الشك والوسواس أثناء الصلاة وكيفية التعامل معه
الشكّ في الصلاة
يُعرّف الشكّ بأنّه: التردّد بين أمرَين وعدم القدرة على الجزم بأحدهما،[١] والشكّ في الصلاة هو: التردّد بين وقوع أحد أمرَين متعلّقَين بالصلاة، كأن يشكّ المصلّي إن أدّى ثلاث أم أربع ركعاتٍ فرض العصر.[٢]
كثرة الشكّ في الصلاة
الجدير بالمسلم عدم الالتفات إلى الشكوك الكثيرة، وعدم الاعتبار بها، فالشكوك الكثير من وساوس الشيطان التي يجب دفعها وطردها، ولذلك فتوجد عدّة شكوكٍ لا يُلتفت إليها، بيانها آتياً:[٣]
الأوهام التي لا حقيقة لها لا يُلتفت إليها أبداً، فكأنّها لم تكن.
الشكوك الكثيرة، كالذي يشكّ في كلّ أمرٍ قام به، فإنّ توضأ شكّ، وإن صلّى شكّ، فالشكّ لديه في كلّ فعلٍ وقولٍ، فتلك الشكوك لا تُعتبر ولا يُلتفت إليها، ويجب دفعها وطردها.
الشكّ في الصلاة بعد الانتهاء من أدائها، كمَن يشكّ بعد السلام من الصلاة ومرور وقتٍ على أدائها بأنّه أدّى الصلاة أم لا، أو كمَن يشكّ بعد أداء فرض الفجر إن أدّى ركعتَين أم ركعةً واحدةً، فلا يُلتفت لمثل تلك الشكوك إلّا إن تيقّن المصلّي أنّه صلّى ركعةً.
سجود السهو عند الشكّ في عدد ركعات الصلاة
الشكّ في عدد ركعات الصلاة سببٌ من الأسباب التي يُشرع سجود السهو عند تحقّقها، ويؤدّى في الصلاة على صورَتين بيانهما آتياً:[٤]
الصورة الأولى: أداء سجود السهو قبل السلام من الصلاة، وذلك في حال عدم ترجّح أحد الأمرَين المشكوك فيهما على الآخر، وإتمام الصلاة بناءً على العدد الأقل من الركعات، فعلى سبيل المثال إن شكّ المصلّي في صلاته إن أدّى ركعتَين أم ثلاث من فرض المغرب، ولم يترجّح لديه أي أمرٍ، فيُتمّ صلاته حينها بناءً على العدد الأقل؛ أي ركعتَين، فيؤدّي ركعةً أخرى، ثمّ يتشهّد التشهّد الأخير، ويسجد للسهو، ثمّ يسلّم من صلاته.
الصورة الثانية: أداء سجود السهو بعد السلام من الصلاة، وذلك إن ترجّح أحد الأمرَين المشكوك فيهما على الآخر، فإنّ شكّ المصلّي إن كان أدّى ثلاث أم أربع ركعاتٍ من فرض العشاء، إلّا أنّ الراجح لديه أنّه أدّى ثلاث ركعاتٍ، فيُتمّ صلاته، ويؤدي ركعةً أخرى، ثمّ يجلس للتشهّد، ويسلّم من الصلاة، ثمّ يسجد للسهو، ويسلّم منه.
طرق التخلّص من الشكّ في الصلاة
توجد العديد من الطرق التي تُعين العبد على التخلّص من الشكّ والوساوس في الصلاة، يُذكر منها:[٥]
مجاهدة النفس على التخلّص من الوساوس بإرادةٍ وعزمٍ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
الاستعانة بالله -عزّ وجلّ- في طرد الوساوس، بدعائه وسؤاله الخشوع في الصلاة، وطرد الوساوس عنه.
الحرص على التفكّر والتدبّر في القراءة والأذكار التي تُردّد في الصلاة.
استشعار الوقوف بين يدي الله -تعالى-، وأنّه مطلّع على عباده في جميع أحوالهم ظاهراً وباطناً.
عدم الأخذ بالأوهام والخطرات، وعدم الالتفات إليها، أو الاعتبار بها، ودفع ما يُشغل البال والقلب والفكر.
الحرص على تلاوة القرآن الكريم دائماً، وعدم هجره.
عدم الالتفات إلى أمور الدنيا، وتفريغ الوقت تماماً لأداء الصلاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق