القرآن تدبر وعمل سورة الزخرف صفحة رقم 490

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ وَٱلَّذِى نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۢ بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِۦ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ }

قال ابن عباس: أي لا كما أنزل على قوم نوح بغير قدر حتى أغرقهم،

بل هو بقدر: لا طوفان مغرق ولا قاصر عن الحاجة، حتى يكون

معاشا لكم ولأنعامكم.

القرطبي:19/11.

السؤال:

ما سر قوله عن نزول الماء (بقدر)؟

٢

{ وَٱلَّذِى نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۢ بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِۦ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ }

انتقل من الاستدلال والامتنان بخلق الأرض إلى الاستدلال والامتنان

بخلق وسائل العيش فيها؛ وهو ماء المطر الذي به تُنبت الأرض ما يصلح

لاقتيات الناس.

ابن عاشور:25/170.

السؤال:

يتدرج القرآن الكريم في الأدلة، بين ذلك من خلال الآية الكريمة.

٣

{ وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلْأَنْعَٰمِ مَا تَرْكَبُونَ ﴿١٢﴾ لِتَسْتَوُۥا۟ عَلَىٰ ظُهُورِهِ

ۦ ثُمَّ تَذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا۟ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى سَخَّر

َ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقْرِنِينَ ﴿١٣﴾ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }

(وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) أي: لصائرون إليه بعد مماتنا، وإليه

سيرنا الأكبر. وهذا من باب التنبيه بسير الدنيا على سير الآخرة؛

كما نبه بالزاد الدنيوي على الزاد الأخروي في قوله تعالى:

(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ)

[البقرة: 197]،

وباللباس الدنيوي على الأخروي في قوله تعالى:

(وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ)

[الأعراف: 26].

ابن كثير4/126.

السؤال:

كثيراً ما تدلنا أمورنا الدنيوية على الأحوال الأخروية،

بَيِّن ذلك من خلال الآيات السابقة.

٤

{ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }

أي: راجعون, وفيه إيذان بأن حق الراكب أن يتأمل فيما يلابسه من السَّير,

ويتذكر منه المسافرة العظمى التي هي الانقلاب إلى اللّه تعالى، فيـبـني

أموره في مسيره ذلك على تلك الملاحظة، ولا يأتي بما ينافيها،

ومن ضرورة ذلك أن يكون ركوبه لأمر مشروع، وفيه إشارة

إلى أن الركوب مخطرة فلا ينبغي أن يغفل فيه عن تذكر الآخرة.

الألوسي:25/96.

السؤال:

كيف كان ركوب الدابة وما نحوها والسفر مُذكِّرَاً بالآخرة؟

٥

{ لِتَسْتَوُۥا۟ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا۟

سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقْرِنِينَ ﴿١٣﴾ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}

وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركب راحلته كَبَّرَ ثلاثاً,

ثم قال:

(سبحن الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون)

ثم يقول:

(اللهم إني أسألك في سفري هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى,

اللهم هَوِّن علينا السفر واطوِ لنا البعيد، اللهم أنت الصاحب في السفر

والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا)،

وكان إذا رجع إلى أهله قال:

(آيبون تائبون إن شاء الله, عابدون, لربنا حامدون).

البقاعي:7/13.

السؤال:

كيف يكون العمل بهذه الآية الكريمة؟

٦

{ أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَجَعَلُوا۟ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَٰدُ ٱلرَّحْمَٰنِ إِنَٰثًا }

تجرؤوا على الملائكة العباد المقربين، ورقوهم عن مرتبة العبادة والذل

إلى مرتبة المشاركة لله في شيء من خواصه، ثم نزلوا بهم عن

مرتبة الذكورية إلى مرتبة الأنوثية، فسبحان من أظهر تناقض من كذب عليه

وعاند رسله.

السعدي:764.

السؤال:

في قول المشركين تناقضٌ واضحٌ، بَيِّنْهُ.

٧

{ أَوَمَن يُنَشَّؤُا۟ فِى ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ }

الآية ظاهرة في أن النشوء في الزينة والنعومة من المعايب والمذام,

وأنه من صفات ربات الحجال, فعلى الرجل أن يجتنب ذلك ويأنف منه،

ويربأ بنفسه عنه, ويعيش كما قال عمر رضي اللّه تعالى عنه:

(اخشوشنوا في اللباس، واخشوشنوا في الطعام، وتمعددوا.

وإن أراد أن يزين نفسه زينها من باطن بلباس التقوى).

الألوسي:25/99.

السؤال:

هل صفات النعومة والمبالغة في الزينة والتجمل تليق بالرجل؟ ولماذا؟

التوجيهات

1- من تعظيم الله تعالى إفراده بالعبادة، ﴿ وَجَعَلُوا۟ لَهُۥ مِنْ عِبَادِهِۦ

جُزْءًا ۚ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ﴾

2- عظم منزلة الملائكة عند الله, ﴿ وَجَعَلُوا۟ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَٰدُ ٱلرَّحْمَٰنِ

إِنَٰثًا ۚ أَشَهِدُوا۟ خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَٰدَتُهُمْ وَيُسْـَٔلُونَ ﴾

3- من أعظم ما يصد عن الله تعالى التقليد الخاطئ للآباء واتباع

العادات والتقاليد إذا كانت مخالفة للكتاب والسنة، ﴿ بَلْ قَالُوٓا۟ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا

عَلَىٰٓ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾

العمل بالآيات

1- . عدد بعض نعم الله عليك بقولك أنعم ربي علي بكذا وكذا ..

.ثم اشكره عليها، ﴿ لِتَسْتَوُۥا۟ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا

ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ﴾

2- إذا ركبت السيارة أو الطائرة أو السفينة أو المصعد أو الدواب فقل:

﴿ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقْرِنِينَ ﴾

3- انظر عبادة يعملها أحد والديك واعمل بها وادع الله لهما

وانظر عملا خاطئا يعمله أحد والديك واجتنبه واسأل الله الهداية لهما،

﴿ بَلْ قَالُوٓا۟

إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

بِقَدَرٍ بِمِقْدَارٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ.

فَأَنْشَرْنَا أَحْيَيْنَا.

مَيْتًا مُقْفِرَةً مِنَ النَّبَاتِ.

الأَزْوَاجَ الأَصْنَافَ؛ مِنْ نَبَاتٍ، وَحَيَوَانٍ.

الْفُلْكِ السُّفُنِ.

مُقْرِنِينَ مُطِيقِينَ.

جُزْءًا نَصِيبًا.

لَكَفُورٌ لَجَحُودٌ لِنِعَمِ رَبِّهِ.

وَأَصْفَاكُمْ خَصَّكُمْ.

بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلاً بِالأُنْثَى الَّتِي نَسَبَهَا لِلرَّحْمَـنِ؛ حِينَ زَعَم

َ أَنَّ المَلاَئِكَةَ بَنَاتُ اللهِ.

ظَلَّ صَارَ.

كَظِيمٌ مُمْتَلِئٌ حُزْنًا، وَغَمًّا.

يُنَشَّأُ يُرَبَّى.

الْحِلْيَةِ الزِّينَةِ.

الْخِصَامِ الجِدَالِ.

غَيْرُ مُبِينٍ غَيْرُ وَاضِحٍ، وَبَيِّنٍ.

يَخْرُصُونَ يَتَقَوَّلُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ.

تمت الصفحة ( 490 )
انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق