هل فقدنا لغة الحوار أم هى ليست موجودة أصلا
ساعات لما بحب اتكلم مع حد ونتناقش عن موضوع معين . بفتح الموضوع ولما النقاش يسخن دايما اللى قدامى يغضب اوى ويبتدى يفرض رأية بدون مايسمع رأيى وميدنيش فرصة للكلام ويبقى متعصب جدا لرأية اللى هو اصلا نابع من لاشىء .
شوية تجارب خايبة هو عاشها بدون قراية ولا اطلاع ولما تحاول تقنعة بالمنطق يبتدى يزعق ويعلى صوته ومش بتفهم حاجة وساعات كمان يبتدى يفتى فى الدين ويقولك دة حرام ودة حلال مع انه ولا قرا ولاسمع درس من شيخ مجرد تخمين شخصى بياخده يخليه امر مسلم بيه ونادرا لما تلاقى واحد متعصب قوى وكمان متعصب على فهم وقراية مش هبل كدة وخلاص . حتى لما بيرفض الحديث بيقول لو سمحت متتكلمش فى الموضوع دة بدون انفعال ونبقى اصحاب عادى ومفيش مشكلة . هنا يقولك ياعم اقعد ساكت انت مش عارف حاجة .
ارجو رد على سؤالى
هل فقدنا لغة الحوار أم هى ليست موجودة أصلا ؟
ردحذفالاختلاف أختي نشوي محمود وقد جعله الله في كل شيء ، قال تعالى" ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" الروم22.. ، وعندما نختلف مع الآخرين فمطلوب منا أن نجادلهم بالتي هي أحسن ، قال تعالى" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين"النحل 125 ، ولا حدود في الجدال بالتي هي أحسن حتى ولو خالفك المجادل في العقيدة ، قال تعالى" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذي انزل ألينا وانزل إليكم وألهنا وألهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت 46 ، وتطبيقا لهذه القاعدة القرآنية فقد ذكر لنا القرآن عدة قصص عن أصحاب الحق الذين جادلوا في الحق ، فقال تعالى" وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) (سورة غافر) ، وهنا بين لنا
القرآن الجدال الذي دار بين رجل واحد مؤمن يكتم إيمانه خوفا من بطش فرعون وبين جمع غفير من الكفار ،وكيف كان جداله معهم مثالا يحتذى ويؤكد لهم أن الله يمقت من يجادل في آياته بغير سلطان وبغير علم مقتا كبيرا وأخيرا فوض أمره إلي الله الذي هو بصير به وبكل العباد ، ما أسمى هذه اللغة التي يتكلم بها الرجل المؤمن من آل فرعون والذي مدحه رب العزة وخلده بذكره في التنزيل الحكيم ونجاه من سيئات مكر فرعون وملأه وجعل طريقته في الجدال والحوار فرضا على كل مجادل إلي يوم القيامة، كما أن الله قال لكل من موسى وهارون " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى" طه44 ، إذا فعند الاختلاف يكون الجدال لإظهار الحق وشرط الجدال أن يكون باللين ، فلا يوجد الآن من هو أكفر من فرعون أو من هو أتقى من موسى ، وكذلك بشرط عدم سب أو تحقير معتقدات الآخرين ، قال تعالى" ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" الأنعام108.
حذفوحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جادل في الحق فكان مثالا في الأدب والأخلاق يحتذي به ، قال تعالى" قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) (سورة سبأ) ، لم يدعي رسول الله أنه يمتلك الحقيقة لوحده ولكنه قال وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، كما نسب الإجرام لنفسه – حاشا لله – فهو صاحب الخلق العظيم ، ولما استمروا في جداله قال لهم ما ذكره رب العزة سبحانه وتعالى " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين" آل عمران61 ، وبذلك يكون قد وضع حدا للاختلاف وحتى لا يتحول إلي خلاف ، فإذا رفضوا فهذه نهاية الحوار ، ويبقى لنا قوله تعالى" ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون"آل عمران 55 ، وقوله تعالى" الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" المائدة48 ، وهذه هي حدود الاختلاف المسموح بها في القرآن.
حذففإذا تحول الاختلاف إلي خلاف والخلاف يكون جذريا في كل شيء كما أنه في حالة الخلاف يحاول أحد الطرفين أو كلاهما فرض رأيه على الجميع دون أن ينسى تحقير الطرف الآخر والنيل منه ويصبح النقاش حلبة مصارعة كل واحد يحاول أن ينتصر لنفسه ويعجز صاحبه وينتظر تصفيق المتفرجين
وقد قال فيه رب العزة سبحانه وتعالى" والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم" الحج51 – وعند الخلاف يبدأ الطرف الآخر يخوض في آيات الله ويستهزأ بها ويتخذ القرآن عضين ، ويتبع هواه في تفسير آيات القرآن ، ويرفض منها ما غم عليه فهمه أو يحاول أن يجعل بعض آيات القرآن محدودة الزمن ومرتبطة تاريخيا بسبب نزولها بالمخالفة لقوله تعالى" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" سبأ 28 ، أقول عندما يحدث ذلك فإن الله سبحانه وتعالى وضع لنا القاعدة القرآنية وأخبرنا كيف نتصرف في ذلك فقال سبحانه وتعالى" وقد نزل عليكم في الكتاب إن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا" النساء140 ، وقال تعالى" واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" الأنعام86 ، هذا إذا كنت في مجلسهم أو بيتهم أو ملكهم فعليك ألا تقعد معهم وأن تعرض عنهم ، ولكن إذا كانوا في بيتك أو مجلسك فليس أقل من أن تطالبهم بالتوقف فإذا رفضوا وجب عليك التدخل لوقفهم ، وذلك دون سب أو تحقير ولكن يجب أن يكون ذلك كله بالحسنى ، وهذه القاعدة القرآنية لا تتعارض مع قاعدة الحرية المطلقة في الاختيار المؤكدة بقوله تعالى" وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر... الآية" الكهف 29 ، فبرغم الخلاف فكل المطلوب هو الانصراف عن الكفار والمستهزئين وعدم القعود معهم والإعراض عنهم ، دون المصادرة على حقهم في الكفر والاستهزاء لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسبهم ، لذلك فإن الحق سبحانه وتعالى قال في النصف الثاني من الآية 29 من سورة الكهف" انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" إذا فحسابهم على رب العالمين وليس علينا ، ولكن إذا كان المجلس مجلسنا فالإعراض عنهم يكون بتحذيرهم من عدم الاستمرار في مصادرة راي الاخر او السب و الشتم و التحلي بأخلاقيات الحوار.
فاطمه النجار
شكرا فاطمه على ردك الذى زاد موضوعى قيمه
حذفتحياتى