أطفالنا هم فلذات أكبادنا، وأعز ما نملك في الحياة ومن أجلهم نسعى ونكافح، و بدونهم نشعر بالوحدة والملل والضيق، وعليهم نقلق ونتلهف. فهم يعطون للحياة معنى ويضيفون إليها الكثير من الفرحة والسرور ببرائتهم، و يجعلوننا نشعر بأسمى المعاني وأرقى المشاعر. فهم من يمنحوننا نعمة الشعور بالأمومة والأبوة، ولعلها من أجمل المشاعر التي لطالما حلُمنا بها. و أطفالنا أمانة في أعناقنا، حملنا الله إياها، وليس لنا إلا أن نوفى هذه الأمانة بحسن الرعاية و التربية السليمة.
و لأن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينه فى أحضانها حتى يكون قادراً على الاعتماد على نفسه. ولأن شخصية الطفل تتكون في الخمس سنوات الأولى أى داخل الأسرة، وأفراد هذه الأسرة يُعتبرون بمثابة أشخاص دالين يساعدون الطفل على النمو بطريقة سليمة وتحويله من طفل اعتمادي على أبويه و إخوانه إلى فاعل اجتماعى يعتمد على نفسه، ويكون قادراً على لعب الأدوار الاجتماعية والاندماج في المجتمع المنتمي إليه.
إلا أننا قد نرى أن هناك بعض الأسر التي تلعب دوراً عكسياً فى تربية أبنائها بإتباعها أساليب تربية غير سوية. وقد يكون ذلك إما لجهل الوالدين بتلك الأساليب والطرق السليمة في التربية أو اتباع أساليب قديمة في التربية لا تلائم أبنائهم، ونذكر من هذه الأساليب الخاطئة التي قد يتبعها الأباء والأمهات في تربية أبنائهم ما يلى :-
1- التسلط ولعل هذا الأسلوب من أسوأ أساليب التربية الخاطئة حيث يجعل الطفل ينشأ ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الأخرين ولا يستطيع أن يبدع أو يفكر، كما يجعل شخصية الطفل قلقة خائفة من السلطة والخضوع و تتسم بالخجل والحساسية الزائدة.
2- الحماية الزائدة ونقصد بها الإفراط فى الآباء لأطفالهم والمغالاة فى حمايتهم والمحافظة عليهم، فينشأ الأطفال غير مستقلين يعتمدون على الآخرين فى قضاء حاجاتهم، ولا يستطيعون مواجهة ضغوط الحياة. ويجعل هذا الأسلوب الطفل سلبياً معتمداً على غيره، وذو شخصية ضعيفة غير مستقلة، وغير قادر على تحمل المسئولية، وكما أن الطفل هنا ينشأ ولديه عدم ثقة فى قراراته ولديه حساسية شديدة للنقد.
3- الإهمال فقد يتجاهل الوالدان الطفل تماماً، ويتركوه دون توجيه للسلوكيات المرغوبة أو الكف عن السلوكيات الغير مرغوبة، ونجد أن هذا الأسلوب يضعف من اكتساب الطفل للقيم والمبادىء والوازع الدينى والأخلاقى . وبعد أن تعرضنا لبعض أنماط التربية الخاطئة التي بدورها تؤثر سلبياً على شخصية الطفل وتحرمه من اتزانه النفسي أقول لكل أم وأب حافظوا على تلك النعمة التي أعطاكم الله إياها وكونوا رحماء بأطفالكم…!!
وعليكم باتباع الأساليب السليمة في التربية والتي نذكر منها ما يلى :-
1- التقبل وهو من أهم الاحتياجات الانسانية لكي يشعر الإنسان بالطمأنينة في حياته، وهذا الأسلوب يساعد الطفل على فهم مشكلاته وهمومه، ويعمل على تخفيف القلق لديه، ويساعده على تقبل سلوكه ويعمل على تقوية الروابط الأسرية.
2- الديمقراطية وهنا يشعر الابن بأن والديه أو أحدهما يسمح له بالتصرف في شؤونه حياته بنفسه دون تدخل من أحد، ويتركه يتخذ قراراته بنفسه، ويحل مشكلاته وذلك بالاعتماد على نفسه وهذا الأسلوب يساعد على زيادة الثقة بالنفس لدى الابن والثقة فى قراراته مما يسهم في بناء شخصية مستقلة.
3- عدم التذبذب في المعاملة وهنا تبدأ معاملة الوالدين باللين ثم تتحول إلى القسوة والعنف دون وجود أى أسباب منطقية أو كافية، والطفل الذي ينشأ على هذا الأسلوب يعجز عن تكوين فكرة واضحة عن الخير والشر، والحلال والحرام، والخطأ والصواب. وهنا نشير إلى أهمية اتفاق الأب والأم على أسلوب تربية معين حتى لا يقع الطفل في الحيرة والتشتت .
وأخيراً يقول بن القيم – رحمه الله – “فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سُدى فقد أساء غاية الاساءة” لذلك لا تتركوا أولادكم ولا تهملوها وأعطوهم حقوقهم وكونوا على قدر المسئولية التي كلفكم الله بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق