عندما أقع في ذنب ينتابني خوف شديد من عذاب الله، ثم يغمرني الرجاء والأمل في عفو الله، فهل يجب علي أن أتوب أم يكفيني تعلقي بالرجاء؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حالة التوازن بين الخوف والرجاء
هذه الحالة التي ذكرتها -أيها السائل الكريم- هي علامة على سلامة المنهج وحسن العلاقة مع الله تعالى. وهذا هو حال المؤمن، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة 15-16].
وفي الحديث: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله ﷺ: ما الإيمان؟ فقال: ”مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.“ [الحاكم في المستدرك رقم: (35)].
وجوب التوبة النصوح
لكن لا يكفي الخوف والرجاء وحدهما؛ بل يجب التوبة الصادقة التي تمحو الخطايا، كما في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾. [التحريم 8:].
وقال أيضاً: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ﴾. [آل-عمران 135:].
النبي ﷺ وحثه على التوبة
قال رسول الله ﷺ: ”يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.“ [صحيح مسلم: حديث رقم (2702)].
لذلك يجب على المؤمن إذا وقع في ذنب أن يبادر فوراً إلى الاستغفار والتوبة النصوح، متحققاً بشروطها من الإقلاع عن الذنب، الندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه. والله يتولى هداك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق