التفسير الميسر لسورة الشورى - منتديات غزل وحنين
فَاطِرُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)
الله سبحانه
وتعالى هو خالق السموات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته, جعل
لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها, وجعل لكم من الأنعام أزواجًا
ذكورًا وإناثًا, يكثركم بسببه بالتوالد, ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء
من مخلوقاته, لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛
لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى
أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا
يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء, وسيجازيهم على ذلك.
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
له سبحانه وتعالى
ملك السموات والأرض، وبيده مفاتيح الرحمة والأرزاق، يوسِّع رزقه
على مَن يشاء مِن عباده ويضيِّقه على مَن يشاء, إنه تبارك وتعالى بكل
شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
شَرَعَ
لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى
الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي
إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
شرع الله لكم-
أيها الناس- من الدِّين الذي أوحيناه إليك -أيها الرسول، وهو
الإسلام- ما وصَّى به نوحًا أن يعمله ويبلغه, وما وصينا به إبراهيم وموسى
وعيسى (هؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل على المشهور) أن أقيموا
الدين بالتوحيد وطاعة الله وعبادته دون مَن سواه، ولا تختلفوا في
الدين الذي أمرتكم به, عَظُمَ على المشركين ما تدعوهم إليه من توحيد
الله وإخلاص العبادة له, الله يصطفي للتوحيد مَن يشاء مِن خلقه،
ويوفِّق للعمل بطاعته مَن يرجع إليه.
وَمَا
تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً
بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ
بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)
وما تفرَّق
المشركون بالله في أديانهم فصاروا شيعًا وأحزابًا إلا مِن بعدما
جاءهم العلم وقامت الحجة عليهم, وما حملهم على ذلك إلا البغي والعناد,
ولولا كلمة سبقت من ربك -أيها الرسول- بتأخير العذاب عنهم إلى أجل
مسمى وهو يوم القيامة, لقضي بينهم بتعجيل عذاب الكافرين منهم. وإن
الذين أورثوا التوراة والإنجيل من بعد هؤلاء المختلفين في الحق لفي
شك من الدين والإيمان موقعٍ في الريبة والاختلاف المذموم.
فَلِذَلِكَ
فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ
لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا
أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(15)
فإلى ذلك الدين
القيِّم الذي شرعه الله للأنبياء ووصَّاهم به, فادع -أيها الرسول-
عباد الله, واستقم كما أمرك الله، ولا تتبع أهواء الذين شكُّوا في
الحق وانحرفوا عن الدين, وقل: صدَّقت بجميع الكتب المنزلة من السماء على
الأنبياء, وأمرني ربي أن أعدل بينكم في الحكم, الله ربنا وربكم، لنا
ثواب أعمالنا الصالحة, ولكم جزاء أعمالكم السيئة, لا خصومة ولا جدال
بيننا وبينكم بعدما تبين الحق, الله يجمع بيننا وبينكم يوم
القيامة, فيقضي بيننا بالحق فيما اختلفنا فيه, وإليه المرجع والمآب,
فيجازي كلا بما يستحق.
فَاطِرُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً
وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)
الله سبحانه
وتعالى هو خالق السموات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته, جعل
لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها, وجعل لكم من الأنعام أزواجًا
ذكورًا وإناثًا, يكثركم بسببه بالتوالد, ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء
من مخلوقاته, لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛
لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى
أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا
يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء, وسيجازيهم على ذلك.
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
له سبحانه وتعالى
ملك السموات والأرض، وبيده مفاتيح الرحمة والأرزاق، يوسِّع رزقه
على مَن يشاء مِن عباده ويضيِّقه على مَن يشاء, إنه تبارك وتعالى بكل
شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
شَرَعَ
لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى
الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي
إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
شرع الله لكم-
أيها الناس- من الدِّين الذي أوحيناه إليك -أيها الرسول، وهو
الإسلام- ما وصَّى به نوحًا أن يعمله ويبلغه, وما وصينا به إبراهيم وموسى
وعيسى (هؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل على المشهور) أن أقيموا
الدين بالتوحيد وطاعة الله وعبادته دون مَن سواه، ولا تختلفوا في
الدين الذي أمرتكم به, عَظُمَ على المشركين ما تدعوهم إليه من توحيد
الله وإخلاص العبادة له, الله يصطفي للتوحيد مَن يشاء مِن خلقه،
ويوفِّق للعمل بطاعته مَن يرجع إليه.
وَمَا
تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً
بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ
بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)
وما تفرَّق
المشركون بالله في أديانهم فصاروا شيعًا وأحزابًا إلا مِن بعدما
جاءهم العلم وقامت الحجة عليهم, وما حملهم على ذلك إلا البغي والعناد,
ولولا كلمة سبقت من ربك -أيها الرسول- بتأخير العذاب عنهم إلى أجل
مسمى وهو يوم القيامة, لقضي بينهم بتعجيل عذاب الكافرين منهم. وإن
الذين أورثوا التوراة والإنجيل من بعد هؤلاء المختلفين في الحق لفي
شك من الدين والإيمان موقعٍ في الريبة والاختلاف المذموم.
فَلِذَلِكَ
فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ
لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا
أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(15)
فإلى ذلك الدين
القيِّم الذي شرعه الله للأنبياء ووصَّاهم به, فادع -أيها الرسول-
عباد الله, واستقم كما أمرك الله، ولا تتبع أهواء الذين شكُّوا في
الحق وانحرفوا عن الدين, وقل: صدَّقت بجميع الكتب المنزلة من السماء على
الأنبياء, وأمرني ربي أن أعدل بينكم في الحكم, الله ربنا وربكم، لنا
ثواب أعمالنا الصالحة, ولكم جزاء أعمالكم السيئة, لا خصومة ولا جدال
بيننا وبينكم بعدما تبين الحق, الله يجمع بيننا وبينكم يوم
القيامة, فيقضي بيننا بالحق فيما اختلفنا فيه, وإليه المرجع والمآب,
فيجازي كلا بما يستحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق