والله لو كان هذا القرآن رفع حين ردَّته أوائل هذه الأمة

لهلكوا، ولكن الله ردده وكرره عليهم برحمته.

القرطبي:19/7.

السؤال:

كيف يكون حالنا لو رُفع عنا القرآن حين رده الناس

عند أول نزوله؟

٦

{ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ }

إن حالكم وإن اقتضى تخليتكم وشأنكم حتى تموتوا على الكفر والضلالة،

وتبقوا في العذاب الخالد, لكننا لسعة رحمتنا لا نفعل ذلك, بل نهديكم

إلى الحق بإرسال الرسول الأمين، وإنزال الكتاب المبين.

الألوسي:25/90.

السؤال:

كيف دلَّت الآية على سعة رحمة الله تعالى وفضله؟

٧

{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِىٍّ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ }

يعزي نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ويسليه.

القرطبي:19/9.

السؤال:

ما المقصود من ذكر استهزاء أقوام الأنبياء ممن مضى؟

التوجيهات

1- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب الهداية إلى الطريق المستقيم،

﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾

2- مصير الأمور ومرجعها إلى الله سبحانه؛ فلا تتوكل إلا عليه،

﴿ ۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلْأُمُورُ ﴾

3- المسرف في الغفلة قد يكون أنفع للمسلمين من غيره إذا اهتدى،

﴿ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴾

العمل بالآيات

1- سَجِّل ثلاث فوائد دنيوية أو أخروية أحياها فيك تدبرك للقرآن،

﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾

2- تخيل أن القرآن لم يصل إليك، وأنك لم تهتد إلى الإسلام؛

فكم هي الضيقة والشقاء التي ستعيش بها، ثم احمد الله على نعمة الهداية والإيمان،

﴿ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ ﴾

3- اكتب مقالة أو ألقِ كلمة لإخوانك عن فضل الأنبياء وعظمتهم،

﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِىٍّ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

رُوحًا قُرْآنًا، سُمِّيَ القُرْآنُ رُوحًا؛ لأَنَّهُ حَيَاةُ القُلُوبِ.

صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ هُوَ: الإِسْلاَمُ.

تَصِيرُ تَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا.

أُمِّ الْكِتَابِ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ.

لَعَلِيٌّ رَفِيعُ الشَّأْنِ.

حَكِيمٌ مُحْكَمٌ، وَذُو حِكْمَةٍ بَالِغَةٍ.

أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَفَنُعْرِضُ عَنْكُمْ، وَنَتْرُكُ تَذْكِيرَكُمْ بِالقُرْآنِ؟!

أَنْ كُنْتُمْ بِسَبَبِ أَنْ كُنْتُمْ.

وَكَمْ أَرْسَلْنَا كَثِيرًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَرْسَلْنَا.

بَطْشًا قُوَّةً.

وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ سَبَقَ فِي القُرْآنِ أَحَادِيثُ إِهْلاَكِهِمْ.

مَهْدًا فِرَاشًا مُمَهَّدًا.

سُبُلاً طُرُقًا لِمَعَاشِكُمْ تَسْلُكُونَهَا.

تمت الصفحة ( 489 )
انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق