القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 87 سورة النساء 

حفظ سورة النساء – صفحة 87 – نص وصوت


الوقفات التدبرية 

( 1 )

{ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا }

{ أولئك } : هؤلاء الذين وصف صفتهم أنهم أوتوا نصيباً من الكتاب؛
وهم يؤمنون بالجبت والطاغوت،

{ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } ؛ يقول: أخزاهم الله؛
فأبعدهم من رحمته بإيمانهم بالجبت والطاغوت،
وكفرهم بالله ورسوله؛ عنادا منهم لله ولرسوله
الطبري: 8/471

السؤال :

متى يكون العلم بالكتاب نافعا لصاحبه ؟

( 2 )

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا
سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم
بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا }

ولما كانت النار على ما نعهده مفنية ماحقة؛
استأنف قوله رداً لذلك :
{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم } أي: صارت بحرّها إلى حالة اللحم
النضيج الذي أدرك أن يؤكل، فصارت كاللحم الميت
الذي يكون في الجرح، فلا يحس بالألم،

{ بَدَّلْنَٰهُمْ } أي: جعلنا لهم

{ جُلُودًا غَيْرَهَا } أي: غير النضيجة بدلاً منها؛
بأن أعدناها إلى ما كانت عليه؛
كما كانوا يجددون التكذيب بذلك كل وقت؛
ليكون الجزاء من جنس العمل
البقاعي: 2/269

السؤال :

لماذا تبدل جلود الكفار في النار؟

( 3 )

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۖ
لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا }

{ ظَلِيلًا } أي: متصلاً لا فرج فيه, منبسطاً لا ضيق معه،
دائماً لا تصيبه الشمس يوماً ما, ولا حر فيه ولا برد,
بل هو في غاية الاعتدال
البقاعي: 2/270.

السؤال :

ما دلالة الظل الظليل في الجنة ؟

( 4 )

{ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ ۚ
إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرً }

وعلى الحكام أن لا يحكموا إلا بالعدل
و(العدل) هو ما أنزل الله؛ كما قال تعالى :

{ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ ۚ
إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرً }

ابن تيمية: 2/272.

السؤال :

ما المقصود بالعدل في الآية الكريمة ؟

( 5 )

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟
أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ }

بشرط أن لا يأمروا بمعصية الله،
فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم،
وذكره مع طاعة الرسول؛
فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله
السعدي: 184

السؤال :

لماذا ذكر فعل الطاعة مع الرسول صلي الله عليه وسلم ،
وحذف مع أولي الأمر؟

( 6 )

{ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ }

فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم
إلا بطاعتهم والانقياد لهم
السعدي: 183.

السؤال :

لماذا كانت طاعة أولي الأمر من المسلمين واجبة ؟

( 7 )

{ فَإِن تَنَٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ۚ
ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }

{ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ } : الردّ إلى الله هو النظر في كتابه،
والردّ إلى الرسول ﷺ هو سؤاله في حياته,
والنظر في سنته بعد وفاته
ابن جزي: 1/196

السؤال :

كيف تُردّ المنازعات
إلى الله والرسول صلي الله عليه وسلم ؟

التوجيهات

1- من حقت عليه لعنة الله فهو الشقي الذي لا يفلح،
وإن نال من الدنيا ما نال، فاحذر أسباب لعنة الله تعالى،

{ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ۖ
وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا }

2- احذر فِتنَة النساء، واعلم أن نساء الآخرة أشرف وأطهر،
فلا تفوت المطهرات بالمحرمات،

{ لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ }

3- طاعة الله تعالى ورسوله ﷺ مطلقة،
لكن طاعة ولي الأمر مقيدة بعدم معصية الله

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟
أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ }

العمل بالآيات

1- اسأل الله أن يؤتيك علم الكتاب والسنة،
وأن يؤتيك الحكمة،

{ أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۖ
فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ }

2- ادع لمسلم رزقه الله نعمة الدين أو الدنيا أن يبارك له فيها،
وأن يرزقك خيرا منها،

{ أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۖ }

3- اقرأ كلامًا عن فضل أداء الأمانة وأحكامها لتعمل به،

{ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا }

معاني الكلمات

نَقِيرًا : قَدْرَ النَّقْرَةِ وَهِيَ الحُفْرَةُ فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ

ظَلِيلاً : كَثِيفًا، مُمْتدًّا، دَائِمًا

نِعِمَّا : نِعْمَ مَا

تَأْوِيلاً :عَاقِبَةً، وَمَآلاً

▪ تمت ص 87

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق