القرآن تدبر وعمل سورة الذاريات صفحة رقم 522

 

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ }

وإنما سألهم بعد أن قَراهم جرياً على سنة الضيافة: أن لا يُسأل

الضيف عن الغرض الذي أَورده ذلك المنزلَ إلا بعد استعداده للرحيل؛

كيلا يتوهم سآمة مُضيِّفة من نزوله به، وليعينه على أمره إن كان مستطيعاً. ابن عاشور:27/5.

السؤال:

لماذا أخر إبراهيم عليه السلام سؤال الملائكة عن الشأن الذي

أرسلوا لأجله؟

٢

{ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }

عن قتادة، قوله: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ)

قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله؛ ليعلموا أن الإيمان

عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.

الطبري:22/430.

السؤال:

بين قيمة الإيمان في البيوت المؤمنة.

٣

{ وَتَرَكْنَا فِيهَآ ءَايَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلْأَلِيمَ }

فيه دليل على أن آيات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم

وأبقى آثارها دالة عليه وعلى صدق رسله، إنما ينتفع بها من

يؤمن بالمعاد، ويخشى عذاب الله تعالى...؛

فإن من لا يؤمن بالآخرة غايته أن يقول: هؤلاء قوم أصابهم

الدهر كما أصاب غيرهم، ولا يزال الدهر فيه الشقاوة والسعادة.

وأما من آمن بالآخرة وأشفق منها فهو الذي ينتفع بالآيات والمواعظ.

ابن القيم:3/49- 50.

السؤال:

من الذي ينتفع بقصص القرآن ومواعظه؟

٤

{ فَمَا ٱسْتَطَٰعُوا۟ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا۟ مُنتَصِرِينَ }

فما قاموا بعد نزول العذاب بهم، ولا قدروا على نهوض.

قال قتادة: لم ينهضوا من تلك الصرعة.

(وَمَا كَانُوا۟ مُنتَصِرِينَ ): ممتنعين مِنَّا؛ قال قتادة: ما كانت

عندهم قوة يمتنعون بها من الله.

البغوي:4/233.

السؤال:

كيف تفهم حديث (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)

من خلال هذه الآية؟

٥

{ وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

المراد التذكر بجميع ما ذكر لأمر الحشر والنشر؛ لأن مَن قدر على

إيجاد ذلك فهو قادر على إعادة الأموات يوم القيامة.

الألوسي:27/27.

السؤال:

ما دلالة الآية على قدرة الله على الحشر؟

٦

{ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

ففرار العامة من الجهل إلى العلم عقداً وسعياً، ومن الكسل إلى التشمير

حذراً وحزماً، ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاء.

البقاعي:18/447.

السؤال:

كيف يكون الفرار إلى الله؟

٧{ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف

والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور

والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره. السعدي:812.

السؤال:

لماذا سمي الرجوع إلى الله فراراً؟

التوجيهات

1- لا تغتر بقوتك أو بمالك فتحرم الهداية، ﴿ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِۦ

وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾

2- النظر في أسباب هلاك الأمم السابقة، ﴿ وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُم

ْ تَمَتَّعُوا۟ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٤٣﴾ فَعَتَوْا۟ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ

وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾

3- اللجوء إلى الله تعالى في كل شيء، ﴿ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم

مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾

العمل بالآيات

1- إذا هبَّت الريح فاسأل الله خيرها وتعوَّذ به من شرها,

﴿ وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ ﴾

2- قل اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك مائة مرة، ﴿ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ

إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾

3- قل عند النوم: «اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك،

ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك؛ رغبة ورهبة إليك,

لا ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك, آمنت بكتابك الذي أنزلت،

وبنبيك الذي أرسلت» ، ﴿ فَفِرُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

فَمَا خَطْبُكُمْ مَا شَأْنُكُمْ؟

مُسَوَّمَةً مُعَلَّمَةً بِأَنَّهَا لِعَذَابِ المُسْرِفِينَ.

فِيهَا آيَةً فِي قَرْيَتِهِمْ أَثَرًا مِنَ العَذَابِ بَاقِيًا؛ عَلاَمَةً عَلَى قُدْرَةِ اللهِ.

وَفِي مُوسَى فِي إِرْسَالِنَا مُوسَى عليه السلام: آيَةٌ لِلَّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ.

بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ بِآيَاتٍ، وَمُعْجِزَاتٍ ظَاهِرَةٍ.

فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أَعْرَضَ فِرْعَوْنُ؛ مُغْتَرًّا بِقُوَّتِهِ وَجَانِبِهِ.

فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ طَرَحْنَاهُمْ فِي البَحْرِ.

مُلِيمٌ آتٍ بِمَا يُلامُ عَلَيْهِ.

الْعَقِيمَ الَّتِي لاَ بَرَكَةَ فِيهَا، وَلاَ تَأْتِي بِخَيْرٍ.

مَا تَذَرُ مَا تَدَعُ.

كَالرَّمِيمِ كَالشَّيْءِ البَالِي.

تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ انْتَفِعُوا بِحَيَاتِكُمْ حَتَّى تَنْتَهِيَ آجَالُكُمْ.

فَعَتَوْا تَكَبَّرُوا، وَعَصَوْا.

الصَّاعِقَةُ الصَّيْحَةُ المُهْلِكَةُ.

مِنْ قِيَامٍ مِنْ نُهُوضٍ، وَلاَ هَرَبٍ.

بِأَيْدٍ بِقُوَّةٍ، وَقُدْرَةٍ عَظِيمَةٍ.

فَرَشْنَاهَا مَهَّدْنَاهَا، وَبَسَطْنَاهَا.

زَوْجَيْنِ صِنْفَيْنِ، وَنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ.

تمت الصفحة ( 522 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق