القرآن تدبر وعمل سورة الحجرات صفحة رقم 517

 


 

الوقفات التدبرية

١

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ

ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ }

وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداء ويريد أن يتجسس خبر ذلك

ويبحث عنه، ويتبصر ويستمع لتحقق ما وقع له من تلك التهمة،

فنهى النبي ﷺ عن ذلك.

وإن شئت قلت: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها

أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما

واجب الاجتناب.

القرطبي:19/396.

السؤال:

ما الظن المنهي عنه شرعاًً؟

٢

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ }

قال أبو قلابة الرقاشي: سمعت أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحدا مذ

عرفت ما في الغيبة. وكان ميمون لا يغتاب أحدا، ولا يدع أحدا

يغتاب أحدا عنده؛ ينهاه فإن انتهى وإلا قام.

القرطبي:19/404.

السؤال:

اذكر أثرين عن السلف في التحذير من الغيبة.

٣

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ }

مثل الله الغيبة بأكل الميتة لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه كما أن الحي

لا يعلم بغيبة من اغتابه.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة

لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح

في النفوس.

وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا كذلك يجب

أن يمتنع من غيبته حيا.

القرطبي:19/403.

السؤال:

ما وجه التمثيل في النهي عن الغيبة بأكل لحم الإنسان ميتاًً؟

٤

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ }

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم وذكر الناس فإنه داء،

وعليكم بذكر الله فإنه شفاء.

وسمع علي بن الحسين رضي الله عنهما رجلا يغتاب آخر،

فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.

وقيل لعمرو بن عبيد: لقد وقع فيك فلان حتى رحمناك،

قال: إياه فارحموا.

وقال رجل للحسن: بلغني أنك تغتابني!

فقال: لم يبلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي.

القرطبي:19/404.

السؤال:

اذكر قول أحد السلف في ذم الغيبة.

٥

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا }

فجعل جهة التحريم كونه أخاًً أخوة الإيمان، ولذلك تغلظت الغيبة

بحسب حال المؤمن؛ فكلما كان أعظم إيماناً كان اغتيابه أشد.

ابن تيمية:6/62.

السؤال:

هل غيبة المؤمنين على درجة واحدة؟ وضح ذلك من خلال الآية.

٦

{ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ }

بين تعالى أنه جعلهم شعوبا وقبائل لأجل أن يتعارفوا؛ أي يعرف

بعضهم بعضا ويتميز بعضهم عن بعض، لا لأجل أن يفتخر

بعضهم على بعض ويتطاول عليه.

وذلك يدل على أن كون بعضهم أفضل من بعض وأكرم منه إنما

يكون بسبب آخر غير الأنساب.

وقد بين الله ذلك هنا بقوله: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ )،

فاتضح من هذا أن الفضل والكرم إنما هو بتقوى الله لا

بغيره من الانتساب إلى القبائل.

الشنقيطي: 7/417.

السؤال:

أوضحت هذه الآية وصححت ميزان التفاضل, بيّن ذلك.

٧

{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا۟

وَجَٰهَدُوا۟ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ }

(إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ) على الحقيقة: الذين جمعوا بين الإيمان والجهاد

في سبيله؛ فإن من جاهد الكفار دل ذلك على الإيمان التام في القلب؛

لأن من جاهد غيره على الإسلام والقيام بشرائعه فجهاده لنفسه

على ذلك من باب أولى وأحرى.

السعدي: 802.

السؤال:

لماذا جمع الله في هذه الآية بين الإيمان والجهاد

للمؤمن الحقيقي؟

التوجيهات
1- تنوع الشعوب والقبائل إنما هو للتعرف والمحبة لا لبث الفرقة والاختلاف وإثارة النعرات، ﴿ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ ﴾
2- من الجهل والغفلة أن تظن أن التفاضل بين الناس مبني على غير التقوى، ﴿ نَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ 
3- إذا وفقك الله لعمل خير فاحمد الله على التوفيق ولا تمن به؛ فهو قادر أن يحرمك، ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا۟ ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا۟ عَلَىَّ إِسْلَٰمَكُم ۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَىٰكُمْ لِلْإِيمَٰنِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ 
العمل بالآيات
1- تذكر شخصاًً أسأت به الظن وابحث له عن عذر، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ ۖ 
2- تذكر رجلا اغتبته واستغفر الله له وادع له، ﴿ ا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ ﴾
3- جاهد بمالك في سبيل الله؛ وذلك بإنفاق جزءٍ منه على وجه من وجوه الخير، ﴿ وَجَٰهَدُوا۟ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ 

معاني الكلمات

الكلمةمعناها
كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّهُوَ ظَنُّ السُّوءِ بِالمُؤْمِنِينَ.
وَلاَ تَجَسَّسُوالاَ تُفَتِّشُوا عَنْ عَوْرَاتِ المُسْلِمِينَ.
وَلاَ يَغْتَبْلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ فِي أَخِيهِ الغَائِبِ مَا يَكْرَهُ.
وَقَبَائِلَالقَبِيلَةُ: الجَمَاعَةُ دُونَ الشَّعْبِ.
الأَعْرَابُالبَدْوُ.
لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْلاَ يَنْقُصُكُمْ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِكُمْ.
لَمْ يَرْتَابُوالَمْ يَشُكُّوا.
 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق