الزواج الدليفري
الزواج الدليفري
الزواج الدليفري
الزواج الدليفري.. أحدث موضات الثورة السورية
زواج جديد ينضم لأنواع الزواج الكثيرة التي باتت اسماؤها منتشرة في السنوات الماضية، كالمصياف والمسيار والمتعة، لكن الاختلاف هنا، أن هذا النوع من الزواج، لا خلاف عليه دينيا، فهو زواج كأي زواج عادي، وهو ليس حكر على دين معين، لكن الفرق الوحيد، أنه منتشر فقط في سوريا ما بعد الثورة. زواج "الشحن" أو الـ "Delivery"، تسمية لا تخلو من الطرافة، أطلقها من أقدم عليها من شباب لم يتمكنوا من أن يقيموا حفلات زفافهم في بلدهم سوريا، فما كان منهم إلا أن يحجزوا تذكرة سفر لزوجات المستقبل، لينتهي بهن المطاف، متزوجات على طريقة الـ "delivery"، بعد أن ضاقت السبل بزواج كالبشر.
هو طريقة جديدة لاستمرار الحياة، فسحة أمل لردم هوة بدأها النظام باستخدامه كل أساليب التدمير من قنابل فراغية وبراميل متفجرة وكيماوي وقصف بالطائرات وتجويع، وحتى حصار لآمال الناس وأحلامهم بالأفضل.
فتيات كثر وصلن إلى الإمارات ليتممن مراسم الزفاف، "ب ت ج" أحد هؤلاء الشباب، فعملا بالمثل الشعبي القائل "على بنت بلادك حط خدادك"، فضل أن تكون زوجة المستقبل احدى بنات بلده، فتاة اعجب بها، ورغب بأن تكون زوجة مستقبله وأم ابناؤه.
فكرة الزواج تقوم على أن يعمل الشاب توكيلا لأحد افراد عائلته، ليقوم الأخير بطلب الفتاة واتمام اجراءات الزواج، لتبدأ بعدها أصعب خطوة من خطوات الزواج، وهي ايصال العروس إلى مطار دمشق الدولي، فطريق المطار منذ أشهر من أخطر الطرق، بسبب المعارك الدائرة في البلدات والمناطق القريبة والمحاذية، وتسعيرة سيارة أجرة سائقها متمرس بهذه العملية مرتفع نوعا ما، قد تصل إلى أكثر من مئة دولار، فالسائق يجب أن يكون على دراية بسير المعارك والطرق المختصرة والبعيدة عن القصف والقنص وتراشق الرصاص. وقد تضطر العروس لأن تخرج من بيت أسرتها إلى بيت "العَدَل" قبل 24 ساعة من موعد طائرتها، لكي تضمن ألا تخسر رحلة عمرها.
أما الخطوة الثالثة والأخيرة من هذا الزفاف، فهي سعي الشاب لأن تكون أيام زوجته أفضل من ما كانت، وقد تبدأ حفلة العرس من المطار، بزفة صغيرة بأصوات اصدقائه المقربين، تنقلها إلى صالة الأفراح، أو إلى أحد المطاعم، حيث بدأت التحضيرات لحفلة أكبر، يحضرها اصحاب نفس المعاناة من السوريين، وقد تكلل بشهر عسل في احدى دول شرق آسيا، كما فعل "ب ج".
يقول:"أنا لست أول من قام بهذه الخطوة، أصدقاء عدة سبقوني بها، ولي صديق سيحضر زوجته بنفس الطريقة، وسنستقبلها بعد أيام في المطار"، ويضيف:"مساندة ودعم نجدها من الاصدقاء، لكي لا نفقد الشعور بالسعادة، ولكي نعوض على العروس أهلها، فحفلة عرسها لن تكون بحضور الأهل، وصاحبة الحظ منهن من تتمكن من ان تجلب معها والدتها، لتكون بجانبها".
والمح إلى أن من تتمكن من الزواج من أحد الشباب السوريين خارج البلد تعتبر سعيدة حظ، فالزواج في هذه المرحلة هو انتشال من مستنقع لا يعرف أحد نهايته، فالظروف في البلد صارت غير صالحة للحياة الآدمية، والناس باتوا يموتون جوعا وبردا، فالقصف مستمر، حتى المناطق التي كانت تعتبر آمنة ليست بآمنة في الفترة الأخيرة، فالقذائف لا تميز بين منطقة وأخرى، وبين شخص وآخر، ومن لم يمت بالقصف أو الرشقات النارية، قد يمون بتفجير، أو قد يختطف، أو قد يقبع تحت الحصار ليموت جوعا وبردا، ومؤخرا صار الموت غرقا عاملا جديدا للموت في سوريا، خاصة لهؤلاء الذين يسعون للخروج من البلد، متوجهين لأوربا، فقلة منهم من وجد طريقه لشواطئ أوربا، والأقل حظا قد يعيشون في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وظروف أولئك ليست بأفضل، والفتاة التي تتمكن من الانتقال إلى دار شريك عمرها خارج سوريا تعتبر "سعيدة حظ"
زواج جديد ينضم لأنواع الزواج الكثيرة التي باتت اسماؤها منتشرة في السنوات الماضية، كالمصياف والمسيار والمتعة، لكن الاختلاف هنا، أن هذا النوع من الزواج، لا خلاف عليه دينيا، فهو زواج كأي زواج عادي، وهو ليس حكر على دين معين، لكن الفرق الوحيد، أنه منتشر فقط في سوريا ما بعد الثورة. زواج "الشحن" أو الـ "Delivery"، تسمية لا تخلو من الطرافة، أطلقها من أقدم عليها من شباب لم يتمكنوا من أن يقيموا حفلات زفافهم في بلدهم سوريا، فما كان منهم إلا أن يحجزوا تذكرة سفر لزوجات المستقبل، لينتهي بهن المطاف، متزوجات على طريقة الـ "delivery"، بعد أن ضاقت السبل بزواج كالبشر.
هو طريقة جديدة لاستمرار الحياة، فسحة أمل لردم هوة بدأها النظام باستخدامه كل أساليب التدمير من قنابل فراغية وبراميل متفجرة وكيماوي وقصف بالطائرات وتجويع، وحتى حصار لآمال الناس وأحلامهم بالأفضل.
فتيات كثر وصلن إلى الإمارات ليتممن مراسم الزفاف، "ب ت ج" أحد هؤلاء الشباب، فعملا بالمثل الشعبي القائل "على بنت بلادك حط خدادك"، فضل أن تكون زوجة المستقبل احدى بنات بلده، فتاة اعجب بها، ورغب بأن تكون زوجة مستقبله وأم ابناؤه.
فكرة الزواج تقوم على أن يعمل الشاب توكيلا لأحد افراد عائلته، ليقوم الأخير بطلب الفتاة واتمام اجراءات الزواج، لتبدأ بعدها أصعب خطوة من خطوات الزواج، وهي ايصال العروس إلى مطار دمشق الدولي، فطريق المطار منذ أشهر من أخطر الطرق، بسبب المعارك الدائرة في البلدات والمناطق القريبة والمحاذية، وتسعيرة سيارة أجرة سائقها متمرس بهذه العملية مرتفع نوعا ما، قد تصل إلى أكثر من مئة دولار، فالسائق يجب أن يكون على دراية بسير المعارك والطرق المختصرة والبعيدة عن القصف والقنص وتراشق الرصاص. وقد تضطر العروس لأن تخرج من بيت أسرتها إلى بيت "العَدَل" قبل 24 ساعة من موعد طائرتها، لكي تضمن ألا تخسر رحلة عمرها.
أما الخطوة الثالثة والأخيرة من هذا الزفاف، فهي سعي الشاب لأن تكون أيام زوجته أفضل من ما كانت، وقد تبدأ حفلة العرس من المطار، بزفة صغيرة بأصوات اصدقائه المقربين، تنقلها إلى صالة الأفراح، أو إلى أحد المطاعم، حيث بدأت التحضيرات لحفلة أكبر، يحضرها اصحاب نفس المعاناة من السوريين، وقد تكلل بشهر عسل في احدى دول شرق آسيا، كما فعل "ب ج".
يقول:"أنا لست أول من قام بهذه الخطوة، أصدقاء عدة سبقوني بها، ولي صديق سيحضر زوجته بنفس الطريقة، وسنستقبلها بعد أيام في المطار"، ويضيف:"مساندة ودعم نجدها من الاصدقاء، لكي لا نفقد الشعور بالسعادة، ولكي نعوض على العروس أهلها، فحفلة عرسها لن تكون بحضور الأهل، وصاحبة الحظ منهن من تتمكن من ان تجلب معها والدتها، لتكون بجانبها".
والمح إلى أن من تتمكن من الزواج من أحد الشباب السوريين خارج البلد تعتبر سعيدة حظ، فالزواج في هذه المرحلة هو انتشال من مستنقع لا يعرف أحد نهايته، فالظروف في البلد صارت غير صالحة للحياة الآدمية، والناس باتوا يموتون جوعا وبردا، فالقصف مستمر، حتى المناطق التي كانت تعتبر آمنة ليست بآمنة في الفترة الأخيرة، فالقذائف لا تميز بين منطقة وأخرى، وبين شخص وآخر، ومن لم يمت بالقصف أو الرشقات النارية، قد يمون بتفجير، أو قد يختطف، أو قد يقبع تحت الحصار ليموت جوعا وبردا، ومؤخرا صار الموت غرقا عاملا جديدا للموت في سوريا، خاصة لهؤلاء الذين يسعون للخروج من البلد، متوجهين لأوربا، فقلة منهم من وجد طريقه لشواطئ أوربا، والأقل حظا قد يعيشون في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وظروف أولئك ليست بأفضل، والفتاة التي تتمكن من الانتقال إلى دار شريك عمرها خارج سوريا تعتبر "سعيدة حظ"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق