القرآن تدبر وعمل سورة محمد صفحة رقم 510
الوقفات التدبرية
١
{ وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَٰكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَٰهُمْ ۚ }
ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم فعرفتهم عياناً، ولكن لم
يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين ستراً منه على خلقه، وحملاً
للأمور على ظاهر السلامة، ورداً للسرائر إلى عالمها.
ابن كثير:4/183.
السؤال:
لماذا لم يبين الله تعالى للمسلمين جميع المنافقين؟
٢
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوٓا۟ أَعْمَٰلَكُمْ }
(وَلَا تُبْطِلُوٓا۟ أَعْمَٰلَكُمْ ): يحتمل أربعة معان: أحدها: لا تبطلوا أعمالكم
بالكفر بعد الإيمان،
والثاني: لا تبطلوا حسناتكم بفعل السيئات,
والثالث: لا تبطلوا أعمالكم بالرياء والعجب،
والرابع: لا تبطلوا أعمالكم بأن تقتطعوها قبل تمامها.
ابن جزي:2/343.
السؤال:
بين مبطلات الأعمال من خلال هذه الآية.
٣
{ فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ }
(وَٱللَّهُ مَعَكُمْ ): فيه بشارة عظيمة بالنصر والظفر على الأعداء.
ابن كثير:4/184.
السؤال:
ماذا يترتب على معية الله للمسلمين؟
٤
{ فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ }
(فَلَا تَهِنُوا) أي: لا تضعفوا عن الأعداء.
(وَتَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱلسَّلْمِ ) أي: المهادنة والمسالمة ووضع القتال بينكم
وبين الكفار في حال قوتكم وكثرة عَدَدِكُم وعُدَدِكُم.
(وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ ) أي: في حال علوكم على عدوكم، فأما إذا كان الكفا
ر فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين، ورأى الإمام في
المهادنة والمعاهدة مصلحة فله أن يفعل ذلك.
ابن كثير:4/184.
السؤال:
بينت الآية موقف المسلمين من عدوهم في حال قوتهم، فما موقفهم
في حال ضعفهم؟
٥
{ إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ
وَلَا يَسْـَٔلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ }
الأشبه أن هذا عطف على قوله:
(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ)
تذكيراً بأن امتثال هذا النهي هو التقوى المحمودة، ولأن الدعاء إلى
السلم قد يكون الباعث عليه حبّ إبقاء المال الذي ينفَق في الغزو،
فذُكروا هنا بالإيمان والتقوى ليخلعوا عن أنفسهم الوهن؛
لأنهم نُهُوا عنه وعن الدعاء إلى السلم، فكان الكف عن ذلك من التقوى.
ابن عاشور:26/133.
السؤال:
ما علاج الوهن الذي أصاب الأمة من خلال الآية الكريمة؟
٦
{ وَإِن تُؤْمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْـَٔلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ }
(وَلَا يَسْـَٔلْكُمْ ) ربكم (أَمْوَٰلَكُمْ ) لإيتاء الأجر، بل يأمركم بالإيمان
والطاعة ليثيبكم عليها الجنة؛ نظيره قوله:
(مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ )
[اذاريات:57].
وقيل: لا يسألكم محمد أموالكم؛ نظيره:
(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)
[ص: 86]،
وقيل: معنى الآية: لا يسألكم الله ورسوله أموالكم كلها في الصدقات،
إنما يسألانكم غيضًا من فيض -ربع العشر- فطيبوا بها نفسًا.
القرطبي:4/163.
السؤال:
من علامات صدق العالم عدم سؤاله الناس أموالهم ،
كيف عرفت هذا من الآية؟
٧
{ هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ
فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا۟ يَسْتَبْدِلْ
قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓا۟ أَمْثَٰلَكُم }
(وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ) أي: إنما ضرر بخله على نفسه؛
فكأنه بخل على نفسه بالثواب الذي يستحقه بالإنفاق
. (وَإِن تَتَوَلَّوْا۟ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) أي: يأت بقوم على خلاف صفتكم،
بل راغبين في الإنفاق في سبيل الله.
ابن جزي:2/344.
السؤال:
نستفيد من هذه الآية أن الجزاء من جنس العمل, بين ذلك.
التوجيهات
1- إيمانك بالقضاء والقدر يقتضي الصبر على البلاء والمصيبة،
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبْلُوَا۟ أَخْبَارَكُمْ ﴾
2- اجعل أعمالك كلها لله وحده ولا تقصد رضى الناس أو مدحهم،
﴿ وَلَا تُبْطِلُوٓا۟ أَعْمَٰلَكُمْ ﴾
3- المؤمن عزيز بإيمانه فلا يجبن ولا يضعف، ﴿ فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدْعُوٓا
۟ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ ﴾
العمل بالآيات
1- اذكر ثلاثا من صفات المنافقين جاءت في القرآن الكريم،
﴿ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَٰلَكُمْ ﴾
2- ادع الله أن يجعلك من الصابرين،
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبْلُوَا۟ أَخْبَارَكُمْ ﴾
3- أنفق اليوم جزءا من مصروفك في سبيل الله ولا تبخل به،
﴿ أَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ
ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ ۚ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
بِسِيمَاهُمْ عَلاَمَاتِهِمُ الظَّاهِرَةِ.
لَحْنِ الْقَوْلِ مَا يَبْدُو مِنْ كَلاَمِهِمُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى مَقَاصِدِهِمْ.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ لَنَخْتَبِرَنَّكُمْ.
وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ نَخْتَبِرَ أَقْوَالَكُمْ وَأَفْعَالَكُمْ.
وَشَآقُّوا خَالَفُوهُ، وَحَارَبُوهُ.
فَلاَ تَهِنُوا لاَ تَضْعُفُوا، وَتَجْبُنُوا عَنْ مُقَاتَلَةِ الكُفَّارِ.
السَّلْمِ الصُّلْحِ، وَالمُسَالَمَةِ.
يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ يَنْقُصَكُمْ ثَوَابَ أَعْمَالِكُمْ.
فَيُحْفِكُمْ يُلِحَّ عَلَيْكُمْ، وَيُجْهِدْكُمْ.
أَضْغَانَكُمْ أَحْقَادَكُمْ.
تمت الصفحة ( 510 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق