روح تائهه.....فدوي الفقي

 

روح تائهه.....فدوي الفقي

الصورة الرمزية فدوي الفقي

عندما أنظر إلى يداي
لا أراهما
وعندما أوجه وجهي إلى مرآتي لا أراه ؛؛؛ كل ما أجده أمامي هو فراغ
من قبل كنت حينما أنظر إلى المرآة ؛؛؛ كنت أرى روحي من خلال عيني
كنت أتحدث إلى أعماقي عن طريق ملامحي
كنت أتواصل مع داخلي بلغه خاصه توصلها المرآة
لكني ومنذ أيـام
عندما أنظر يخيّل إلي أني عَميت
وأن حجابا أسدل بيني وبين روحي
وأن ذاكرتي فقدت تلك اللغه وأصبحت بيضاء
فاااااااااااااااارغه
وأشعر أني أصبحت هيكلاً
يتحرك
يأكل
يتنفس
يتكلم
يضحك
لكنه لا يشعر

 

إلا بأنه فقد الشعور

 

هيكل تجوفت عظامه فهي رغم ترابطها تكاد تتفتت من أضعف لمسه
لا أريد أن أنظر داخلي حتى لا أرى قلبي يتجرع مرارة الحزن
لا أريد أن أركز على عيني حتى لا تلومني خيوط بصرها
لا أريد أن أسمع صوتي
إنه ليس صوتي
إن هذا الصوت وإن كان يصدر من حنجرتي
ليس صوتي
فيه بحة ألم أهرب من سماعها

 

والضحكة التي يخرجها فمي

 

قبل أن تنتهي ألحقها بأخرى أو بكلام آخر

 

حتى لا أسمع الأنات في آخرها

 

أشعر بعطش رهيب

 

لا ترويه كل كؤوس الماء

 

ففي جوفي نار

 

أتجاهلها
فتتصاعد من أحشائي إلى كبدي فتأكلها وتضرسها بألسنة لهبها

 

وكلما تجاهلتها أكثر

 

أبطأت في إحراقها وزادت في تنكيلها

 

ولا أنة تخرج من بين شفتي

 

فترتفع النار إلى قلبي

 

فلا تجد منه سوى بقايا

 

تنظر إليه بترفع

 

وتتركه بإزدراء

 

إلى نبضي ؛؛؛ وخفقي

 

إلى نبع شعوري ؛؛؛ وبؤرة إحساسي

 

إلى موطن ضعفي
ووقود حياتي
إلى حبي
إلى ألمي
إلى شوقي
إلى نزفي

 

وما زالت هناك في قلبي

 

تقلب ناظريها في موائده العامره

 

الحب ؛؛؛ والعطف ؛؛؛ ومختلف الأحاسيس

 

تقضم قضمة من ذا

 

وتتركه لتتذوق الآخر

 

إنها لا تشبع

 

روحي ذابت في حرارتها كشمعة إنسكبت فوقها الشمس

 

وسالت مع دموعي

 

ماتت على خدي
إندفنت في شفتي
وعادت إلى جوفي

 

لتعيد سيمفونية الأحزان

 

لتضيف للوحة الألم مزيد ألوان

 

لتكتبني خدوشاً في ذاكرة الزمان

 

وتبكيني حبراً على أسطر الورق

 

وتكبتني دمعه في جفن الأسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق