ما الدارك ويب؟
وبحسب تصريحات الدكتور محمود ياسين، الخبير التكنولوجي ، فإن الإنترنت النظلم «dark Web»، هو محتوى الشبكة العنكبوتية العالمية الموجود في الشبكات المظلمة التي تستخدم الإنترنت، لكنه يحتاج برمجيات وضبط وتفويض خاص للتسجيل فيه، ويشكل الويب المظلم جزء صغير من الويب العميق، وهو جزء من الويب لا تُفهرسه محركات البحث التقليدية، ما يجعل تتبعها أو اكتشافها صعبا على البرامج التي تستعملها هذه المحركات لرصد أي معطيات متوفرة على الإنترنت العادي أو السطحي، لكن أحيانا يُستخدم مصطلح «ديب ويب» بصورة خاطئة للإشارةِ إلى الويب المظلم، حيث أن هناك أكثر من 90% من محتوى مواقع الويب الموجودة في كل العالم، تنتمي لما يسمى بالإنترنت العميق الخاضع لمجموعة من القيود.
فيما يستخدم الـdark Web؟
يقول الخبير التكنولوجي، إن كثير من مجرمي الإنترنت يستخدمون الدارك ويب في الأعمال الإجرامية، حيث يعملون على إبقاء قواعد بياناتهم ومعلوماتهم مخفية عن محركات البحث، من خلال وضع تشفير لهذه المواقع واستخدام خوارزميات تمنع إيجادها بسهولة، وسمي بالإنترنت المظلم لهذا السبب، حيث يلجأ الراغبون في الوصول إلى محتوى الويب العميق إلى استخدام عناوين URL أو IP مباشرة، وتتضمن سلاسل طويلة من الأحرف والأرقام، من خلال برمجيات خاصة، على رأسها متصفح «Tor» المتخصص في تشفير البيانات وإخفاء الهوية.
لماذا سمي بالإنترنت المظلم؟
يمثل الويب المظلم أو الدارك ويب، جزءا صغيرا داخل الويب العميق، لكنه يحظى باهتمام كبير، بسبب احتضانه لكل الأنشطة الممنوعة على الشبكة العنكبوتية، وارتباطه بنشر الدعاية الإرهابية والجرائم البشعة على نطاق واسع، حيث تستعمل صفحات الإنترنت المظلم - Dark Web، تقنيات تشفير أكثر تعقيداً من الإنترنت العميق، ما يجعل الدخول إليها صعبا وغير متاح، إلا باستعمال برامج وتقنيات خاصة، بحسب الخبير التكنولوجي.
ما الفرق بين دارك ويب والإنترنت العميق؟
الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، حذرت من مخاطر ما يعرف بالإنترنت المظلم أو dark web، عبر موقعها الرسمي، موضحة الفرق بين الويب المظلم والعميق كالتالي:
- الويب المظلم هو جزء صغير من الويب العميق.
- يشترك الاثنان في صعوبة الوصول إليهما، من خلال محركات البحث.
- مصدر محتوى محظور: يستضيف الويب المظلم كما كبيرا من المحتوى المحظور الذي لا يمكن العثور عليه، في أي جزء آخر من الإنترنت.
- مركز القراصنة، حيث يضم الإنترنت المظلم العديد من القراصنة ومجرمي الإنترنت ومنفذي عمليات الهجوم السيبراني على الشركات والأشخاص.
- تنشط فيه عمليات بيع العملات المشفرة.
وفيما يلي استعراض لأبرز أشكال الجرائم التي ترتكب من خلال الإنترنت المظلم:
تجارة المخدرات والأسلحة: حيث تُعد تجارة المخدرات والأسلحة من أكثر الجرائم انتشارًا على الإنترنت المظلم، ويمكن للمستخدمين شراء أي نوع من المخدرات أو الأسلحة باستخدام العملات الرقمية مثل بيتكوين دون الكشف عن هوياتهم.
الاعتداءات الجنسية: وتُعد من أبشع الجرائم على الإنترنت المظلم؛ حيث يُمكن للمستخدمين العثور على صور ومقاطع فيديو لاعتداءات جنسية بخاصة الاعتداءات الجنسية على الأطفال بغرض التلذذ وربما الابتزاز.
تجارة الأعضاء البشرية: حيث يُعد ساحة لهذه التجارة غير المشروعة يتجمع من خلالها التجار والراغبين في بيع أو شراء أعضاء بشرية، ومن خلاله يتم رسم مخططات لجرائم قتل بهدف توفير أعضاء بشرية للاتجار فيها وعرضها.
بيع المواد الإباحية، كما يقوم أشخاص بتصوير أفلام إباحية لهم وينشرونها على هذه المنصة مقابل أموال باهظة.
تأجير أشخاص لتنفيذ جرائم وعمليات إرهابية.
ممارسة أفعال سادية: مثل بث مباشر لعصابات اختطفوا أشخاصًا، ويبدأ مزاد بدفع أموال طائلة تصل إلى آلاف الدولارات، لمن يدفع أكـثـر لاختيار الطرق التي سيقتل بها الضحية المختطف، أو تصوير مقاطع مصورة توثق عمليات قتل بشعة لأحد الأشخاص وبيع تلك المقاطع بمبالغ باهظة.
الابتـزاز والاحتيال: حيث يُمارس المبتزون والمحتالون نشاطهم على الإنترنت المظلم مُستغلين سرية البيئة لسرقة المعلومات الشخصية والبيانات المالية من الضحايا.
غسل الأموال: يستخدم الإنترنت المظلم لغسل الأموال المُستمدة من الأنشطة غير القانونية مثل تجارة المخدرات والاتجار بالبشر.
وختامًا، فإن الثورة التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي تفرض علينا الكثير من التحديات مثلما أتاحت لنا العديد من الفرص، وينبغي على الجميع أفرادًا ومؤسسات أن تفيد من الفرص التي تتيحها لنا التكنولوجيا مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تفرضها علينا هذه التطورات الهائلة، وعليه لا بد من التصدي لأخطار الانترنت المظلم، وذلك من خلال:
زيادة الوعي بمخاطر جرائم الإنترنت المظلم، خاصةً بين الشباب.
دعم البحث والتطوير في مجال تقنيات مكافحة جرائم الإنترنت المظلم.
التعاون الدولي ومشاركة المعلومات وتطوير الإستراتيجيات المشتركة لمكافحة جرائم الإنترنت المظلم.
تعزيز التعليم والتثقيف؛ بهدف ترسيخ قيم الديمقراطية والتسامح والاحترام والحث على الاستفادة من التكنولوجيا والاكتشافات الحديثة باعتبارها عوامل بناء لا هدم وتنمية لا تدمير وأسباب للتقدم والازدهار لا للإفساد والانحرافات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق