كيف يعرب العدد والمعدود
كيف يعرب العدد والمعدود
العدد لفظٌ مبهم لا يُعين مدلوله ومعدوده بمفرده، لذلك يُؤتَى بعده بكلمة تزيل الإبهام وتكشف الغموض عن مدلول هذا العدد، على سبيل المثال، لو سمعت جملة مثل: (في البيت خمسُ) لنْ تفهم ما المقصود بالعدد "خمس"، لكن لو قيل لك: (في البيت خمسُ غرفٍ) لزال الغموض وعرفت ما المقصود من هذا العدد، لذلك تُسمى الكلمة التي تأتي بعد العدد "تمييزًا" لأنَ وظيفتها تمييز ما قبلها وإزالة الإبهام عنه، وهو اسم نكرة، وتُسمى أيضًا بـ "المعدود"، وللعدد مع المعدود مجموعة من القواعد التي تحكمُهما، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على كيفية إعرابهما
إعراب العدد
يُعرب العدد حسب موقعه من الجملة، أما طريقة وحركة إعرابه فتختلفان بناءً على حكم العدد من حيث الإعراب والبناء، ويُقصد بالعدد المُعرب، هو الذي تتغير حركة آخره بتغير موقعه من الجملة وبتغير العوامل الداخلة عليه، أمّا العدد المبني فهو الذي لا تتغير حركة آخره مهما تغير موقعه من الجملة، ويُمكن تقسيم الأعداد من حيث الإعراب والبناء إلى ثلاثة أقسام:[٢]
الأعداد من (11 - 19): مبنيّة على فتح الجزأين، باستثناء العدد 12، ويُقال في إعرابها أنَّها مبنيّة على الفتح في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعها من الجملة.
العدد (12): الجزء الأول منه مُعرب، ويُعرب إعراب المُثنى، فيُرفع بالألف، على نحو (اثنا للمذكر، واثنتا للمؤنث) ويُنصب ويُجر بالياء، على نحو (اثني للمذكر، واثنتي للمؤنث)، وتُحذف منه النون، أمَّا الجزء الثاني (عشرَ، عشرةَ) يُبنى على الفتح ولا محل له من الإعراب.
باقي الأعداد (أي ما عدا الأعداد من 11 -19): جميعها مُعربة، وسنتحدث عن حركة إعرابها لاحقًا.
إعراب المعدود
أو ما يُسمى "تمييز العدد"، وله حكمان إمَّا النصب أو الجر، وقد يأتي مُفردًا أو جمعًا، ويمكننا تقسيم الأعداد إلى ثلاث فئات من حيث حكم التمييز بعدها، كالتالي:
الأعداد من (3- 10)
يكون جمعًا مجرورًا، ويُعرب مُضافًا إليه.
جاءَ خمسةُ ضيوفٍ.
اشتريْتُ عشرةَ أقلامٍ.
قرأتُ ثلاثَ صفحاتٍ.
الأعداد من (11- 99)
يكون مفردًا منصوبًا، ويُعرب تمييزًا.
في السنة اثنا عشرَ شهرًا.
كتبْتُ خمسًا وأربعين قصيدةً.
في المدرسةِ سبعونَ صفًا.
المائة والألف ومضاعفاتها
يكون مفردًا مجرورًا، ويُعرب مُضافًا إليه.
حراسُ المدينةِ ألفا حارسٍ.
تمَّ توزيع مائة جائزةٍ.
اسم الكتاب: (ألفُ ليلةٍ وليلة).
تنويه
العددان (1، 2) لا تمييز لهما، فلا يُقال: (واحد رجل) أو (اثنتان امرأتان)، بل نقول (رجلٌ واحدٌ و امرأتان اثنتان) ويعرب العدد هنا نعتًا.
نماذج إعرابيّة للتمييز والعدد بصوره المختلفة
فيما يأتي بعض النماذج الإعرابيّة التي توضح كيفية إعراب العدد والمعدود (التمييز)، وسنوضح فيها إعراب العدد بصوره المختلفة، فقد يأتي:
مفردًا: وهي الأعداد من واحد إلى عشرة، والمائة، والألف، والمليون.
مُركبًا: وهي الأعداد من واحد إلى تسعة مُركبَة مع العدد عشرة.
لفظًا من ألفاظ العقود: وهي الأعداد من عشرين إلى تسعين.
معطوفًا ومعطوفًا عليه: وهي الأعداد من واحد إلى تسعة معطوفة على لفظ من ألفاظ العقود، مثل: (24، 99، 67، 65).
الجملة
الإعراب
اشتريْتُ أربعةَ كتبٍ.
اشتريْتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أربعةَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مُضاف.
كتبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
(يُعرب العدد المفرد بالحركات الظاهرة على آخره).
قرأتُ مائتي صفحةٍ.
قرأتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل المتحركة، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
مائتي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى، وهو مضاف، وحُذفت النون للإضافة.
صفحةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
(المثنى من مائة وألف يُعربان إعراب المثنى، فيُرفعان بالألف ويُنصبان ويُجران بالياء).
شاركَتْ سبعٌ وعشرونَ طالبةً في المسابقةِ.
شاركَتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التانيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
سبعٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
عشرون: اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه ملحق بجمع المذكر السالم.
طالبةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
المسابقةِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(إعراب المعطوف والمعطوف عليه: يُعرب العدد المفرد حسب موقعه بالحركات الظاهرة، وتأخذ حكمه ألفاظ العقود وتُعرب إعراب جمع المذكر السالم لانَّها مُلحقة به، فتُرفع بالواو، وتُنصب وتُجر بالياء).
فازَ تسعةَ عشرَ طالبًا.
فازَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
تسعةَ عشرَ: عدد مبني على فتح الجزأين في محل رفع فاعل.
طالبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(الأعداد من 11 - 19 مبنية على فتح الجزأين في محل، ويُستثنى منها العدد 12).
حضرَ المحاضرةَ ثلاثمائةُ طالبٍ.
حضرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المحاضرةَ: مفعول به مُقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ثلاثمائةُ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
طالبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
(تُعرب مضاعفات المائة بالحركات الظاهرة).
كُرِمَ خمسةُ آلافِ حافظٍ للقرآن.
كُرِمَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
خمسةُ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
آلافِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
حافظٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
للقرآن: اللام: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، القرآنِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(يعرب العدد المفرد بالحركات الظاهرة).
في البيت اثنتا عشرةَ غرفةً.
في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
البيتِ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مُقدم.
اثنتا: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى.
عشرةَ: عدد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
غرفةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(العدد 12: الجزء الأول منه مُعرب، ويُعرب إعراب المثنى، أما الجزء الثاني مبني على الفتحة).
جاءَ تسعةُ الطلابِ.
جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
تسعةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الطلابِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(للعدد والمعدود أحكام لدخول أل التعريف، فقد تدخل على العدد أو المعدود، لكن الإعراب لا يختلف عما ذكرناه بدون الأل).
أُلقِيَتْ الخمسونَ محاضرةً.
أُلقِيَتْ: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء: تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
الخمسونَ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه مُلحق بجمع المُذكر السالم.
محاضرةً: تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
(ألفاظ العقود تُعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السالم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق