القرآن تدبر وعمل سورة الفتح صفحة رقم 513
الوقفات التدبرية
١
{ لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ }
ذكر تعالى الأعذار في ترك الجهاد: فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر،
وعارض كالمرض الذي يطرأ أياماً ثم يزول،
فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ.
ابن كثير:4/193.
السؤال:
إذا كان الجهاد واجباً فما الأعذار المبيحة لتركه من خلال الآية؟
٢
{ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا }
في الدنيا بالمذلة، وفي الآخرة بالنار.
ابن كثير:4/193.
السؤال:
هل العذاب الأليم مقتصر على العذاب الأخروي؟
٣
{ لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا
فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }
قال رسول الله ﷺ:
(لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أهل الشجرة الذين بايعوا تحتها) ...
(فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ) يعني من صدق الإيمان وصدق العزم
على ما بايعوا عليه ...
(وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) يعني: فتح خيبر، وقيل: فتح مكة.
والأول أشهر؛ أي جعل الله ذلك ثواباً لهم على بيعة الرضوان،
زيادة على ثواب الآخرة.
ابن جزي:2/349.
السؤال:
كيف ترد على من يعتقد كفر الصحابة باستثناء سبعة منهم
من هذه الآية ؟
٤
{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا }
في هذا التدبير الذي دبره لكم من أنه لطيف يوصل إلى الأشياء
العظيمة بأضداد أسبابها فيما يرى الناس؛ فلا يرتاع مؤمن لكثرة
المخالفين وقوة المنابذين أبدا؛ فإن سبب كون الله مع العبد هو
الاتباع بالإحسان الذي عماده الرسوخ في الإيمان الذي علق الحكم به،
فحيث ما وجد الـمُعَلَّق عليه وجد الـمُعَلَّق؛ وهو النصر بأسباب جلية
أو خفية.
البقاعي:18/319.
السؤال:
ما يقدره الله للمؤمن خير مما يقدره المؤمن لنفسه,
وضح ذلك من الآية.
٥
{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِۦ }
في هذا وعد منه سبحانه لعباده المؤمنين بما سيفتحه عليهم من الغنائم
إلى يوم القيامة؛ يأخذونها في أوقاتها التي قدر وقوعها فيها.
الشوكاني:5/51.
السؤال:
بين إكرام الله تعالى للمؤمنين من هذه الأمة.
٦
{ وَكَفَّ أَيْدِىَ ٱلنَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ }
(وَكَفَّ أَيْدِىَ ٱلنَّاسِ عَنكُمْ ): وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما قصد خيبر، وحاصر أهلها، همت قبائل من بني أسد وغطفان
أن يغيروا على عيال المسلمين وذراريهم بالمدينة، فكف الله أيديهم
بإلقاء الرعب في قلوبهم.
البغوي:4/175.
السؤال:
ما المراد بكف أيدي الناس؟
٧
{ سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا }
ولما وصف تلك السنة بأنها راسخة فيما مضى، أعقب ذلك بوصفها
بالتحقق في المستقبل تعميماً للأزمنة بقوله:
(وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا )؛ لأن اطراد ذلك النصر في مختلف الأمم والعصور،
وإخبارَ الله تعالى به على لسان رسله وأنبيائه، يدل على
أن الله أراد تأييد أحزابه، فيعلم أنه لا يستطيع كائن أن يحول دون
إرادة الله تعالى.
ابن عاشور:26/183.
السؤال:
ما فائدة التأكيد بقول الله تعالى: (ولن تجد لسنة الله تبديلا)؟
التوجيهات
1- من امتثل أمر الله يسر له أمور معاشه ودنياه، ﴿ فَإِن تُطِيعُوا۟ يُؤْتِكُمُ
ٱللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا۟ كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾
2- تدبر في تيسير الله ورحمته بعباده، ﴿ لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا
عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ ﴾
3- فضل الصحابة وأهل بيعة الرضوان؛ فقد رضي الله عنهم
وطهر قلوبهم، فمن سبهم أو لعنهم فهو مكذب للقرآن، ﴿ لَّقَدْ رَضِىَ
ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ
فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾
العمل بالآيات
1- قل: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»،
﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْا۟ كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾
2- اكتب سيرة صحابي وأرسلها برسالة لتبين فضلهم،
﴿ لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ ﴾
3- قل: اللهم أصلح لي قلبي، ﴿ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
أُولِي بَأْسٍ أَصْحَابِ شِدَّةٍ وَقُوَّةٍ فِي الحَرْبِ.
حَرَجٌ إِثْمٌ فِي تَرْكِ الجِهَادِ.
يُبَايِعُونَكَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ بِالحُدَيْبِيَةِ.
السَّكِينَةَ الطُّمَأْنِينَةَ، وَالثَّبَاتَ.
فَتْحًا قَرِيبًا فَتْحَ خَيْبَرَ.
أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا قَادِرٌ عَلَيْهَا قَدْ وَعَدَكُمْ بِهَا، وَسَيُنْجِزُ وَعْدَهُ.
لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ لاَنْهَزَمُوا، وَوَلَّوْكُمْ ظُهُورَهُمْ.
سُنَّةَ اللَّهِ طَرِيقَتَهُ بِنَصْرِ جُنْدِهِ، وَهَزِيمَةِ أَعْدَائِهِ.
تمت الصفحة ( 513 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق