القرآن تدبر وعمل سورة ا لزخرف صفحة رقم 492
الوقفات التدبرية
١
{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ
لَمَّا مَتَٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا }
أي: لزخرف لهم دنياهم بأنواع الزخارف، وأعطاهم ما يشتهون،
ولكن منعه من ذلك رحمته بعباده؛ خوفا عليهم من التسارع في الكفر
وكثرة المعاصي بسبب حب الدنيا، ففي هذا دليل على أنه يمنع العباد
بعض أمور الدنيا منعاً عاماً أو خاصاً لمصالحهم.
السعدي:765.
السؤال:
في الآية دليل على أن من رحمته سبحانه أن يمنع عباده أحيانا من
بعض زخارف الدنيا، وضح ذلك.
٢
{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }
لأن من وُسِّع عليه في دنياه اشتغل في الأغلب عن ذكر الله، فنفرت
منه الملائكة ولزمته الشياطين، فساقه ذلك إلى كل سوء، ومَن يتق
الله فيديم ذكره يؤيده بملَك فهو له مُعِين.
البقاعي:7/27-28.
السؤال:
اذكر شيئاً من أضرار الغفلة عن ذكر الله تعالى.
٣
{ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }
فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتدٍ وليس كذلك؟
قيل: لا عذر لهذا وأمثاله؛ الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر الله،
مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه،
ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم.
السعدي:766.
السؤال:
هل للضالين من عذر، من حيث إنهم ظنوا أنهم مهتدون وليسوا كذلك؟
٤
{ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ }
هذا كلام يقال للكفار في الآخرة، ومعناه أنهم لا ينفعهم اشتراكهم
في العذاب، ولا يجدون راحة التأسي التي يجدها المكروب
في الدنيا إذا رأى غيره قد أصابه مثل الذي أصابه.
ابن جزي:2/314.
السؤال:
بين العذاب النفسي الذي يجده الغافل عن ذكر الله في الآخرة.
٥
{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِى ٱلْعُمْىَ وَمَن كَانَ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ }
فالمعنى: ليس شيء من ذلك إليك، بل هو إلى الله القادر على كل شيء،
وأما أنت فليس عليك إلا البلاغ.
البقاعي:7/30.
السؤال:
ما المهمة الأساسية للدعاة إلى الله تعالى؟
٦
{ وَإِنَّهُۥ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْـَٔلُونَ }
الضمير في (وَإِنَّهُۥ) للقرآن أو للإسلام، والذكر هنا بمعنى الشرف،
وقوم النبي صلى الله عليه وسلم هم قريش وسائر العرب؛
فإنهم نالوا بالإسلام شرف الدنيا والآخرة، ويكفيك أن فتحوا مشارق
الأرض ومغاربها.
ابن جزي:2/314.
السؤال:
ما الشرف الذي ناله العرب بالتمسك بالإسلام؟
٧
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَإِي۟هِۦ فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ
رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ }
ولما كان المترفون مولعين بأن يزدَرُوا مَن جاءهم ... بنوع من
الازدراء ... ولا يزالون [يوردون] هذا وأمثاله من الضلال حتى
يقهرهم ذو الجلال بما أتتهم به رسله: إما بإهلاكهم، أو غيره،
وإن كانوا في غاية القوة، أورد سبحانه قصة موسى عليه الصلاة
والسلام شاهدة على ذلك بما قال فرعون لموسى عليه الصلاة
والسلام من نحو ذلك، ومن إهلاكه على قوته، وإنجاء بني إسرائيل
على ضعفهم.
البقاعي:7/33.
السؤال:
ما موقف المترفين من الناصحين؟ وما سنة الله سبحانه في
خاتمة الفريقين؟
التوجيهات
1- احذر أن تعمل عملاً تظن أنك مهتد فيه وأنت على ضلال،
وعلاج ذلك العلم بالدليل الصحيح، ﴿ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
2- التمسك بالكتاب والسنة فيهما العصمة والنجاة في الدنيا والآخرة,
﴿ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِى ٱلْعُمْىَ وَمَن كَانَ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ ﴾
3- السخرية من الدين وأهله من صفات الكفار والمنافقين،
﴿ فَلَمَّا جَآءَهُم بِـَٔايَٰتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- قل: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم مائة مرة, ﴿ وَمَن يَعْشُ
عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ ﴾
2- تعرف على سنة مهجورة وحاول تطبيقها متمسكاً بها، ﴿ فَٱسْتَمْسِكْ
بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾
3- تذكر لحظات طويلة مرت عليك لم تذكر الله فيها ثم تذكر أن الشيطان كان قرينك فيها،
﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
وَزُخْرُفًا ذَهَبًا.
وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَا كُلُّ ذَلِكَ إِلاَّ.
يَعْشُ يُعْرِضْ.
نُقَيِّضْ نُهَيِّئْ، وَنُيَسِّرْ.
قَرِينٌ مُلاَزِمٌ، وَمُصَاحِبٌ.
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ مِثْلَ تَبَاعُدِ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ، وَالمَغْرِبِ.
لَذِكْرٌ لَشَرَفٌ؛ لأَِنَّهُ أُنْزِلَ بِلُغَتِهِمْ.
وَمَلَئِهِ أَشْرَافُ قَوْمِهِ.
تمت الصفحة ( 492 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق