المفرجيه وشمعة
المفرجيه وشمعة
المفرجيه وشمعة
في تلك الغرفة البعيدة، كانت هناك "شمعة" تأبي أن تحترق، تحرس رائحة اللهفة.صاحبة الضوء الخجول، توارت لتكتمل لحظة الاشتعال بعثرت أنوثتها في الفراش، وأخذت تبحث عن حزنه الدفين، بين مسام صدره استسلم لشفاه توزع بصماتها علي جسده، دون أن يفقد وعيه كان يتأمل ملامحها، ربما ليتأكد أنها ليست هي يهرب منها ليعود إليها لتكن لحظة غريزية عابرة. إنه يتحكم في عمر اللحظة، يمنحها الحياة - إذا شاء- ويسلبها الروح بإرادة مطلقة. هو صاحب" تلك الغرفة، "صاحب" هذا الجسد.. يشعل ثورته، أو يخمد شهوته هكذا جعل الضوء المبهر يكشف لون حريرها،. تطل من عينيه نظرة تعجب، يحجبها سريعا يستبدلها بزهو ودهشة لم تعد هي المرأة الحلم، ربما، أنا يقظ أكثر مما ينبغي يختبئ في صدرها بحثا عن ملجأ يعفيه من التورط في حبها. يتمتم في سره، طلبا لإله اللذة لا يعرف درجة خشونته إلا بعناق مخملي. يتمزق بين رهبة الجسد وقدسية المكان، فلا هو سكن الجسد ولا هي تحررت من أسر المكان. لكنه يسقط من الإعياء علي مشارف حديقتها كانت مخمورة بسحره، مشدودة بحبل وهمي إلي تلك الألغاز فتشت عن خط العمر في كفه، نقشت حرفهما المشترك عند لقاء الشئ ، ثم لثمت العذاب المعقود علي جبينه. إنها نفس الكف الممدودة في فراغ المطعم الفاخر، جاءت إليها -اليوم- باردة.. محايدة، عاجزة عن الاشتباك أفرغت حرارة جسدها علي الأرض، فرت من خلاياها الي مرمر ثلجي ركزت في عينيه الجميلتين لم تجد إلا خصلات بيضاء، تكلل جبين طفلها الجائع ورجل "أعقل" من الإبحار في عالمها. عادت وحيدة، إلي تلك الغرفة، لازالت رائحتها عالقة بفراشه، الوسادة محشوة بالقلق والتوتر!. الشمعة تيبست دموعها علي حافة السهر الأرض تهتز من حيرته، تعاني مدا وجزرا عاطفيا. وهو يتعجل عقارب الساعة لتنهي موسم"الانتظار". لم تكن هي المرأة - الوطن، كانت امرأة -"ترانزيت العسكر صادروا هويتها، حددوا إقامتها في ظلها، فظلت وحيدة في صالة الانتظار. تبحث عن الرجل الذي أفرج عن أنوثتها المعتقلة ، خلف ستائر لوقار. تبحث عن "عاشق ضال"، توسدت صدره في غفوة أطول من السحر. غفوة، خارج سياق الزمان والمكان. هنا، اعترفت أنها أضعف من الرغبة ، وأقوي من العشق. افترسته كنمرة، وأرضعته شهد قطتها الصغيرة. أحكمت ساقيها حوله، خشية أن تسقط من سماء الدهشة.. أو يفلت من أحضانها.. لكنه "هرب اليوم عادت إلي نفس الغرفة، طرقت الباب بحذر خلفها عواصف تقتلعها من جذورها تحمل أمنية يتيمة ربما، كان العنوان خطأ خصلات شعرها المبعثرة علي عتبة الدار، تعلن أنه مقر ثورتها الأخيرة. كانت تحتاج ألف ليلة، ليولد نهار جديد، تحتاج ألف قمر لتري بريق عينيه، ونظرة الشجن والتمرد. أنعم عليها، رب المكان بثوب.. ونظره سريعة، ثم أشاح بوجهه. ارتدت ثياب الأرامل، وسلمت بالهزيمة. كان صوت الآذان يرتفع، وهو يفك أناملها المغروسة في كتفه. الناس من حولنا، كان لابد أن تتألم لتوقن، أنه ليس هو صدقت انه ليس هو لتتحرر من وصايته علي قلبها.
استردت قلبها من قبضته، وجلست بين قدميه أقسمت أنه رجل آخر.. ليس رجلها. أعتقها لكن الإماء لا يتقن حياة الأحرار.ستظل أمته، حتي لو توجوها ملكة للعشق. عاد العاشق وحيدا، يترنح وجعا.. طرد الفجر من غرفته، كتم أنفاسه وجلس لم يعد يقوي علي النهوض. بكي، بلا دموع.. ينتظر بشارة المكان ومازال يلهث
استردت قلبها من قبضته، وجلست بين قدميه أقسمت أنه رجل آخر.. ليس رجلها. أعتقها لكن الإماء لا يتقن حياة الأحرار.ستظل أمته، حتي لو توجوها ملكة للعشق. عاد العاشق وحيدا، يترنح وجعا.. طرد الفجر من غرفته، كتم أنفاسه وجلس لم يعد يقوي علي النهوض. بكي، بلا دموع.. ينتظر بشارة المكان ومازال يلهث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق