متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تعني التمسك بسنته والاقتداء به في جميع جوانب الحياة، وهي شرط أساسي لصحة العبادة وقبولها عند الله تعالى. وتُعد هذه المتابعة سبيلًا للفوز في الدنيا والآخرة، وهي واجبة على كل مسلم.

ضوابط المتابعة النبوية
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله –: المتابعة لا تتحقق إلا بستة أوصاف:
1. الموافقة في السبب
يجب أن يكون سبب العبادة موافقًا للسبب الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا أحدث المسلم سببًا جديدًا لعبادة معينة لم يشرعها الرسول، كان عمله بدعة مرفوضة.
مثال ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو غير موافق للشرع ومردود.
2. الموافقة في الجنس
ينبغي أن تكون العبادة من نفس الجنس الذي جاءت به السنة. على سبيل المثال، التضحية بالإبل أو البقر أو الغنم؛ فمن أراد أن يضحي بغير هذه الأنعام، كأن يضحي بخيل، فعمله مردود لأنه لم يوافق السنة في جنس العبادة.
3. الموافقة في القدر
لا يجوز الزيادة في عدد العبادات عن القدر الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم. فعلى سبيل المثال، زيادة ركعة في الصلاة عن العدد المحدد لا تُقبل، بل تُعد بدعة.
4. الموافقة في الكيفية
يجب أن تؤدَّى العبادة بنفس الكيفية التي أداها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أدى صلاة الوتر بثلاث ركعات متصلة، كان فعله مخالفًا للسنة، لأنها تُصلى ركعتين ثم ركعة منفردة.
5. الموافقة في الزمان
يجب التقيد بالوقت المحدد للعبادات الشرعية. فلا تجوز الصلاة في الأوقات المنهي عنها، ولا يصح الحج في غير أشهره المعروفة، كما لا يصح الصيام في الأيام المنهي عن صيامها.
6. الموافقة في المكان
ينبغي أداء العبادة في المكان الذي شُرعت فيه. فمثلاً، الاعتكاف في المساجد، وهو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.
مثال فلو أن إنسانًا وقف يوم عرفة بمزدلفة، لم يصح وقوفه، لعدم موافقة العبادة للشرع في مكانها.
فهذه ستة أوصاف، لا تتحقق المتابعة إلا باجتماعها في العبادة
ضوابط المتابعة بشكل عام:
قبول العبادة: لا تُقبل أي عبادة إلا على نحو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ.
أمثلة عملية: يُمكن اتباع سنته في أمور مثل الشرب باليد اليمنى، وقول "سبحان الله وبحمده" عند الانتهاء من المجلس، والنوم على الشق الأيمن، ولبس النعل باليمين.
مخالفة الهوى: لا يُمكن قبول العبادة إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس عن طريق الهوى أو غيره.
تحريم المحدثات: يجب اجتناب ما أُحدث في الدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
منع التعظيم الزائد: لا يجوز تعظيم أشياء معينة تُنسب للنبي أو الصالحين والتقرب إليها كأماكن العبادة.