حفظ سورة الفتح - صفحة 512 - نص وصوت
الوقفات التدبرية
١
{ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ }
لأنه بفعله ذلك يخرج ممن وعده الله الجنة بوفائه بالبيعة؛
فلم يضر بنكثه غير نفسه، ولم ينكث إلا عليها، فأما رسول الله ﷺ
فإن الله تبارك وتعالى ناصره على أعدائه؛ نكث الناكث منهم،
أو وفى ببيعته.
الطبري: 22/210.
السؤال:
من المتضرر من خذلان الإنسان لدينه؟
٢
{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ ۚ }
لما كان طلب الاستغفار منهم ليس عن اعتقاد، بل على طريقة
الاستهزاء، وكانت بواطنهم مخالفة لظواهرهم فضحهم الله سبحانه
بقوله:
(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ ۚ).
وهذا هو صنيع المنافقين.
الشوكاني: 5/48
السؤال:
ما مقصود أهل النفاق من طلب الاستغفار من النبي ﷺ ؟
٣
{ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًۢا ۚ
بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًۢا }
لا أحد يدفع ضره ولا نفعه تعالى؛ فليس الشغل بالأهل والمال عذرا؛
فلا ذاك يدفع الضر إن أراده عز وجل، ولا مغافصة العدو تمنع النفع
إن أراد بكم نفعا.
الألوسي: 13/253.
السؤال:
هل الانشغال بالأموال والأهل عن نصرة الدين عذر مقبول
عند الله سبحانه؟
٤
{ بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ
ذَٰلِكَ فِى قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًۢا بُورًا }
وإنما جعل ذلك الظن مزيناً في اعتقادهم لأنهم لم يفرضوا غيره
من الاحتمال؛ وهو أن يرجع الرسول ﷺ سالماً.
وهكذا شأن العقول الواهية والنفوسُ الهاوية: أن لا تأخذ من الصور
التي تتصور بها الحوادث إلا الصورةَ التي تلوح لها في بادىء الرأي.
ابن عاشور: 26/164.
السؤال:
من استدراج الله سبحانه للمنافقين أن يزين في قلوبهم الظن
الخاطئ بالمؤمنين، وضح هذا من خلال الآية.
٥
{ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }
وقدمت المغفرة هنا بقوله:
(يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ ) ليتقرر معنى الإطماع في نفوسهم،
فيبتدروا إلى استدراك ما فاتهم.
وهذا تمهيد لوعدهم الآتي في قوله:
{ قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ }
إلى قوله :
{ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ }.
ابن عاشور: 26/166.
السؤال:
لماذا قدمت المغفرة على العذاب في الآية الكريمة؟
٦
{ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ
يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا۟ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ۚ }
أي يريدون أن يبدلوا وعد الله لأهل الحديبية؛ وذلك أن الله وعدهم
أن يعوضهم من غنيمة مكة غنيمة خيبر وفتحها، وأن يكون ذلك
مختصاً بهم دون غيرهم، وأراد المخلفون أن يشاركوهم في ذلك،
فهذا هو ما أرادوا من التبديل.
ابن جزي: 2/349.
السؤال:
المخلفون والمنافقون تدور همتهم حول الغنائم فقط،
وضح هذا من الآية.
٧
{ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا۟ لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا }
(بَلْ تَحْسُدُونَنَا ) على الغنائم، وهذا منتهى علمهم في هذا الموضع،
ولو فهموا رشدهم لعلموا أن حرمانهم بسبب عصيانهم، وأن
المعاصي لها عقوبات دنيوية ودينية؛ ولهذا قال:
(بَلْ كَانُوا۟ لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ).
السعدي: 793.
السؤال:
ما السبب الحقيقي في حرمان المنافقين من غنائم خيبر ؟
التوجيهات
1- تذكر مواثيقك وعهودك التي عقدتها مع الله سبحانه أو مع الناس،
واعمل على الوفاء بها، ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ
فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ ﴾
2- أحسن الظن بربك في كل شيء؛ لأن سوء الظن بالله من
صفات المنافقين، ﴿ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًۢا بُورًا ﴾
3- من شروط لا إله إلا الله اليقين بما عند الله, ﴿ بَلْ ظَنَنتُمْ أَن
لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِى قُلُوبِكُمْ ﴾
العمل بالآيات
1- حافظ على الصلاة؛ فهي من العهد الذي يجب الوفاء به،
﴿ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيْهُ
ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾
2- تصدق بصدقة ولو قليلة، ﴿ شَغَلَتْنَآ أَمْوَٰلُنَا وَأَهْلُونَا ﴾
3- تعاون أنت وبعض أهلك على عبادة من العبادات،
﴿ شَغَلَتْنَآ أَمْوَٰلُنَا وَأَهْلُونَا ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
نَكَثَ نَقَضَ بَيْعَتَهُ.
الْمُخَلَّفُونَ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنِ الخُرُوجِ مَعَكَ إِلَى مَكَّةَ.
الأَعْرَابِ البَدْوِ.
لَنْ يَنْقَلِبَ لَنْ يَرْجِعَ.
ظَنَّ السَّوْءِ الظَّنَّ السَّيِّئَ؛ وَهُوَ: أَلاَّ يَنْصُرَ اللهُ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وسلّم.
بُورًا هَلْكَى لاَ خَيْرَ فِيهِمْ.
أَعْتَدْنَا أَعْدَدْنَا.
مَغَانِمَ غَنَائِمَ خَيْبَرَ الَّتِي وَعَدَكُمُ اللهُ بِهَا.
ذَرُونَا اتْرُكُونَا
تمت الصفحة ( 512 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق